×
محافظة المنطقة الشرقية

الجودر: "رد كاربت" للأفلام القصيرة ساهم في ابراز أفكار الشباب العربي وقدراتهم ومواهبهم

صورة الخبر

تتميز السياسة بطابعها المفتوح، فهي لا تفتأ تتنوع وتتغير وتترابط كمياً في علاقتها بالتحولات التقنية والاقتصادية والاجتماعية، وقد بلغ نمو الحاجات الصناعية في العالم بين الإنتاج والاستهلاك، ولعلنا نقول هنا إن السياسة تتنبأ بالمستقبل عطفاً على الأحداث المتتابعة وملامح مصيرها. إن ما يسمى العالم البعيد هو نتاج لضياع المعلومة وضعف مصادرها ولا يوجد من حل سوى الاعتراف بشح الثقافة الجغرافية والتاريخية لدى أغلب الشعوب، وذلك انطلاقا من تصنيف العالم حسب المنظومة الاستراتيجية للدول الأقرب والأشهر. ومن جهة أخرى يجب أن نعلم أن قارة المعادن والشلالات والجزر هي من أكبر القارات تنوعاً حيوياً، وتتفرد بهذا الأثر الطبيعي، فقارة أميركا الجنوبية أو أميركا اللاتينية رئة العالم، وتقع على مساحة تقارب 17480000كلم مربع يعيش فيها ما يزيد على 371 مليون نسمة، وتضم هذه القارة 15 دولة ما بين دول مستقلة ذات سيادة وما بين مستعمرات بريطانية وفرنسية. فكل أوجه التقارب بين اللاتينيين والعرب أكبر من أن تحصى فكثير من العرب هاجروا إلى فنزويلا وأصبحوا وزراء ودبلوماسيين ورجال أعمال، فكان مستشار رئيس فنزويلا الراحل ومبعوثه للشرق الأوسط، الدكتور ريمون قبشي يروي قصته؛ بأن سبب هجرته من بلده لبنان في الأربعينيات من القرن الماضي "يعود لما خلفته الحربان العالميتان الأولى والثانية وتأثيرهما على أوطاننا وجئت وإخوتي إلى هنا وبحوزتي آنذاك 100 دولار فقط وعملت كما عمل المغتربون حتى أستطيع توفير مصاريف الدراسة ودرست الحقوق لحبي الشديد للقانون ودراسة نظام الحكم وأين يكمن الحق والعدل، ثم تخرجت من كلية الحقوق وعملت أستاذاً للعلوم السياسية بالمعهد الدبلوماسي التابع للخارجية الفنزولية ثم مستشاراً للرئيس ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط". ويضيف الدكتور قبشي أنه رغم أن رئيس الدولة لم يكن ينتمي دما للوطن العربي فهو يتبنى تأييد القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية واعترافه دوما بأن فنزويلا مدينة للمهاجرين العرب في بناء حضارتها الحديثة، نقلا عن محرك البحث "مصرس" فالقمة المقامة في الرياض هي الرابعة وتهدف إلى مزيد من تبادل الآراء السياسية والتواصل بين القارت في العديد من الجوانب الاقتصادية، فضلاً عن تقارب الشعوب العربية واللاتينية وملايين المهاجرين من العرب الذين يعيشون على أرض القارة الذهبية. فالتعاون المشترك ارتفع مستواه في خضم هذا التحالف العربي - الأميركي الجنوبي إلى مزيد من الاهتمامات المشتركة سواء أكانت اقتصادية أم سياسية وحجم التعاون يُقدر ب 30 مليار دولار العام الماضي بعد أن كان 6 مليارات دولار في العام 2005 م، وهذا التعاون والتحالف يعززان توازن العلاقات بين الدول، فمن المؤكد أننا لا نرى سوى الغاية والوسيلة لكونهما المقياس الذي يمكّن من القوة المستقبلية ومعظم دول الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية تشهد تنمية كبيرة في كافة المجالات. علاوة على عدة أنماط ثقافية من مختلف أنحاء العالم تأثرت بها أميركا اللاتينية لاسيما ثقافة أوروبا من قبل القوى الاستعمارية ونتج عنها العلوم بكافة أقسامها والفنون والطب والعلوم السياسية، والعصر الحديث يوحد ضروب وفروقات الزمن في ضوء رغبة العقل الطبيعية، عندما أراد الخروج عن حدوده إلى فضاء أرحب، فالواقع الحضاري والتاريخي يشهد تنوعا وثراء يساهمان في التواصل بين دول العالم والشعوب والحكومات.