عندما قدّم رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم إبراهيم الربيش استقالته قبل ستة أشهر توقع الكثيرون في الوسط الرياضي أن تتوالى الاستقالات لتشمل أعضائها، خصوصاً بعدما أكد الربيش أن أمانة اتحاد الكرة حاولت التدخل في صميم عمل اللجنة بعد الأحداث التي شهدها نهائي كأس الملك للأندية الأبطال بين النصر والهلال. كرسي الرئيس الشاغر لم يؤثر في همة أعضاء اللجنة، وثقتهم في أنفسهم لم تهتز، إذ واصلوا أداء مهامهم واستمروا في عقد اجتماعاتهم وسط دعم كبير من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، الذي منحهم الضوء الأخضر لاتخاذ القرارات الجريئة تجاه كل ما يشوّه جمال الكرة السعودية، ليواصل أعضاء اللجنة عملهم بكل جد وحماسة، متفاعلين مع كل صغيرة وكبيرة في الساحة الكروية، ومسجلين كل شاردة وواردة في الملاعب الخضراء وخارجها تمهيداً لفحصها بـ «ميكروسكوب» اللجنة، قبل اتخاذ القرارات الانضباطية الصارمة، إذ برز اسم فهد القحيز رئيساً للاجتماعات الماضية بحضور الأعضاء الدكتور عبدالعزيز الرشود وعبدالله المطلق. حزمة من القرارات التأديبية القوية التي اتخذتها لجنة الانضباط بلا رئيس في الفترة الماضية، في مقدمها إيقاف مدافع الهلال البرازيلي ديغاو مباراتين بسبب تعديه بالضرب على مهاجم الرائد صالح الشهري، لتنتقل إلى الساحل الشرقي وتوقف نائب رئيس القادسية عبدالله بادغيش أربع مباريات مع غرامة مالية قدرها 20 ألف ريال بعد قيامه بالتلفظ على مراقب مباراة فريقه أمام النصر في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، ثم ذهبت إلى الأحساء لتقرر إيقاف محترف هجر نمانيا توبيك أربع مباريات مع غرامة مالية قدرها 20 ألف ريال لتلفظه على حكم مباراة فريقه أمام الأهلي في مسابقة كأس ولي العهد، بعدها غرّمت اللجنة مدافع الاتحاد أسامة المولد ومهاجم الهلال ناصر الشمراني بعشرة آلاف ريال لنزولهما إلى أرضية ملعب الملك عبدالله في جدة بعد نهاية مباراة الاتحاد والهلال. واصلت لجنة الانضباط الضرب بيد من حديد وهذه المرة بأقوى القرارات على مدير المركز الإعلامي في نادي الأهلي سالم الأحمدي بسبب تهجمه في وسائل الإعلام على لجنة الحكام وتطاوله على اتحاد الكرة في أعقاب مباراة فريقه أمام الشباب، إذ أوقفته اللجنة مدة عام مع غرامة مالية قدرها 300 ألف ريال، كما أوقفت ظهير نجران إبراهيم هزازي أربع مباريات وغرمته 20 ألف ريال لتلفظه على أحد رجال الأمن في مباراة فريقه الأخيرة أمام الخليج.