وبين فضيلته أن أعظم مقاصد الشيطان إغواء بني آدم قال تعالى ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) وقال عليه الصلاة والسلام ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول لهم من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينتهِ ) . وقال فضيلته إن الله أمر بأوامر في محاسن الدين وكسب قلوب الناس للإسلام من الصفح وأمر بالمعروف والإعراض عن الجاهل, والشيطان يصد عن ذلك ولا مخرج إلا بالاستعاذة منه قال تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) . وكلما كان العمل أنفع للعبد وأحب إلى الله كان اعتراض الشيطان له أشد ففي الصلاة يوسوس للمصلي قال صلى الله عليه وسلم ( ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً ) وعند قراءة القرآن تشرع الاستعاذة منه قال تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) . وبين فضيلته أن أماكن الخلاء تكثر فيها الشياطين والعصمة منهم في الاستعاذة بالله ففي الحديث, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَل َالْخَلَاءَ قَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ", "وقال أبوبكر يارسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل ( اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه, قال قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ) . وختم فضيلته ببيان أن من تعلق بغير الله واستعاذ به لجأ إليه وكله الله إلى ما تعلق به وخذل من جهة ما يتعلق به وفاته فحيصل مقصوده من الله بتعلقه بغيره والتفاته إلى ما سواه قال سبحانه ( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لايستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ) . // انتهى // 16:24 ت م تغريد