صحيفة المرصد: القيم ومبادئ الحرية هما الدافع لشابا كنديا في مقتبل العمر وبتكوين جامعي متميز أن يغادر بلده ليقرر الالتحاق بسورية ومحاربة تنظيم داعش بحسب والدة جون غالغر،فهوأول شاب كندي يُقتل في معارك ضد داعش.في ضواحي مقاطعة أونتاريو الكندية نشأ جون تحت رعاية والدته، التي تعمل مدرسة، وفي غياب تام للأب الذي هجر العائلة مبكرا. أظهر الطفل جون إعجابا بالعلوم والتاريخ، غير أنه قرر الالتحاق بمدرسة عسكرية. التحق جون بالجيش الكندي في سن 18 عاما، ليتخرج ضمن فوج المشاة، إذ أدى واجبه العسكري ضمن قوات حفظ السلام في البوسنة لثلاث سنوات.الشاب الكندي غادر صفوف الجيش لينهي تعليمه الجامعي، حصد خلالها شهادتين جامعيتين في العلوم السياسة ودراسات مقاربة النوع الاجتماعي، وكان بصدد الاستعداد لمناقشة رسالة الدكتوراه في جامعة يورك الكندية.جون غالغر لم يكتف بالدراسة، بل قرر خوض الانتخابات البلدية في مدينة تورنتو الكندية في العام 2010، كما عمل بعض الوقت في أستراليا، في محاولة منه لفهم واكتشاف ثقافات أخرى. لكن ما الذي قد يدفع شابا بتكوين جامعي رفيع المستوى، وخبرة عسكرية في الذهاب إلى سورية من أجل قتال داعش؟. تجيب فاليري كاردر أم الشاب الكندي بالقول إن ابنها" كان لديه إيمان خاص بالتحرك من أجل نصرة القضايا التي يتبناها"، مشيرة إلى أنه "دائما ما كان يتحرك على أرض الواقع للدفاع عما يؤمن به". غادر غالغر مطار شيكاغو نيسان/ أبريل الماضي مودعا عائلته الصغيرة، بعد أن نجح في ربط علاقات مع مقاتلين أكراد في العراق أقنعهم برغبته في التطوع لقتال داعش.حارب الشاب الكندي في بادئ الأمر إلى جانب قوات البيشمركة في العراق، قبل أن يرحل إلى سورية ليقاتل رفقة وحدات حماية الشعب الكردية.طيلة هذه الفترة، حافظ غالغر على تواصله مع العالم الخارجي عبر نشره لصور يومية حول الحياة في جبهات القتال، غالبا ما كان يرفقها بتعليقات ساخرة رغم خطورة الوضع.ولم يفت غالغر أن ينشر أسابيع قبل مقتله مقالا حول أهمية التطوع لمحاربة داعش في نظره، يسلط من خلاله الضوء على مجازر وجرائم التنظيم.ويقول غالغر في رسالته "العالم الغربي نجح في الحفاظ على قيم حقوق الإنسان بعد صراع مرير مع المتعصبين دينيا، وهو أمر شبيه بما يحدث حاليا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الذي سيطرت عليه الأفكار المتشددة". كانت هذه آخر الكلمات التي خطت يد غالغر، الذي غادر العالم بعد نزيف حاد جراء إصابته في جبهات القتال ضد داعش.