×
محافظة مكة المكرمة

السعودية: القتل حداً لإرهابي نيجيري قتل رجل أمن بسجن الطائف

صورة الخبر

يجب أن نصلي جميعاً لرب واحد من أجل العالم أجمع، ومن أجل أن يتوقف هذا الجنون الذي يستشري وتتورم خلاياه بكل أنواعها، تلك التي ترتدي عباءة الدين، وتلك التي تختبئ وراء أجندتها السياسية، وتلك التي تراقب وأصابعها تلعب في المشهد، وأي خلايا من أي نوع، المستبدة، والمستعمرة، والمحتلة، والثائرة زوراً، وغيرها. لا يوجد دم أرخص من دم عند الحديث عن الإنسان، والدماء العربية والإسلامية التي تنزف لعقود من الزمن هي في وجداننا أغلى الدماء، وأكثرها قهراً، خصوصاً إذا كان نزفها بسبب بني جلدتها، أو بسبب نجاح أعدائها في جعلها رخيصة عند بني جلدتها. احتار كثير من العرب والمسلمين في أصدقاء لهم على مواقع التواصل الاجتماعي توشحوا علم فرنسا في صورهم، أو على صورهم، وطرحوا السؤال بسيطاً عميقاً: لماذا لم تتوشحوا علم لبنان، أو سورية، أو السعودية، أو الكويت ممن تعرضوا لإرهاب مقيت ترفضه كل الأديان والأعراف؟ لماذا لا تتوشحون بعلم فلسطين الحبيبة المحتلة، وهي تعاني الإرهاب والقتل لنحو سبعة عقود من الزمن؟ السؤال مشروع، ومفهوم الدوافع، ولم يملك معظم المتوشحين بالعلم الفرنسي الإجابة، واستقبلوا على مضض اتهامات بأنهم منافقون، أو مدعو تحضر زائف، لأن التحضر - من وجهة نظر من أتهمهم - هو الوقوف ضد الإرهاب وقتل الإنسان حتى لو كان في بقعة متخلفة - من وجهة نظرهم - ، وليس بالضرورة في عاصمة النور والعطور والعشق والجمال والحب! شخصياً أقرأ المشهد من ناحية القوة والضعف، فالشعوب الأوروبية أنجح من الشعوب العربية والإســـلامية في وضع قيمة للإنسان، ثم الممارسة الحضارية الفعلية على أرض الواقع وفي الشارع لقيمة الإنسان، وهي ممارسات يحتويها الدين الإسلامي فعلياً في نصوصه وروحه، ولكن التطبيق في الغالب إما مــغلوطاً أو مبــــستراً من سياقه الروحي والإنساني. الشعوب الأوروبية تبادر، فمواقع التواصل تلقت طلبات، وبناء عليها طلبت من روادها التوشح بالعلم الفرنسي، فيما الشعوب العربية سلبية عند الكوارث الإرهابية التي تحل بها، وتنتظر «رد الفعل» ولا تقوم هي بـ «الفعل»، وتنظر إلى مواقع التواصل على أنها مسيطر عليها من اليهود، أو ممن يشايعهم، إذاً لماذا تدعمونها بالحضور والاشتراك والإعلان، وأين بديلكم الإسلامي أو العربي. إنني أتأمل وأحاول التحليل في ما يتعلق بالاتصال الجماهيري، وفي ما يمكن أن يكون مؤشراً إلى تحليلات سياسية وأمنية لما يحدث، أو يكون مزيداً من الجدران المصمتة الحائرة بين نظريات الأعمال الاستخباراتية أو تلك التي تقوم بها الدول، وبين أعمال الأفراد الإرهابيين، وبين ما أفعل، ازداد ألماً على ما يحدث في العالم أجمع، وفي عالمي العربي / الشرق أوسطي على وجه الخصوص. أقدم التعازي القلبية لذوي الضحايا في كل مكان ممن فقد غالياً أو قريباً أو صديقاً أو أحد مواطنيهم في أي عمل إرهابي لا إنساني بدءاً بالقدس المحتلة، وانتهاء بباريس، مروراً بكل مكان يعيش فيه «الإنسان».