أونغ سان سو تشي معارضة وناشطة ديمقراطية في ميانمار، نالت جائزة نوبل، وخضعت للإقامة الجبرية والاعتقال في بلدها لسنوات. ولدت في 19 يونيو 1945 بالعاصمة يانغون رانغون. وتتزعم حالياً الرابطة الوطنية للديمقراطية في ميانمار. وهي ابنة أونغ سان الذي يوصف بأنه بطل استقلال ميانمار، الذي اغتيل عام 1945. وتدعو سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل عام 1991، للابتعاد عن العنف ببلد خاضع لحكومات عسكرية متعاقبة منذ 1962. وينسب إليها تصريح عام 1999 قالت فيه إن الجنرالات لا يدركون معنى كلمة حوار. وتوصف بسيدة يانغون، وتحظى بشعبية كبيرة في بلادها. كما تحظى بدعم غربي وأميركي على وجه الخصوص، وينظر إليها في الغرب كمانديلا أو غاندي. ورغم ما يصفها به أنصارها من كونها تتمتع بذكاء وشعبية وقوة إرادة، فإن معارضيها يأخذون عليها تعنتها الشديد، خاصة إثر دعوتها إلى فرض عقوبات دولية على بلدها وإلى مقاطعته سياحياً. تعليم تلقت تشي تعليمها بمدارس يانغون، ثم أكملت دراستها في الهند حيث كانت والدتها تشغل منصب سفيرة عام 1960. ثم واصلت دراستها بأوكسفورد حيث نالت درجة البكالوريوس في الفلسفة والسياسة والاقتصاد العام 1969. ثم نالت درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1985. وعملت محاضرا بمدرسة الدراسات الشرقية في لندن. تزوجت تشي من البريطاني مايكل أريس الأستاذ الجامعي الذي تخصّص في شؤون التبت والبوذية، وأنجبا طفلين هما ألكساندر وكيم. وعادت إلى بلادها في أبريل 1988 لتعتني بوالدتها المريضة. ألقت أول كلمة علنية لها في أغسطس 1988 طالبت فيها بتشكيل حكومة انتقالية لبلدها الخاضع للأحكام العرفية، مطالبة بإجراء انتخابات حرة، ثم بادرت ومعارضون آخرون بتأسيس حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية. وحقّق حزبها في مايو 1990 فوزاً كبيرا بانتخابات تعددية، لكن الحكومة العسكرية رفضت الاعتراف بها. إقامة جبرية تمّ وضعها قيد الإقامة الجبرية من منتصف 1989 إلى منتصف 1995. ثم من العام 2000 مجدّداً فرضت عليها إقامة جبرية في منزلها على ضفاف بحيرة رانغون لمدة 19 شهراً. كما فرضت عليها إقامة جبرية للمرة الثالثة في مايو 2003 إثر هجوم دام على موكبها. دعوة إفراج دعت عضوات مجلس الشيوخ الأميركي بدعم من لورا بوش قرينة الرئيس- وزارة الخارجية للعمل من أجل الإفراج بدون شروط عن سو تشي، التي أمضت قرابة 11 عاماً رهن الاحتجاز المنزلي أو خلف قضبان السجون. فوز كاسح وأظهرت النتائج فوزا كاسحاً لحزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه سو تشي تعدى 90 في المئة من مقاعد مجلس النواب، وتقدّمه في المجلس الأعلى للبرلمان والمجالس الإقليمية. ومن شأن هذا الانتصار الساحق لزعيمة المعارضة إزاحة الحرس القديم من جنرالات سابقين أداروا ميانمار منذ أن سلم المجلس العسكري السلطة إلى حكومة شبه مدنية شكلها الرئيس ثين سين في العام 2011. نفوذ جيش وفيما لا يزال الجيش يحتفظ بنفوذ كبير في المؤسسات السياسية لميانمار بعد أن حكم البلاد نصف قرن، من غير الواضح كيف ستتعاون سو تشي مع الجنرالات، وهو الأمر الذي ربما اضطر زعيمة المعارضة إرسال رسالتين إلى كل من الرئيس ورئيس هيئة أركان الجيش طلبت للاجتماع بهما خلال أسبوع لبحث أسس المصالحة الوطنية. ولعل من أبرز أسباب التوتر بين الجيش وسو تشي مادة في الدستور الذي وضعه المجلس العسكري السابق يحظر عليها الترشح للرئاسة لأنها متزوجة من بريطاني وأولادها لا يحملون جنسية البلاد. ويشك كثيرون أن هذه المادة صيغت خصيصاً من أجل استبعادها.