دعا عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان إلى تخصيص جائزة لمَن يكتب عن مكّة وأحيائها، لا مَن يكتب عن الشخصيات والأدباء والذات، مؤكدًا أن مكة وتاريخها يستحق منا البحث والكتابة. وطالب مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز خلال محاضرته في كلية الآداب والعلوم الإنسانية داخل الجامعة أمس الأول عن «باب السلام بالمسجد الحرام»، بالحفاظ على التراث. وقال إن كتابًا لأحد علماء مكة -وهو الشيخ محمد صالح كردي- وجد في مبنى مهجور وجده الدكتور عباس طاشكندي. وقال إن الجامعات لدينا لم تخرج لنا جيلا قارئًا، بل العكس، فالطالب الجامعي يهتم بالكتاب، وهو داخل الجامعة، أمّا بعد تخرّجه منها لا يقرأ، ولا يهتم بالكتاب. كما دعا أهالي مكة إلى الاهتمام بماضيها، والكتابة عنه قائلا: واجب المكيّ أن يكتب عن المكان، ويبتعد عن الكتابة عن الذات. فعلى سبيل المثال مَن يكتب عن أجياد، فأنا أطالب دائمًا أن تخصص جائزة لمَن يكتب عن مكة، وأحيائها، لا من يكتب عن الشخصيات، والأدباء، والذات. فمكة وتاريخها يستحق منا البحث والكتابة. ووجّه حديثه لمركز النشر العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز تحدث عن كتاب أصدره عن باب السلام «في طبعتين»، وقال: لقد طُبع لي كتاب ومركز النشر العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز لم يطلعني عليه، وأحتاج أن أعلم عنه من مركز النشر العلمي. وأضاف أن أحد كتب علماء مكة الشيخ محمد صالح كردي وُجد في مبنى مهجور، وجده الدكتور عباس طاشكندي. وأضاف ولعل آخر مَن كتب من علماء مكة عن مكة الشيخ محمد طاهر كردي، الذي كتب كتابًا في ستة مجلدات، ونحن كنا نظن أنها أربعة مجلدات.. وجدنا مجلدين منها في أحد المباني المهجورة. وأصبحت هذه المجلدات ستة مجلدات، أعيدت طباعتها في مجموعة واحدة متكاملة. وقال أبو سليمان -بكل أسف- الجامعات لدينا لم تخرج لنا جيلاً قارئًا، بل العكس، فالطالب الجامعي يهتم بالكتاب، وهو داخل الجامعة. أمّا بعد تخرجه منها لا يقرأ، ولا يهتم بالكتاب. كما دعا أهالي مكة إلى الاهتمام بماضيها والكتابة عنه قائلا: واجب المكيّ أن يكتب عن المكان، ويبتعد عن الكتابة عن الذات. فعلى سبيل المثال من يكتب عن أجياد، فأنا أطالب دائمًا بأن تخصص جائزة لمَن يكتب عن مكة، وأحيائها، لا من يكتب عن الشخصيات والأدباء والذات. فمكة وتاريخها تستحق هذا البحث والكتابة. وقال -بكل أسف- دخل المستشرقون مكة، ولم يكتب أحدهم عن باب السلام، بل ينتقلون إلى الأسواق، ويتكلمون عن أشياء اجتماعية تهم الأقليات في مكة وغيرها. ووصف خلال المحاضرة كيف كانت المنازل تحيط بالحرم المكي قائلاً: كان أهل مكة يسكنون جوار الحرم، فالمكيّ يذهب إلى الحرم ويصلي، ولا يهتم بالإمام ومذهبه، كانت مكة تختلف تمامًا عن مكة الآن. فلقد كان المكي يستطيع أن يحضر الدروس والمحاضرات في الحرم المكي، ويتعلم منها ويصبح عالمًا أو معلّمًا. وخلال حديث أبو سليمان عن باب السلام، أكد أن كتب المناسك تحرص على أن يدخل الحاج من باب السلام، وأن أهل مكة كانوا إذا رُزقوا بمولود يدخلون من باب السلام، وأن علاقته بهذا الباب علاقة قوية جدًّا، وقال أنا لستُ مؤرخًا، بل فقيه، ولكني من أهل مكة، وأحرص على تاريخها. وذكر عدد من علماء مكة، منهم محمد الطاهر المكي وسواه. وناشد بالمحافظة على مكتبة مكة، وقال: إنها مكتبة مهمّة ويجب المحافظة عليها، وأيضًا طالب بأن يُعاد بناء دار المولد النبويّ، ودعا إلى المحافظة على بقاء الأسماء التاريخية، والمحافظة على التراث. وذكر أنه درس المذهب المالكيّ، وأن هذا المذهب هو مذهب عائلته، وأنه بدأ بحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ حسن مشاط، وكان العلماء يفرحون إذا أتاهم طالب مكيّ وأنهم إذا وجدوا شخصًا متّجهًا إلى العلوم الشرعية اتّجهوا إليه، وأن الدروس في المسجد الحرام كانت بعد العشاء، كانت دروسًا للعلوم الشرعية، وقبله دروس للعلوم العامة. ونوّه أن هناك من المثقفين مَن ذكر أن الشيخ جعفر لبني أديب، وهو ليس أديبًا، بل فقيه، فالبعض كتب عنه أنّه أديب مكة، وهذا غير صحيح، فجعفر له كتب فقهية كثيرة. وقال: كنا نبحث عن الحنابلة بلمبة في النهار، ولا نجدهم لندرتهم، فلقد كان من الشافعية مَن يحول إلى المذهب الحنبليّ؛ لأن العلماء في هذا المذهب نُدرٌ جدًّا في ذلك العهد، وأن مكتبة باب السلام كانت مكان لقاء علماء العالم الإسلاميّ، الذين يأتون للحج. وأكد اهتمامه بمكة قائلاً: أنا مهتمٌّ بمكة المكرمة؛ لأني من أهل مكة، وكتبت عن باب السلام في مكة فقط. وكنت أتمنّى أن يطلب مني نادي مكة أن أحاضر عن مكة، وعن باب السلام. فيما أكد الأستاذ الدكتور محمد خضر عريف، الذي أدار الحوار أن أهل مكة يتحمّلون مسؤولية الاهتمام بالتراث المكي، قائلًا: نتحمّل -نحن المكيين- المسؤولية؛ لأننا لم نوصل أفكارنا إلى من يهمّه الأمر، كما قلت دائمًا. ووعد عريف بأن يتتبع طباعة كتاب أبو سليمان، وأن يبعث له بنسخ منه. وأشاد عريف بما قدّمه الأستاذ الدكتور عاصم حمدان لأهالي مكة والمدينة، وأنه أصدر عددًا من المؤلفات التي تهتم بتاريخ المدينتين قائلاً: نشكر الدكتور عاصم حمدان على كتبه التي تهتم بالحاضر، والماضي، وبعض الشخصيات المكية العتيدة فنحن في حاجة إلى هذه الكتب. ووعد أن يكتب عن جبل الكعبة قائلاً: أنا نشأت في هذا الحي، وسوف أكتب عنه، وعن ماضيه. وانتهى اللقاء بتكريم معالي الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان من قبل الجامعة، فقد قدم له سعادة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي درعًا تذكاريًّا تقديرًا لتقديمه هذه المحاضرة القيمة، بحضور وكيل الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح مشاط، وعميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور أسامة جستنية، وعدد كبير من العمداء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في شطري الطلاب والطالبات اللاتي نُقلت لهنَّ المحاضرة عبر الشبكة التلفزيونية. المزيد من الصور :