×
محافظة المنطقة الشرقية

ياسر البهزاد: رحلاتي .. استثمار لذاتي

صورة الخبر

قضايا كثيرة ومهمة تلك التي تتصدر جدول أعمال قمة العشرين التي تستضيفها تركيا في منتجع أنطاليا السياحي، أكثر بقاع البلاد جذبا للسياح والزوار. غير أن هجمات باريس ليلة أول أمس جعلت قضية الإرهاب والأزمة السورية تغطيان على ما عداهما من أمور مالية واقتصادية لطالما ظلت هي بؤرة اهتمام القادة العشرين. ولا غرو إذن أن تحيط بمقر الاجتماعات وما حوله إجراءات أمنية غير مسبوقة، فكابوس باريس يظل ماثلا وهاجس الخوف من هجمات إرهابية جديدة يبقى حاضرا حتى لو كان من بين المجتمعين قائدا أكبر قطبين في العالم: الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين. وقد احتاطت تركيا للأمر فنشرت 12 ألف جندي وشرطي في المدينة المنتجع، وقال جيشها إنه سينصب منظومة دفاع جوي على مدار الساعة درءاً لأي هجمات صاروخية أو قصف بطائرات من دون دون طيار. ويحضر اجتماعات القمة 13 ألف موفدا ومسؤولا، إلى جانب ثلاثة آلاف صحفي لتغطية الحدث الذي يتوقع أن يدر 214 مليون دولار على الاقتصاد التركي بحسب تقارير إعلامية. ونُصبت على طول الطريق السريع الممتد من مطار أنطاليا إلى منطقة الاجتماعات والفنادق كاميرات متحركة وأجهزة تعرف على الوجوه. وفي ظل هذه الإجراءات الأمنية الصارمة من غير المتوقع أن تسمح السلطات التركية بتظاهرات أو احتجاجات عنيفة تعكر صفو القمة، على عكس ما كان عليه الحال خلال القمم التسع التي سبقت قمة أنطاليا. بل إن أنقرة منعت بعض أجهزة الإعلام المعادية للحكومة من تغطية هذا الحدث العالمي، واعتقلت العشرات من المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية والمتعاطفين معه خلال الأسابيع الماضية. كما احتجزت 17 من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذين كانوا ينوون تنظيم احتجاج على القمة أمام مقر اتحاد الغرف وأوساق السلع في أنقرة. لقد ظلت الاحتجاجات من المظاهر البارزة التي تصاحب مثل هذه الاجتماعات بهدف زيادة وعي الشعوب بالقضايا الوطنية والعالمية التي يعتقد منظموها أنها بالكاد تكون مدرجة في جدول أعمال الزعماء. كانت أول قمة عقدتها مجموعة العشرين في العاصمة الأميركية واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2008. أما القمة الثانية فقد استضافتها لندن في عام 2009 وشهدت تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من المعادين للرأسمالية ودعاة حماية البيئة. وقبل قمة تورونتو بكندا عام 2010 بأسبوع كامل انتظمت مظاهرات عارمة شوارع المدينة ركزت على قضايا مثل الفقر ومناهضة الرأسمالية. وفي قمة لوس كابوس بالمكسيك عام 2012 هاجم المتظاهرون السياسات الاقتصادية لدول المجموعة والتي رأوا أنها هي التي تتسبب في الظلم الاجتماعي والفقر في العالم. وفي آخر قمة لمجموعة العشرين التي انعقدت العام الماضي في بريزبن بأستراليا، جاب عشرات المتظاهرين شوارع المدينة احتجاجا على سوء معاملة سكان أستراليا الأصليين. ومن السمات المشتركة في المظاهرات التي تتخلل قمم العشرين مطالبتها القادة بإعادة تقييم النظام المالي العالمي من أجل توزيع عادل للثروة، وهي مطالب تشبه في جوهرها تلك التي ظلت تنادي بها حركة "احتلوا وول ستريت" في الولايات المتحدة. وكان للجماعات المناهضة للحروب حضورها أيضا في معظم اجتماعات قادة دول مجموعة العشرين، من بينها تلك المعادية لحربي أميركا في العراق وأفغانستان. الطريف في الأمر أن الأهداف التي وضعتها مجموعة العشرين لنفسها تتمثل في تعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره، علاوة علىإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي، ودعم النمو الاقتصادي العالمي وتطوير آليات فرص العمل وتفعيل مبادرات التجارة المنفتحة.