أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي أن قوات الأمن البريطانية تعمل في شكل وثيق جداً مع السلطات الفرنسية في الكشف عن حيثيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف باريس الجمعة، في حين أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس، أمس، أن الولايات المتحدة ستكثف التنسيق مع فرنسا بشأن الرد العسكري في سوريا على هجمات باريس، كما ستكثفان تبادل المعلومات الاستخباراتية. وأوضح رودس أن الاعتداءات الدموية التي ارتكبها مسلحون وقتل فيها 129 شخصاً في باريس، تحمل بصمات تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق. وقال رودس: أولاً سنعمل بشكل وثيق جداً مع الفرنسيين فيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية، وكذلك بشأن ردنا العسكري داخل سوريا. وأضاف: الفرنسيون شاركونا في العراق وسوريا، ويشنون غارات جوية. أعتقد أننا نريد أن نواصل تكثيف التنسيق. وأوضح، في مقابلة مع سي. إن. إن، أن الاستخبارات الأميركية تدعم الجهود الفرنسية، لتحديد هوية أي شخص على صلة بهؤلاء المهاجمين، وتحديد ما إذا كان أحدهم لا يزال طليقاً. ولفت رودس إلى أنه في حال قررت فرنسا اللجوء إلى المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي التي تنص على أن أي هجوم على عضو في الحلف هو هجوم على جميع أعضائه، فإن الولايات المتحدة ستدعمها تماماً. وأشار إلى أننا على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري لدعم فرنسا في هذه المرحلة المأسوية. وقال: لدينا في الأصل تنسيق عسكري وثيق في العراق وسوريا. نحن مستعدون لتعزيزه، مشيراً إلى أن لدى فرنسا ضابطين كبيرين في مركز القيادة المركزية الأميركية لقيادة الحملة الجوية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وأوضح: نحن نبحث في كيفية بذل الجهود مع فرنسا في الأيام المقبلة، لضمان إحقاق العدالة بحق من ارتكبوا هذا الهجوم، والتأكد من عدم وجود ملاذ آمن لهم. تعاون وثيق ومن جهة أخرى، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي أن قوات الأمن البريطانية تعمل في شكل وثيق جداً مع السلطات الفرنسية والبلجيكية، لـتحديد هويات الأشخاص الضالعين في التخطيط لاعتداءات باريس وملاحقتهم. وقالت ماي، إثر اجتماع أزمة في لندن هو الثاني منذ الاعتداءات بعد الأول الذي عقد السبت برئاسة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، إن الإرهابيين لن ينتصروا، سنتغلب عليهم. وأضافت أن الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية تعمل في شكل وثيق جداً مع نظرائها في فرنسا وبلجيكا، لتحديد هويات جميع من قد يكونون ضالعين في الإعداد لهذه الهجمات الهمجية وملاحقتهم. تدابير أمنية وعلى صعيد متصل، تطرقت إلى تعزيز التدابير الأمنية في بريطانيا إثر اعتداءات باريس، ولفتت إلى انتشار أكبر للشرطة في الموانئ والمدن البريطانية الكبرى، وقالت: الناس سيلاحظون مزيداً من التدابير الأمنية على الحدود مع مراقبة أكبر. وذكرت صحف بريطانية، في وقت سابق الأحد، أن السلطات نشرت قوات خاصة لدعم قوات الشرطة البريطانية، في إطار إجراءات تعزيز الأمن عقب هجمات باريس التي أدت إلى مقتل 129 شخصاً. ولم تنف ماي تلك التقارير، وقالت لـبي. بي. سي إنه تم اتخاذ تدابير لدعم الشرطة العسكرية عند الضرورة. وذكرت وسائل إعلام بريطانية لم تكشف مصادرها أن عناصر قوات خاصة يرتدون ملابس مدنية ينتشرون في أماكن عامة لدعم الشرطة بينها محطات القطارات ومراكز التسوق وأمكنة الترفيه.