خلاصة الرسالة التي وجهها رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، إلى السيد كارل ليفن رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن خيارات إدارة أوباما إزاء الوضع في سوريا محدودة جدًا تتمثل هذه الخيارات في تدريب قوات المعارضة، وإجراء ضربات جوية، وفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وهي جميعا معروفة، ولم يضف إليها جديدًا، لكن الجنرال ديمبسي قدم تفاصيل حول الخدمات اللوجستية وتكاليف كل منها، وأشار إلى أن الضربات بعيدة المدى الموجهة ضد أهداف عسكرية للحكومة السورية تتطلب "مئات من الطائرات والسفن والغواصات والعوامل المساعدة الأخرى،" وأن التكلفة ستكون بالمليارات. وقد عبر ديمبسي عن اعتقاده أن بشار الأسد يحتمل أن يبقى في السلطة مدة سنة أخرى على الأقل، وتلقف جاي كارنيه الناطق الصحفي بالبيت الأبيض الطرف الآخر من الخيط، وصرح بأن الإدارة ترى "أن الأسد لن يحكم سوريا الموحدة أبدًا كما كان في السابق"، وهذا يعني أن سوريا في تقييم إدارة أوباما لن تتوحد مجددًا تحت سلطة بشار، وهو تقييم محتمل ومرجح تمامًا، إذ ليس بالإمكان أن نتصور استسلام المعارضة والجيش السوري الحر، بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد. والواقع أنه مع مرور الوقت، يصبح الحل السياسي أكثر صعوبة، فما كان بالإمكان التنازل عنه أو قبوله في 2011، لم يعد كذلك في 2012، وما طرح للتفاوض في 2012، لا يمكن القبول بشروطه في 2013، وهكذا دواليك، فمن المعروف أن ميزان القوى على الأرض ينشئ ظروفًا جديدة، وبالتالي يغير شروط المفاوضات. وهذا الأمر يصح على الطرفين، ولكن استمرار المقاومة من طرف المعارضة والجيش السوري الحر، أكثر إحراجًا للنظام الذي تتزايد عزلته عربيًا ودوليًا. فالأسد يعلم بلا شك أن حكمه في البلاد التي استلمها من أبيه انتهى ولن يعود، ولأنه يعرف أمثلة عديدة عن مصير زعماء قتلوا شعوبهم، وارتكبوا مجازر، فإن معركته الحالية والقادمة هي معركة يائسة، إنه سيحاول بكل التكاليف الإبقاء على موطئ قدم في الأراضي التي لا يزال بوسعه السيطرة عليها، وكلما افتكت قوى المعارضة جزءًا من تلك الأراضي، تقلصت مساحة نفوذه وقدرته على التفاوض والتماسك.