×
محافظة المنطقة الشرقية

«اقتصادية دبي» تعزز البيئة الاستثمارية للخدمات اللوجستية

صورة الخبر

لم يقتصر استقطاب تنظيم «داعش» على بعض شبان المغرب بل تعداهم إلى جذب الشابات المغربيات وبخاصة المقيمات في الديار الاوروبية. وأصبحت ظاهرة التطرف الفوري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات الأمنية المغربية والإسبانية في الآونة الأخيرة. ففي اسبانيا، اعتقلت أخيراً فتاتان مغربيتان تبلغان 18 و19 سنة، بعد مجموعة من العمليات المشتركة بين البلدين، التي مكنت من تفكيك بعض الخلايا الإرهابية. وكان تقرير صدر الأسبوع الماضي عن المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية، التابع لوزارة الدفاع الإسبانية، حذر من تنامي ظاهرة «التطرف الفوري» بين الشباب بين 18 و35 عاماً، ما يرشحهم لتدعيم صفوف الجماعات الإرهابية، بخاصة «تنظيم الدولة» في العراق والشام في ظرف وجيز. وأشار التقرير نفسه إلى أن الشباب يتعرضون لتجنيد سريع في غضون أسابيع قليلة عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ليصبحوا بذلك مستعدين للقيام بهجمات إرهابية داخل التراب الوطني أو السفر إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية. وأكد التقرير أن «التطرف الفوري» لا يستهدف شريحة اجتماعية بعينها، بل يمكن أن ينتشر وسط الأغنياء كما الفقراء، وفي البوادي كما في المدن، بل أكثر من ذلك، قد يمس المسلم وغير المسلم، علاوة على أنه، ووفق التقرير، لم يعد مقتصراً على الشباب الذكور، بل بات يطال النساء وأسراً بأكملها. وقدم التقرير حالة المغربي محمد حمدوش المعروف بـ «كوكيتو» الذي ينحدر من مدينة الفنيدق، ويقاتل حالياً في صفوف «داعش» في سورية كمثال واقعي على حالات التطرف الفوري، إذ «تحول إلى رمز ونموذج حي وبارز للتطرف والمخاطر التي تترتب عنه». وسبق أن فككت قوات الأمن المغربية أخيراً، خلية إرهابية تجنّد النساء للالتحاق بصفوف «داعش»، وأكدت التحريات، وفق ما جاء في بيان وزارة الداخلية، تورط عناصر نسائية في عمليات استقطاب متطوعات كان يتم شحنهن بالفكر «الجهادي» قبل إلحاقهن بصفوف التنظيم بهدف الزج بهن في عمليات انتحارية أو تزويجهن بمقاتلين. ووفقاً لتقرير صدر عن «المركز الدولي لدراسات التطرف» التابع للكلية الملكية في لندن، تتراوح أعمار معظم النساء اللواتي انضممن إلى تنظيم «داعش» بين 16 و24 سنة، والكثير منهن يحملن شهادة جامعية. ويقدر عدد الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية، من دول أوروبية بثلاثة آلاف شخص، معظمهم التحقوا بتنظيم البغدادي ويعتقد أن ما يقارب 10 في المئة منهم من النساء. ومن أبرز الملتحقات بـ «داعش»، المغربية فتيحة المجاطي أرملة كريم المجاطي أحد قادة تنظيم «القاعدة» التي غادرت المغرب متجهة إلى تركيا ومنها إلى سورية ثم العراق. وبررت فتيحة سفرها بالبحث عن ابنها إلياس المجاطي (21 سنة) الذي سافر إلى سورية والتحق بالتنظيم الإرهابي هناك. وكانت فتيحة المجاطي متزوجة من أحد سجناء السلفية الجهادية في المغرب، ونظمت وقفات احتجاجية عدة للسماح لها بزيارة زوجها، بعد أن منعتها السلطات لعدم امتلاكها عقد زواج، ولا يعرف إذا كانت فتيحة حصلت على الطلاق قبل سفرها من زوجها عمر العمراني المدان بالسجن 14 عاماً في قضايا ذات صلة بالإرهاب. وفي إطار عملية «دون كيشوت» لملاحقة أشخاص متورطين في التجنيد والدعوة إلى الجهاد وتجنيد شبان قاصرين، تمت محاكمة المغربي عماد الموحد، البالغ من العمر 25 سنة، في محكمة منطقة «سان فرناندو دي هيناريس» في العاصمة الإسبانية مدريد أخيراً، بعد أن نشر ما يقارب 33 فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت لديه علاقات مع الجماعة الإسلامية للمقاتلين المغاربة التابعة لتنظيم «القاعدة»، بالإضافة إلى نسجه علاقات مع أعضاء في جماعات إسلامية متطرفة يقضون عقوبات سجن في عدة سجون في المغرب. وعن «كوكيتو»، ذكر التقرير كيف أنه تحول من مواطن عادي «كان يدير متجراً صغيراً في أحد الأسواق، ويشتغل كميكانيكي في بعض الأحيان في مدينة الفنيدق المجاورة لمدينة سبتة المحتلة، حيث قضى حياة هادئة من دون انتظارات، وبعيداً عن الأضواء. وبعد التطرف، انتقل من لا شيء إلى بطل الجهادية، مهدداً بذلك بلداناً بأكملها». وأضاف التقرير أن «كوكيتو» تحول في شهور قليلة من شخص غير معروف، إلى إحدى «أيقونات» الدولة الإسلامية بسبب الفظاعات التي ارتكبها من خلال صوره في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يقطع رؤوس ضحاياه.