جدار عزل الإعلاميين عن القاعة التي احتضنت القمة الخليجية، وخلفه يقبع حوالي ثلاثمائة ما بين إعلاميين وصحفيين ومصورين من دول الخليج والدول العربية ومراسلي الصحف الأجنبية. هذا الحشد الإعلامي اتخذ من تلك الصالة المجاورة والمطلة على المركز الإعلامي مقرا لتبادل الأحاديث والحوارات والتكهنات حول مضامين القمة وما يتطلعون له. لا صوت يعلو في تلك الصالة على التحليلات حول الاتحاد الخليجي والعملة الموحدة، وبدا الإعلاميون العمانيون الأكثر في أطروحاتهم حول فوائد الاتحاد لأبناء الخليج، لكنهم يضعون المخاوف التي قد تعيق المبادرة بأنها لا يجب أن تحسم في قمة واحدة، بل تحتاج إلى دراسات متعمقة، مؤكدين أن بلادهم لا تعارض أي عمل يحقق التوازنات لمسيرة العمل الخليجي.. ويقول أحدهم «الصعود للقمة دائما يحتاج إلى وسيلة، فلو نظرنا إلى الاتحادات العالمية نجدها الأكثر قوة، لأن الأساس بني على قوة تجعلها صلبة ومتماسكة، والمبادرة ستضع الخليج في مركز قوة لأنها متماسكة في عملها المشترك، وهذه المبادرة ستنقلها إلى مرحلة سيجني ثمارها أبناء الخليج، لكن الدراسات والأنظمة تحتاج إلى وقت لتعديلها وتطويرها بما يواكب مرحلة الاندماج». بينما يسحب بعض المحللين والكتاب العرب الحديث للشأن السوري متوقعين فشل جنيف 2، ومعربين عن مخاوفهم من تعثر تشكيل الحكومة الانتقالية في ظل تخاذل المجتمع الدولي. هذا النقاش الطويل لم يرق كثيرا لبعض الإعلاميين المصريين، متوقعين أن الشأن السوري سيأخذ النصيب الأوفر في القمة لاسيما بعد مشاركة رئيس الائتلاف في إلقاء كلمة أمام القادة، وقال بعضهم «نريد مشاركة الإعلاميين والكتاب الخليجيين في دعم مصر مثلما تحظى بدعم القادة». المذيع في التلفزيون السعودي فهد الحمود، أعاد التذكير بانعقاد القمم الخليجية السابقة وبأنها راسخة في الأذهان عندما كانت جميع المحطات الإذاعية والقنوات تغلب عليها الأناشيد الخليجية «خليجنا واحد وشعبنا واحد»، وكانت بمثابة رد قوي بأن الاتحاد هو الخيار الذي يجب أن يتحقق، وتلك الأناشيد في رأيه رسائل من الماضي تلاشت في الحاضر ويجب أن تعود. لقطات من القمة: • خروج وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد كان المؤشر الأول لانتهاء أعمال القمة، وبعده بدقائق خرج أعضاء الوفد الإماراتي، يتقدمهم الشيخ محمد بن راشد، تلاه رئيس وفد عمان. • ملك البحرين كان أول القادة الخليجيين المغادرين للقمة، وتبعه أمير قطر. • أمير الكويت وبجانبه سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز كانا آخر المغادرين للقمة، حيث حرص أمير الكويت على توديع ولي العهد قبيل مغادرته، وقد سبقه بدقائق أعضاء الوفد السعودي. • تضجر الإعلاميون من عدم إتاحة الفرصة لهم لطرح الأسئلة، ما دفعهم إلى ملاحقة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح الذي توقف عدة مرات للرد على تساؤلاتهم، مقدما اعتذاره لعدم تمكنه من الإجابة على جميع التساؤلات.