×
محافظة المنطقة الشرقية

قراءة في حصاد الفترة الخامسة لمجلس الدولة العٌماني

صورة الخبر

بعد يوم من قيام لجنة رباعية في منطقة حائل بردم جوانب بئر أثري مهملة ومفتوحة على "درب زبيدة" يعود تاريخها إلى أكثر من ٨٠٠ عام، خوفا من أن تكون "مصيدة" لمرتادي الصحراء، نادى مهتمون بالآثار في المنطقة الجهات المختصة بإنقاذ هذا الموقع الأثري المهم والعناية به. وكانت لجنة رباعية مشكلة من الدفاع المدني والشرطة، وإمارة حائل، والبلدية، قامت بالوقوف على البئر ووضع حاجز ترابي حوله، وسط غياب أي تعليق رسمي من فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بحائل. شاهد على براعة الهندسة الإسلامية أكد نائب رئيس نادي حائل الأدبي رشيد الصقري أن آثار درب زبيدة من الأماكن التاريخية المهمة، التي تم إنشاؤها في العصر الإسلامي وما تزال آثارها قائمة منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا. وقال: مشروع عين زبيدة الأثري يقف شاهدا على براعة التخطيط الهندسي، فمن نفذوا هذا المشروع العملاق نفذوه بطرق فنية متطورة توازي ما توصل إليه اليوم العلم من تطور، لا سيما في قدرة العاملين آنذاك على سحب المياه عبر تلك المسافة الطويلة التي تمتد لآلاف الكيلومترات وعبر مرتفعات ومنخفضات جبلية وأودية وصحاري لتأمين الماء لزوار وحجاج البيت العتيق من الكوفة بالعراق، ومسافته ١٥٠٠ كلم. وأضاف: لهذا فلدينا أمل كبير في مشروع عاجل تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإنقاذ هذا الأثر الذي يعتز به كل مسلم. حاجز وترميم عاجل للمكان الباحث في مجال الآثار والمرشد السياحي عبدالعزيز العباس علق قائلا: هذا إرث إسلامي وعربي يدل على تحضر العرب في الدولة العباسية ومدى اهتمامهم بالوقف الإسلامي الذي يستفيد منه الحجاج وقاطني البادية. ومن المهم ترميم البئر ووضع حاجز حوله وهذا من مسؤوليات فرع هيئة السياحة والتراث الوطني، التي لا يشك أحد في حرصها على الحفاظ على التراث الوطني وقد حققت نجاحات مهمة على مستوى العالم، بتسجيلها بعض المواقع الأثرية في لائحة الثراث العالمي، ومنها آثار جبة والشويمس في منطقة حائل، فالتعامل الحضاري مع التراث العريق الذي تكنزه بلادنا يدل على الاعتزاز بالتراث والوعي بأهمية الإرث الثقافي لأي بلد. ملامح من التاريخ أنشئ "درب زبيدة "في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد عام 800م يذكر المؤرخون أن زوجة هارون الرشيدة، زبيدة بنت جعفر شارفت على الهلاك وهي في طريقها لأداء مناسك الحج. نذرت زبيدة على نفسها ألا يعاني الحجاج بعد ذلك من العطش وهم في طريقهم إلى الحج فأنشأت هذا الطريق. يمتد الطريق من الكوفة عبر أشد المناطق شحا بالمياه، وأطواله تتجاوز ١٥٠٠ كيلومتر. تتوزع على طول الطريق الآبار وخزانات المياه بمسافات لا تزيد على 40 كيلومترا. يتم تأمين المياه للحجاج من خلال بناء شبكة هائلة من خزانات المياه، تبدأ من الكوفة مرورا بالحدود الشمالية من البلاد السعودية. يمر الطريق بمناطق سعودية عدة منها حائل، القصيم، ثم يميل إلى جهة الجنوب الغربي، شاقا الصحراء إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. تتوزع على طول الطريق المعروف بـ"درب زبيدة" الآبار وخزانات المياه، وكانت الجمال تعبر من نقطة توقف إلى أخرى للتزود بالماء. شمل الطريق قنوات المياه خارج مكة المكرمة لتأمين المياه خلال فترة الحج، كما زود الطريق بخزانات للمياه عُرفت باسم البرك.