قالت دراسة لجامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية الأميركية حملت عنوان الإمارات وأفريقيا: شراكة محورية وسط ثورة تجارية لجنوب- الجنوب، إن علاقات التجارة والاستثمار المتنامية بين الإمارات وأفريقيا تعكس قصة كبيرة لمركزين يقودان تشكيل عالمنا اليوم. وقالت الدراسة إن الإمارات برزت كمركز رئيسي لـطريق الحرير الجنوبي وشريان أساسي لطريق الحرير البحري الجديد وهي بوابة ومركز للاقتصادات الناشئة من آسيا إلي أفريقيا إلى الأميركتين. وكنتيجة لنمو التجارة بين جنوب- الجنوب ستلعب الإمارات دورا أكثر بروزا ليس فقط عبر تحفيز التجارة عبر محور ونموذج بوابتها، ولكن أيضا كمستثمر نشط في بناء البنية التحتية. وتوقعت الدراسة أن تتعاظم أهمية دبي في السنوات القليلة المقبلة داخل المنطقة وعلى الصعيد العالمي، وقالت الدراسة إن دبي تحتل موقعا استراتيجيا في قلب عدد من الممرات التجارية الجديدة بما فيها بوابة (جنوب آسيا، الشرق الأوسط وأفريقيا) تضم 3 مليارات نسمة، وبوابة (الصين والهند والشرق الأوسط وأفريقيا) والتي تضم 3.5 مليارات نسمة، وتصبح على نحو متزايد المركز الجديد للاقتصادات التي تحقق نموا في أفريقيا وفي الأميركتين وآسيا، وفي ظل تنامي أهمية آسيا فإن دبي تتحول لمركز رئيسي لآسيا، حيث تربط آسيا بالشرق الأوسط وأفريقيا. وقالت الدراسة التي ينشرها البيان الاقتصادي بالتزامن مع انطلاقة المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال اليوم في فندق أتلانتس بتنظيم من غرفة دبي، إن الإمارات برزت كشريك تجاري واستثماري أساسي لأفريقيا وسط تحول جنوب الجنوب والتي تشكل عالمنا اليوم، وطبقا للدراسة فقد برزت دبي كبوابة رئيسية لوجستية ومالية تربط آسيا بأفريقيا، وأشارت الدراسة إلى أن استثمارات كيانات مملوكة للإمارات في البنية التحتية للموانئ البحرية والاتصالات السلكية واللاسلكية في أفريقيا قد دعمت روابط القارة السمراء الداخلية ومع العالم. وأشادت الدراسة بتوسع شبكات الناقلات الوطنية للإمارات في أنحاء أفريقيا، وخصت بالذكر طيران الإمارات قائلة بأنها الناقل الأجنبي الأكثر أهمية في عدد من أكبر الأسواق في أفريقيا فيما برز مطار دبي الدولي كمركز لأفريقيا. من جانب آخر توقعت الدراسة أن تسجل الاستثمارات الأجنبية في افريقيا رقما قياسيا مسجلة ما قيمته 80 مليار دولار. وطبقا للدراسة فبحلول عام 2030 سيعيش واحد من كل خمسة أشخاص في العالم في أفريقيا وستكون القارة الأفريقية القارة الأكثر فتية على مستوى العالم. الاستثمارات الإماراتية وقالت الدراسة إن الاستثمارات المستقبلية التي كان قد أعلن عنها في سبتمبر الماضي خلال منتدى غرب أفريقيا الذي استضافته دبي، يعزز بشكل كبير احتياجات البنية التحتية في جميع أنحاء غرب أفريقيا. وأضاف أن شركات الطيران الوطنية للإمارات، طيران الإمارات، والاتحاد للطيران وفلاي دبي تزداد توسعات شبكاتها في القارة الأفريقية، فيما برزت شركة طيران الإمارات على وجه الخصوص باعتبارها الناقل الأجنبي الأكثر أهمية في عدد من أكبر الأسواق في أفريقيا. في حين برز مطار دبي الدولي كمركز لأفريقيا، فيما برزت دبي كبوابة رئيسية لوجستية ومالية تربط آسيا بأفريقيا فيما ينظر التجار الأفارقة بشكل متزايد إلى دبي باعتبارها قاعدة للعمليات لربط بلدانهم الأصلية بالتجارة العالمية. دبي مركز وأشارت الدراسة إلى أن العديد من الشركات المتعددة الجنسيات في العالم تستخدم دبي كمركز لمكاتبها الرئيسية للأنشطتها وأعمالها في أفريقيا مستفيدة من موقع دبي الاستراتيجي وروابطها الجوية والبحرية مع تسريع تلك الشركات لوجودها في القارة الأفريقية والتي حلت في المرتبة السابعة ضمن اسرع 10 اقتصاديات نموا في العالم خلال العقد الماضي ومع صعود الطبقة الوسطى الاستهلاكية المتنامية، فيما تزداد مكانة دبي بحرا وجوا وكذلك تزداد أهمية دبي كمركز مالي يدعم توسعات الصين في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وكذلك العلاقات المتنامية لأفريقيا مع الهند. وقالت الدراسة إن هناك مسارا واضحا يؤكد أن العلاقات الإماراتية الأفريقية آخذة في النمو وهي علاقات ستواصل نموا من حيث الأهمية لكلا الجانبين. ومع بروز أفريقيا فإنها ستكون بحاجة إلى شركاء استراتيجيين مما يجعل القارة الأفريقية مكانا واعدا للاستثمار يوفر فرص النمو للأعمال. وبالتالي فإن أفريقيا ليس قضية خيرية، فصانعو السياسة الأميركية يمكن أن يسعوا للاستفادة من النمو في العلاقة بين الإمارات وأفريقيا لدعم المبادرات التي تتراوح بين سد فجوة الطاقة في افريقيا وصولاً لدعم توسيع نطاق التجارة. البنوك العالمية تقول الدراسة عندما اجتمع جيفري سينجر الرئيس التنفيذي السابق لسلطة مركز دبي المالي العالمي، مع كبار المسؤولين التنفيذيين من 15 بنكا من أكبر بنوك العالم للإفطار سألهم سؤالا بسيط: ما الذي يدور في عقولكم ؟ جاء الجواب بالإجماع: أفريقيا. فقد كانت جميع تلك البنوك تبحث عن صفقات في أفريقيا، وكانوا جميعا يودون معرفة كيف سندعمهم على حد قول سينجر.. فهم يرون تدفق الكثير من الصفقات في أفريقيا في قطاع التعدين والزراعة والبنية التحتية، والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومجموعة واسعة ومتنوعة من القطاعات وكانوا يبحثون لتمويل تلك الصفقات، وكما لاحظ سينجر لم تكن تلك البنوك فقط بنوكاً عالمية متعددة الجنسيات. البنوك الصينية والهندية ترى دبي كمركز لأفريقيا، ففي دبي هناك أربعة من أكبر البنوك الصينية، وأكبر 20 بنكا هنديا، على سبيل المثال هناك بانك أوف إنديا في مركز دبي المالي العالمي، وإذا سألتهم سيقولون: أفريقيا. حقيقة إن رؤساء 14 بنكا إقليميا من أكبر البنوك في العالم يرون أنه من الطبيعي التحدث عن التوسع في أفريقيا انطلاقا من دبي يعكس الواقع الجيواقتصادي والجيوتجاري الجديد، حيث تبرز دبي كبوابة لأفريقيا عبر البر والبحر واليوم الروابط المالية. دبي قلب 3 ممرات تجارية تحتل دبي موقعا استراتيجيا في قلب عدد من الممرات التجارية الجديدة بما فيها بوابة (جنوب آسيا، الشرق الأوسط وأفريقيا) تضم 3 مليارات نسمة وكذلك بوابة تضم (الصين والهند والشرق الأوسط وأفريقيا) والتي تضم 3.5 مليارات نسمة وهي أيضا تصبح على نحو متزايد المركز الجديد للاقتصادات التي تحقق نموا في أفريقيا وفي الأميركتين وآسيا. وتنمو آسيا في الأهمية أيضا وبالتالي دبي هي أيضا مركز رئيسي لآسيا وهي تربط آسيا بالشرق الأوسط وأفريقيا. بن سيمبفيندورفر، مؤلف الكتاب الشهير طريق الحرير الجديد يشير إلى أن المراكز التجارية الرئيسية الثلاثة وهي دبي وهونغ كونغ وسنغافورة تلعب بالفعل دورا كبيرا في الربط بين الشرق الأوسط وشرق آسيا، وأفريقيا. وقالت الدراسة إن البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية للدولة جعلت دبي مركزا قويا لتمكين التجارة، وبرزت دبي كمركز عالمي معترف به للبشر والسلع والخدمات. مركز ربط جوي وبحري وتشير الدراسة إلى أن دبي تربط مناطق أخرى من العالم، حيث تحتل دبي المرتبة الأولى في العالم من حيث الربط الجوي متفوقة على لندن ونيويورك وسنغافورة وهونغ كونغ. جويل كوتكين مؤلف كتاب النموذج والمتخصص العالمي في المدن يرى إمكانات كبيرة لأبوظبي، واضعا إياها في المرتبة الـ20 في العالم على قائمة المدن الأكثر تأثيرا في العالم، واضعا إياها على قدم المساواة مع شنغهاي. ويرى كوتكين أن هناك ثمانية عوامل لقياس المدينة الأكثر تأثيرا، تتمثل في حجم الاستثمارات المباشرة التي تجذبها المدينة، ومدى تركيز المكاتب الرئيسية للشركات على هذه المدينة، وعدد الأعمال التي تهيمن عليها تلك المدن، وكذلك الربط الجوي للمدينة (سهولة السفر لمدن أخرى عالمية)، وقوة خدمات المُنتجين، والخدمات المالية، والتكنولوجيا، وقوة وسائل الإعلام، والتنوع العرقي. وبينما تحتل دبي المرتبة الأولى في الربط الجوي فإن موانئها أيضا تصنف من بين أكثر موانئ الربط في العالم، حيث ميناء جبل علي هو عملاق للشحن، يعد من بين الموانئ العشرة الأوائل الأكثر ازدحاما بمحطة الحاويات في العالم، والأكبر بين روتردام وسنغافورة (بنشاط أكبر عن روتردام). تقريبا كل من خطوط الشحن العالمية الكبرى تزور جبل علي، مما يجعله واحداً من مراكز الترانزيت الأهم في العالم، والمغذي الهام إلى الأسواق الأفريقية. لا يوجد منفذ آخر في الشرق الأوسط يقترب من جبل علي في اختراقه لحركة الملاحة العالمية. وشركات الاتصالات العالمية مثل شركة هواوي الصينية، افتتحت أخيرا منشأة للخدمات اللوجستية في ميناء جبل علي بدبي والمنطقة الحرة لخدمة باكستان، وبلدان مجلس التعاون الخليجي، وأفريقيا. لقد أصبح جبل علي مركزا محوريا لصادرات الصين للشرق الأوسط وأفريقيا. وقال جاو بينغ، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الصينية: لقد عملت الإمارات كمركز لوجستي مركزي، ومن خلالها يمكننا دعم المزيد والمزيد من عملائنا في جميع أنحاء القارة الأفريقية. جهود غرفة دبي ونتيجة لذلك، نمت العلاقات التجارية والاستثمارية بين الإمارات وأفريقيا نموا متزايدا، ومنذ عام 2000 نمت التجارة غير النفطية بين دبي وأفريقيا بأكثر من 700%. ومنذ عام 2008 وحتى عام 2013 نمت التجارة بين دبي وأفريقيا لتصل إلى 25 مليار دولار بنمو 141% وفقا لغرفة تجارة وصناعة دبي. والكثير من تلك التجارة مصدرها إعادة التصدير من موانئ دبي إلى القارة الأفريقية، مما يجعل أفريقيا السوق الأسرع نموا كمجموعة بالنسبة لدبي بحسب حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي، والذي قال إنها سوق تصدير مهمة جدا لاستهلاك البضائع. وتقول الدراسة إن بوعميم يقود بقوة جهوداً لخلق مزيد من الروابط مع أفريقيا من خلال تأسيس الغرفة لمكاتب تمثيل تجاري لها في الأسواق الأفريقية، فقد أسست غرفة دبي مكتب تمثيل تجاري لها في أثيوبيا، وأضافت أخيرا غانا، وقد نمت تجارة دبي وأثيوبيا 100% منذ القيام بتأسيس المكتب. وتخطط الغرفة لتأسيس مكاتب تمثيل تجاري لها في كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا وأنغولا وكينيا. معرض إكسبو 2020 دبي قالت الدراسة إن معالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة والعضو المنتدب للجنة التحضيرية العليا لمعرض إكسبو دبي 2020، ومدير عام مكتب إكسبو دبي 2020 عملت بجهود كبيرة على نطاق واسع في أفريقيا خلال سباق الاستضافة لحشد الأصوات الأفريقية لدعم ملف الإمارات في سباق إكسبو، وقد نجحت جهود معاليها، حيث فازت دبي بالاستضافة وحصلت دبي على أصوات من أفريقيا أكثر من منافسيها في السباق، باعتبار أن الحدث ستستضيفه الإمارات لأول مرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. مركز لجمع أوراق الشاي وبحسب الدراسة فإن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن كولينز تشيريوت العضو المنتدب لشركة باركرز للشاي بكينيا قوله: إن دبي أتاحت أن تتخذ منتجاتنا خبرة من قبل جنسيات مختلفة تعيش في دبي بحيث يمكن لعدد كبير من الجنسيات في دبي تجربة هذا المنتج في آن واحد دون الحاجة لشحنها للعالم. وتقول الصحيفة إن تجار الشاي يستخدمون دبي كمكان لجمع أوراق الشاي من أفريقيا للغرب وآسيا للشرق قبل مزجها للتعبئة والتغليف والشحن، وتسويقها في مكان آخر، وأضافت أن مركز دبي للسلع المتعددة فيه مركز للشاي يوفر التسهيلات لتجار الشاي، بينما توفر دبي بيئة خالية من الضرائب وربطا جويا لمعظم مدن العالم. استثمارات إماراتية في أفريقيا تقول الدراسة إن شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، استثمرت بشكل جوهري في توسيع قدرات الطاقة في غانا، مما يساعد في نمو غانا الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. فرانك بيريز، الرئيس التنفيذي لقطاع إنتاج الماء والكهرباء في طاقة قال إنه من غير المرجح أن تتوقف الشركة عند غانا. وتقول الدراسة إن الاستثمارات حيوية لمستقبل أفريقيا، فيما تعتبر القارة من أكثر المناطق غير الآمنة في العالم بالنسبة للكهرباء، حيث إن 48 من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تولد 68 ألف ميغاواط من الكهرباء أي ما يعادل ما تولده إسبانيا من الكهرباء، ويشير تقرير للبنك الدولي إلى أن أقل من ربع إجمالي سكان دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لديها نفاد منتظم للكهرباء. ويقول البنك إن أفريقيا بحاجة إلي إنفاق 41 مليار دولار سنويا على الطاقة ببساطة لتلبية الطلب على الكهرباء. وتضيف الدراسة أن استثمار مزيد من الشركات الإماراتية في هذا المجال سيكون له آثار محفزة على المنطقة الأفريقية بأسرها. وتقول الدراسة بأنه ينبغي على شركات أبوظبي البحث عن شراكات مع شركات أميركية تعمل في توليد الطاقة، وقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أطلق مبادرة الطاقة لأفريقيا والتي تهدف لتقديم 7 مليارات دولار كتمويلات وضمانات قروض مالية من عدة وكالات حكومية أميركية بما في ذلك بنك التصدير والاستيراد الأميركي، ومؤسسة الاستثمار الخاصة لما وراء البحار، ووكالة التجارة والتنمية الأميركية، وتأمل المبادرة بتحفيز 15 مليار دولار كاستثمارات من القطاع الخاص في ست دول أفريقية وهي كينيا، تنزانيا، أثوبيا، نيجيريا، ليبيريا، غانا. وتقول الدراسة إن شركات إماراتية عملاقة مثل مبادلة ودوبال انضمت معاً لاستثمار 5 مليارات دولار في غينيا لتطوير منجم البوكسيت، وطبقا لمحمد الأمين فوفانا وزير المناجم والجيولوجيا في غينيا فإن تلك الاستثمارات ستخلق 14 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وستسهم بشكل كبير في إجمالي الناتج المحلي لغينيا، وتشمل الصفقة أيضا تطوير منجم للتصدير وميناء بحلول عام 2017 في كمسار المدينة الساحلية المتصلة بسنجاريدي عن طريق السكة الحديدية. الناقلات الوطنية للإمارات طبقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) فإن صناعة الطيران تدعم أفريقيا بـ 6.7 ملايين وظيفة في جميع أنحاء أفريقيا وتولد 67.8 مليار دولار في الأنشطة الاقتصادية. وتساهم شركات النقل الجوي الأجنبية في الاقتصادات المحلية في أفريقيا، ووفقا لدراسة قامت بها أكسفورد إيكونومكس فإن طيران الإمارات وحدها -وهذا لا يتضمن مطار دبي الدولي وشركة الاتحاد للطيران- ساهمت بـ 800 مليون دولار في اقتصاد جنوب أفريقيا عبر الربط الكبير. ويذكر أن هناك 350 رحلة أسبوعيا لطيران الإمارات عبر 22 محطة مسافرين و 5 وجهات للشحن الجوي. ووظفت طيران الإمارات 6500 أفريقي في البلدان الأفريقية التي تصل إليها الناقلة. وهناك ألف موظف يعملون في مكاتب طيران الإمارات في المطارات الأفريقية وهذا الرقم في تزايد مع افتتاح طيران الإمارات لمزيد من الوجهات في أفريقيا. وطبقا للدراسة فإن المطارات الأفريقية مثل الكثير من بنيتها التحتية، سوف تحتاج إلى النمو بسرعة لتعزيز التجارة ودعم ارتفاع السياحة. في حين أن الشحن الجوي لا يمثل سوى نسبة صغيرة من التجارة العالمية من حيث الحجم (10٪)، لأنها تمثل 35٪ من مجموع التجارة الدولية من حيث القيمة. السياحة يمكن أيضا أن تكون المحرك الرئيسي للنمو في العديد من البلدان الأفريقية. نمت السياحة الدولية لأفريقيا ما يقرب من 5 مرات منذ عام 1990، وفقا لشركة ايرباص العالمية لتمثل 36 مليار دولار من إجمالي المداخيل في 2012 بحصة 2.8 % في الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي. وطبقا للبنك الدولي فإن 5% هي حصة أفريقيا من السياحة العالمية. وفيما يبحث المزيد من السياح عن قضاء عطلاتهم في أفريقيا يجدون أنفسهم على متن طيران الإمارات والاتحاد للطيران، حيث نمت الحركة الجوية من وإلى منطقة الشرق الأوسط بـ 307 % منذ عام 1990. التحولات الجيواقتصادية وقالت دراسة جونز هوبكنز بأننا نعيش في خضم تحول جيواقتصادي عالمي مماثل في الأهمية للثروة الصناعية، حيث مراكز التحول في صعود في الأسواق الناشئة، فيما تشهد الطبقة الوسطى الجديدة نموا، مع نمو في التوسع الحضري، مضيفة أن هذه الدوافع الاقتصادية القوية سوف تستمر في تحويل عالمنا بشكل كبير خلال العقود القليلة المقبلة، ورفع الملايين من دائرة الفقر وإعادة تشكيل أنماط التجارة العالمية، وتغيير التحالفات الجيوسياسية. وأضافت أن القوى الاقتصادية الصاعدة في العالم لا تعتمد في الغالب على الغرب في تجارتها الخارجية والاستثمار، وفي استثماراتها الدولارية والروابط البحرية والجوية، أو استثمارات البنية التحتية، والأمر نفسه ينطبق على أفريقيا فهي لم تعد في الغالب تعتمد على القوى الاستعمارية السابقة أو الاقتصاديات الغربية المتقدمة، حيث ترتبط وتترابط أفريقيا وبشكل متزايد مع القوى الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا والبرازيل، والإمارات في نمو ممرات تجارية (جنوب- الجنوب)، وإعادة التشكيل بهدوء للجغرافيا التجارية لعالمنا، وكما يقول الباحث شولار غريغور: بأن صورة التبعية القديمة من جانب واحد للبلدان الأفريقية للغرب أو الشمال.. لم تعد دقيقة، حيث تظهر الإمارات والهند والصين والبرازيل كمراكز عقدية جديدة بعد أن كانت تعتمد على النظم الاستعمارية القديمة. موانئ دبي العالمية تتوسع وتقول الدراسة إنه ووفقا لشركة دروري الاستشارية للشحن في رابع أكبر مشغل في جميع أنحاء العالم وتتعامل من أكثر من 5% من التجارة البحرية العالمية. فيما توظف موانئ دبي العالمية 5 آلاف موظف في أفريقيا معظمهم من السكان المحليين. وتدير موانئ دبي العالمية اليوم 65 محطة في 6 قارات في العالم، وتوجد الشركة العملاقة اليوم في محطات عدة في كل من جيبوتي وموزمبيق ومصر والجزائر والسنغال، إضافة إلى عمليات التحميل والتفريغ في أربعة موانئ جنوب أفريقية. وهي تدير اليوم محطة دوراليه في جيبوتي، وتدير محطة داكار في السنغال وهي موجودة في ميناء السخنة في مصر وفي ميناءين في الجزائر. وتدير ميناء مابوتو الواقع على الساحل الجنوب - شرقي لأفريقيا البوابة الرئيسة للمناطق الداخلية الاقتصادية الشاسعة لإفريقيا الجنوبية، وتؤدي دوراً حيوياً في الربط بين مراكز الإنتاج والتعدين والتجارة الإقليمية وأسواق جنوب شرق آسيا. وقالت الدراسة إن موانئ دبي العالمية تعمل على المدى الطويل في أفريقيا مع متوسط عمر امتياز 40 عاما لمشاريعها، ولديها طاقة استيعابية سنويا لـ70 مليون حاوية نمطية عالميا، وبحلول 2020 ستصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية لموانئ دبي العالمية إلى نحو 100 مليون حاوية نمطية، وفي عام 2013 تعاملت موانئ دبي مع 55 مليون حاوية نمطية عبر محافظها على أساس التعاملات العالمية 516 مليون حاوية نمطية في عام 2013 وهذا يعني أن نحو 11% من إجمالي حاويات التجارة للعالم ذهبت من خلال عمليات محطات موانئ دبي العالمية. وفي عام 2013 عبرت سلع غير نفطية بإجمالي 400 مليار دولار عبر موانئ دولة الإمارات. اتصالات في أفريقيا قالت الدراسة إن شركة اتصالات المملوكة 60٪ من قبل حكومة الإمارات واحدة من شبكات المحمول الأكثر توسعية في العالم في أفريقيا، حيث تعمل الشركة في 24 دولة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأضافت أن شراء الشركة لحصة 53% في ماروك تيليكوم وهي لاعب رئيسي في غرب أفريقيا ستضيف إضافة واسعة لبصمة اتصالات في أفريقيا. وقالت الدراسة إن اتصالات تشغل شبكة محمول في الغابون ومالي وبوركينا فاسو والسودان والمغرب ومصر وساحل العاج وتنزانيا ونيجيريا وموريتانيا وبنين وتوغو والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى في أحدث تشغيل لها، وأضافت الدراسة أن اتصالات لديها 69.7 مليون مشترك عبر أفريقيا منذ 30 يونيو 2014. وقالت إن اتصالات والتي تصل قيمتها السوقية لنحو 25 مليار دولار تحتل المراتب العليا على لائحة أكبر شركات الاتصالات في العالم. وخلال العامين الماضيين كانت اتصالات الأسرع نموا في نيجيريا أحد أكبر الأسواق وأكثرها ديناميكية في نيجيريا، وكان لدى اتصالات 18.72 مليون مشترك بنهاية الربع الأول من 2014. وتحتل نيجيريا المرتبة الرابعة من حيث عدد المستخدمين للإنترنت في نيجيريا عبر الهواتف المحمولة. دبي الجنوب تقول الدراسة إنه وبحسب نيكولاس ماكلين، العضو المنتدب لشركة سي بي آر إي الشرق الأوسط للاستشارات العقارية: هناك اهتمام متزايد من قبل كيانات موجودة في أفريقيا للانتقال إلى دبي، ويقول ماكلين: نحن نشهد نمواً في الشركات التي تستقر في أفريقيا إلا أن هذه الشركات تواجه صعوبتين؛ أولاهما السفر في جميع أنحاء القارة الأفريقية، والثانية الموظفون، فتوسيع أعمالهم كي يتناسب النمو مع إجمالي الناتج المحلي صعب للغاية وبالتالي الافتراض بأن هناك طريقة أسهل لفعل ذلك وهي نقل أعمالهم إلى دبي. ممرات جنوب - الجنوب تدعم الروابط الإماراتية الأفريقية يقول بيتر لويس، مدير برامج الدراسات الأفريقية بجامعة جون هوبكنز: في نواحٍ كثيرة، فإن أفريقيا والأفارقة يتعاملون مع قلب ما يقود دبي، وهي التجارة واللوجستية وسلاسل الإمداد والسياحة والخدمات المالية، وبينما الفنادق الجذابة لدبي والارتفاعات الشاهقة لناطحات السحاب تحتل عناوين الصحف العالمية والأزيز الهادئ لموانئها والتدفق المستمر للطائرات، ومجتمعات التجارة والفنادق التي تعكس قيمتها، وصولاً إلى نمو ممرات جنوب-الجنوب، كلها تدعم الروابط الإماراتية الأفريقية. ومن دون أدنى شك فقد برزت دبي مركزاً رئيساً للأعمال الأفريقية والتجارة. وطبقاً للدراسة، فإن علاقات التجارة والاستثمار المتنامية بين الإمارات وأفريقيا تعكس قصة كبيرة لاثنين يقودان تشكيل عالمنا اليوم، وخلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما يطلق عليه بنك إتش إس بي سي الطريق الجنوبي للحرير الذي يربط أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، روابط جنوب الجنوب تلك ستحدث ثورة في الاقتصاد العالمي. ويقول البنك: نحن نعتقد أن التجارة وتدفقات رؤوس الأموال بين المناطق الناشئة في العالم يمكن أن تزيد بنحو عشرة أضعاف خلال الـ40 عاماً المقبلة. كما انفجرت التجارة بين الدول المتقدمة في 1950 و1960. وفي القرن الـ21 سنرى نمو تجارة توربيني بين الأسواق الناشئة. وأضاف البنك أنه إلى حد ما غالبية الصادرات من البرازيل والهند توجهت بالفعل إلى بلدان أخرى، الجنوب والصين هي قريبة من النصف. ويتوقع بنك إتش إس بي سي إن 73% من صادرات الصين ستذهب إلى اقتصادات ناشئة أخرى والهند بحلول عام 2050. ويصفها البنك بالجغرافية التجارية والاستثمارية الجديدة، ويرى البنك أن التدفقات التجارية ورؤوس الأموال بين المناطق الناشئة سوف ترتفع لعشرة أضعافها خلال أربعين عاماً، فستذهب 83% من صادرات البرازيل على طول طريق الحرير الجنوبي. وأضافت الدراسة أنه مع الروابط الجوية والبحرية الواسعة للإمارات وبعض التنظيم لمناطق التجارة الحرة ومع احتضانها لكتلة من المغتربين العالميين في ظل قيادة لها رؤية تجارية احتضنت العولمة، أصبحت الإمارات مركزاً رئيساً عالمياً للتجارة والاستثمار والسياحة. وبرزت الإمارات مركزاً رئيساً لـطريق الحرير الجنوبي وشرياناً أساسياً لطريق الحرير البحري الجديد، وهي بوابة ومركز للاقتصادات الناشئة من آسيا إلى أفريقيا إلى الأميركتين. وكنتيجة لنمو التجارة بين جنوب - الجنوب، ستؤدي الإمارات دوراً أكثر بروزاً، ليس عبر تحفيز التجارة عبر محور ونموذج بوابتها فقط، ولكن أيضاً كمستثمر نشيط في بناء البنية التحتية على الأرض. 19 مليار دولار استثمارات إماراتية في غرب القارة طبقا لغرفة تجارة وصناعة دبي تتوزع أنشطة الشركات الأفريقية في الإمارات كالتالي: 60% في جميع الأعمال، 14.2 % في البناء، 8.2% في اللوجستية، 8.1 % في العقار، 2.5 في الصناعة، 0.2% في الزراعة، 0.9% في السياحة والضيافة. حضور وينطلق اليوم في دبي المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال بحضور 1000 من الرؤساء والوزراء الأفارقة وقادة الأعمال وصناع القرار لمناقشة مستقبل القارة الأفريقية منهم أغنى رجل في أفريقيا أليكو داغوتي من نيجيريا، وفي سبتمبر الماضي استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، 6 رؤساء من غرب أفريقيا، وكبار المسؤولين في منتدى غرب أفريقيا وكانت حصيلة المنتدى تعهدات باستثمارات تقدر بنحو 19 مليار دولار في 17 مشروعا للبنية التحتية في غرب أفريقيا تمتد ما بين سكك حديدية وجسور وطرق.. الخ، وبالنظر إلي العجز الهائل في البنية التحتية في أفريقيا فإن تلك الاستثمارات تشكل حجر الزاوية في الروابط الأفريقية الإماراتية. دراسة وتشير الدراسة إلى أن تجارة الإمارات مع غرب أفريقيا أقل عمقا مقارنة بالتجارة مع شمال والجزء الجنوبي من أفريقيا، ولكن المنتدى سيعمق العلاقات مع كل أفريقيا ويجمع كلاً من أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لتعزيز أكبر في العلاقات مع الإمارات. تحديات في أفريقيا وتقول الدراسة بأنه لا تزال هناك العديد من التحديات على الرغم من بروز أفريقيا، حيث إن 30 من أصل 54 دولة تشكل القارة الأفريقية تصنف ما بين البلدان الأقل نموا وفقا للأمم المتحدة. في حين تعتمد الكثير من البلدان الأفريقية على الواردات الغذائية، وبالتالي، تقلب الأسعار وضعف البنية التحتية لا تزال تشكل عائقا أمام النمو المستدام، وعلاوة على ذلك، فإن القارة متنوعة، وهناك فشل في التمييز بين دول أفريقيا والتي تختلف اختلافا جذريا من حيث تاريخها ومستويات التنمية فيها، وهناك أيضا أزمة وظائف تلوح في العديد من البلدان الأفريقية. ولكن إذا ما أخذنا أفريقيا ككل فهي فتية ومتوسط عمر الشباب لديها هو نصف متوسط العمر في بقية أنحاء العالم، ولا تزال البنية التحتية أيضا رائدة. وتضيف إن العديد من الدول الأفريقية تقف في مفترق طرق، يقودها النمو المطرد والارتفاع على نحو متزايد في الطبقة الوسطى الحضرية، والنمو المستقر، والتكامل العالمي الأكبر، في حين لا تزال تواجه عددا لا يحصى من العجز من البنية التحتية للتعليم وصولاً بالنفاد للتمويل. 7 مرتبة دبي ضمن قائمة أكثر المدن تأثيراً لدورها مركزاً يربط أقاليم العالم 90 كل 90 ثانية تقلع طائرة أو تهبط في مطار دبي الأول عالمياً من حيث حركة الركاب 100 حاوية تحط كل 60 دقيقة في موانئ دبي و100 مليون نمطية محفظتها العالمية المتوقعة 2020 30 ألف زائر دولي يصل إلى دبي كل 24 ساعة 1 رقم تصنيف دبي عالمياً من حيث الربط الجوي متفوقة على لندن ونيويورك وسنغافورة وهونغ كونغ 7 تصنيف دبي عالمياً من حيث عدد الزوار متقدمة على هونغ كونغ وروما وشنغهاي وطوكيو 200 عدد الجنسيات التي تعيش في دبي 20 عدد المصارف والبنوك الهندية التي تعمل بالقطاع المالي في دبي 4 عدد المصارف والبنوك الصينية الموجودة في دبي وتعد من أكبر بنوك بكين 80 مليار دولار الاستثمارات الأجنبية المتوقعة في أفريقيا