×
محافظة المنطقة الشرقية

فقه العمران ... الدولة والمجتمع والعمارة في حضارة المسلمين

صورة الخبر

الدوحة: «الشرق الأوسط» شهدت الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس، فعاليات الجلسة الختامية للدورة الأولى لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش). وحضر حفل الختام الأميرة للا سلمى حرم ملك المملكة المغربية ورئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان. وأكدت الشيخة الدكتورة غالية بنت محمد آل ثاني وزيرة الصحة السابقة وعضو المجلس الأعلى للصحة وعضو مجلس إدارة مركز السدرة للطب والبحوث، خلال الجلسة الختامية، أن دولة قطر تسعى للاستعانة بكافة التجارب والكفاءات العالمية بهدف تحسين منظومة القطاع الصحي والارتقاء بالخدمات العلاجية إلى معدلات من الجودة تضاهي المقاييس العالمية. وأوضحت أنه لتحقيق ذلك تقوم قطر بالاستعانة بالكفاءات الأجنبية المتميزة، إضافة إلى العمل المستمر على بناء الكوادر الوطنية في المجال الصحي وعلى رأسها الأطقم الطبية والتمريضية. وشددت الدكتورة غالية على أن الخدمات الصحية المقدمة في قطر لا تفرق بين المواطنين والوافدين، حيث يحصل الوافدون على ذات الخدمات الصحية التي يحصل عليها المواطنون، مشيرة إلى أنه تجري تلبية كافة الاحتياجات الصحية للعمال، حيث تستفيد فئة العمال من قرابة 70 في المائة من الخدمات العلاجية المقدمة في مراكز الطوارئ. من جانبه، أشاد البروفسور اللورد دارزي، مدير معهد الابتكار في الصحة العالمية بجامعة إمبريال كوليدج في لندن والرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) بنجاح المؤتمر في دورته الأولى، مشيرا إلى أن الأمر تخطى توقعاته الشخصية، حيث لمس من المشاركين في الجلسات الثماني للمؤتمر مشاركات ثرية وبناءة خرجت بتوصيات مميزة للمؤتمر. وأضاف: «إنه حدث نوع من التشبيك بين المجموعات المشاركة في المؤتمر أدى إلى مخرجات لقيت صدى إيجابيا لا سيما جلسات إشراك المرضى والتفاعل معهم». وقال دارزي: «إن الشيخة موزا بنت ناصر ومؤسسة قطر تستحقان شكرا خاصا على تنظيم المؤتمر».. داعيا الحضور إلى نشر رسالة المؤتمر والترويج لما شاهده في جلساته المختلفة في دولهم الــ67 التي يمثلونها. ودعا إلى تأسيس قاعدة بيانات للابتكارات تتيح للأشخاص الراغبين في التعرف على الابتكار والاستراتيجيات الصحية الوصول إليها. وقال: «إنه خرج بنتيجة من المؤتمر تؤكد فكرته بأن التغيير يجب أن يتم من القاعدة وليس من الأعلى».. داعيا إلى التأثير على صانعي السياسات ونشر أفكار المؤتمر في العالم النامي. وأشار إلى أن جلسة إشراك المرضى التي شهدها المؤتمر لديها مخرجات هامة، معربا عن أمله أن تكون المخرجات أكثر فعالية من إعلان منظمة الصحة العالمية في كازاخستان الذي جرى قبل 38 عاما. وانتقد عدم إشراك المرضى في وضع الاستراتيجيات الصحية ببعض البلدان، قائلا: «إن من يصمم أي نوع من الخدمات عليه أن يأخذ رأى المستهلك، وما نريده هو الابتكار الذي يكون أساسه المرضى». * البيانات الرقمية قاطرة المستقبل.. طبيبك في جيبك * تقرير يطالب الحكومات بدعم الأفكار * اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة أمس أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية 2013» بدعوة الدول والحكومات والمنظمات الصحية إلى مضاعفة الجهود في تشجيع الابتكار في مجال الرعاية الصحية. كما لاحظ خبراء من أنحاء العالم تجمعوا في هذا المؤتمر أن الشبكات الرقمية يمكن أن تلعب دورا محوريا في تقديم الخدمات الصحية في وقت أسرع وبتكلفة أقل. وصدر أمس تقرير حمل عنوان «تقرير دراسة الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحية»، وهي أول دراسة من نوعها يجريها باحثون لاستقصاء العوامل التي تحفز نشر الابتكارات في مجال الرعاية الصحية ببلدان العالم. وحمل التقرير الحكومات مسؤولية الإخفاق في تشجيع الابتكار، وقال: «إن غالبية بلدان العالم لم تفعل ما هو مأمول منها من أجل المساهمة في نشر الأفكار المبتكرة في مجال الرعاية الصحية»، مطالبا بأن تضطلع الحكومات وهيئات ومؤسسات الرعاية الصحية برسم رؤية استشرافية واضحة المعالم لما يمكن تحقيقه، وأن تحدد المعايير المنشودة، وأن تتجنب أساليب العمل المتقادمة، وحث التقرير حكومات بلدان العالم على تخصيص الموارد اللازمة لنشر الابتكار والانفتاح على الأساليب الجديدة في مجال الرعاية الصحية. وسلط التقرير الضوء على قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها عاملا مشتركا ساعد في انتشار الابتكار خلال السنوات الخمس الماضية. وبرزت هذه التكنولوجيا باعتبارها عاملا مساعدا ذا أهمية خاصة في الاقتصادات الناشئة في دول مثل: البرازيل والهند وجنوب أفريقيا. كذلك ناقش المؤتمر في جلسة أخرى دور الشبكات الرقمية في تطوير ابتكارات تساهم في تقديم الخدمات الصحية في وقت أسرع وبتكلفة أقل، وبشكل أوسع. وتفتح البيانات الرقمية آفاقا جديدة لمتابعة السجلات الصحية والبيانات السكانية والوراثية التي من شأنها أن تقدم كثيرا من الإسهامات من خلال ربط وتجميع هذه البيانات من المرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. ويساهم استخدام هذه الشبكات في الكشف عن طبيعة وأنماط الصحة السكانية، وقد أصبحت البيانات الضخمة الشغل الشاغل لدى جميع قطاعات الاقتصاد العالمي. وأشار متحدثون إلى أنه رغم الكميات الهائلة من البيانات فإن المستثمرين في قطاع خدمات الرعاية الصحية يجدون صعوبات بالغة في تحويل هذه البيانات إلى معلومات تفيدهم في تحديد أفضل الخيارات وأكثرها فعالية في توفير الرعاية الصحية. ولاحظ مشاركون أن «الابتكارات التكنولوجية في مجال (البيانات الضخمة) تأخذنا إلى عالم يعول على البيانات في مجال الصحة العامة والطب»، مشيرين إلى إمكانية «استغلال ذلك الكم الهائل من المعلومات الأولية حول التفاعلات الاجتماعية، ومستويات النشاط، وأنماط السفر، وعادات التسوق، جنبا إلى جنب مع ما هو متوفر بالفعل من بيانات حول الرعاية الصحية لتعزيز القدرات إلى حد كبير في توقع الحالات المرضية المزمنة وتحديد مراحل التدخل العلاجي غير التقليدية، إلى جانب تصميم أدوات تشخيصية أكثر دقة وتحسين القدرات على الوقاية من الأمراض وتوسيع مظلة الرعاية الصحية وخفض تكاليفها». ولاحظ مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية الذي اختتم أمس في العاصمة القطرية الدوحة أن هناك تحولا أساسيا في طريقة تقديم الخدمات الصحية ودفع ثمنها بهدف تشجيع الابتكار وتحسين الكفاءة وتوفير التكاليف. ولاحظ أن عوامل تشيخ السكان وتطور التكنولوجيا وارتفاع التوقعات تسهم في إحداث فجوة متنامية بين ما يتعين القيام به وما يستطيع الناس فعله. وقال تقرير عن الرعاية المسؤولة، كشف النقاب عنه أمس في المؤتمر، إن الاختلاف في جودة الرعاية ما زال موجودا، سواء بين البلدان أو بين المناطق والمدن في البلد ذاته، مع قليل من الارتباط بين جودة الرعاية وتكلفتها. ودرس تجارب مقدمي الرعاية الصحية في النجاحات والتحديات المتعلقة بمقاييس تقديم الخدمات وتكلفتها وجودتها، كما ناقش التغيرات التي يمكن إدخالها لإنشاء نظام فعال لدفع أجور الخدمات الصحية يمكن الاعتماد عليه وتستفيد منه شرائح أكبر من السكان. وخلال منتدى عقد لمناقشة هذا التقرير بحث المشاركون كيف يتحمل مقدمو الرعاية مسؤولية مشتركة عن المقاييس التي توفر بيانات عن رصد الأداء على أساس النتائج، والدفع والحوافز على ضوء هذه النتائج. واتفق المشاركون في المنتدى على أن التنسيق بين مجموعة من مقدمي الرعاية أمر بالغ الأهمية لضمان تحقيق النتائج المرجوة. وقال الدكتور مارك ماكليلان، وهو زميل رئيسي في الدراسات الاقتصادية ومدير مبادرة الابتكار والقيم للرعاية الصحية في مؤسسة بروكنغز ورئيس منتدى الرعاية المسؤولة: «نحن نعتقد، بناء على تجارب مبكرة في الإصلاحات الصحية، أن تطبيق إصلاحات تقضي بالمحاسبة على النتائج التي تهم مصلحة المرضى سيسرع عملية الابتكار التي تحسن الصحة وتخفض التكاليف». وأظهر المؤتمر، من خلال عدد من الجلسات، أو من خلال الجناح المخصص لعروض الابتكارات، ما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا الرقمية، وبينها أجهزة وشبكات الاتصالات من خدمات كبيرة في استيلاد أفكار تساهم في توفير الرعاية الطبية لآلاف المرضى. وأظهر مدير إحدى الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا الطبية كيف ساهمت ابتكارات بعينها في تسهيل حياة السكان في المناطق النائية، وبينها جهاز مسح طبي (سونار) يستخدمه الأطباء لفحص النساء الحوامل. وجرى تدريب القابلات في المناطق النائية في إندونيسيا على استخدام جهاز الماسح المحمول والمتصل بالهاتف الجوال لمعرفة حال الجنين ومراحل نموه. في حين عرضت شركة أميركية ابتكارا متصلا بالهاتف الجوال يمكنه أن يقرأ حال العين والأذن ويرسل البيانات للطبيب المعالج في عيادته. ابتكارات أخرى اعتمدت على تصميم سجل طبي للمريض متصل بمركز العلاج يمكن الطبيب من معرفة حال المريض والأعراض التي تطرأ عليه، ويستفيد منها على نحو الخصوص المرضى المحتاجون للرعاية أو المتابعة المستمرة.