قال خبراء ومسؤولو شركات متخصصة في خدمات قطاع الطيران الخاص إن عوامل زيادة حدة المنافسة في القطاع، والمتغيرات الاقتصادية العالمية، وتراجع أسعار النفط، إضافة إلى اضطرابات المنطقة السياسية، أدت إلى تراجع معدلات النمو بالنسبة للطلب على الطيران الخاص خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي. وأضافوا أن الطلب على خدمات القطاع زاد خلال العام الماضي بما يراوح بين 15 و20%، فيما يقدر حجم النمو في الطلب منذ بداية العام الجاري وحتى الآن بنحو10% فقط، بتراجع نحو 50% مقارنة بالعام الماضي. وأشاروا على هامش معرض دبي للطيران 2015، الذي يختتم أعماله اليوم (الخميس)، إلى أن معدلات النمو تراجعت نسبياً مع تراجع مستويات الإنفاق من الشركات ورجال الأعمال والقطاع الحكومي، لافتين إلى أن الاضطرابات السياسية ببعض دول المنطقة غيّرت مسارات الطيران الخاص إلى مسارات أطول، وقلصت من مزايا القطاع التنافسية. تراجع النفط ألفا ستار تدرس زياد أسطولها حال تحسن الأوضاع قال الرئيس التنفيذي لمجموعة ألفا ستار للطيران الخاص، سالم المزيني، إن الشركة قد تزيد أسطولها بنحو 70 طائرة خلال العامين المقبلين، في حال تحسن أوضاع القطاع، فضلاً عن أن الشركة تنفذ نحو 1000 رحلة شهرياً. ولفت المزيني إلى أن مشاركة المجموعة في المعرض تشكل فرصة لاستعراض أحدث أنواع الطائرات وكل ما يتعلق بصناعة الطيران. وأشار إلى أن الشركة تعمل في إدارة الطائرات، والطيران العارض، والإسعاف الجوي، وخدمات الدعم الهندسي والتقني، واستشارات الطيران، وخدمات المساندة الأرضية، وإدارة المطارات. وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة ألفا ستار للطيران الخاص، سالم المزيني، إن تراجع النفط لابد أن يترك أثراً في قطاع الطيران الخاص مع تراجع الإنفاق في القطاعين العام والخاص، لافتاً إلى أن استمرار تراجع أسعار النفط سيؤثر في الجمهور المستهدف من قبل شركات الطيران الخاص. وأشار المزيني إلى أن تراجع أسعار النفط يعتبر من أبرز الأسباب التي أثرت في معدلات النمو بالنسبة للطيران الخاص، لافتاً إلى أن المعدلات كانت تدور في مستويات عالية نسبياً، لكن التقديرات تراجعت نسبياً، بالتزامن مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل. ولفت المزيني إلى أن هناك قطاعات داخل مجموعة الطيران الخاص ارتفع فيها الطلب بشكل كبير، منها خدمات الإسعاف الطبي الخاصة، متوقعاً أن تواصل هذه النوعية من الخدمات الحفاظ على معدلات نموها في المستقبل، مقارنة بتراجع الطلب في قطاعات أخرى مثل طيران رجال الأعمال. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة أبوظبي للطيران، نادر الحمادي، إن الشركة تتبع استراتيجية تنويع مصادر الدخل من خلال توسيع مجالات عمل الشركة، فضلاً عن التوسع في الأسواق الخارجية، مضيفاً أن مجال الطيران الأسرع في التأثر بالوضع الاقتصادي، فضلاً عن أنه يتعافى ببطء مقارنة بالقطاعات الأخرى. ونوه إلى أن الشركة عملت على توسيع خدماتها من إضافة خدمات الدعم المقدمة لحقول البترول وشركات النفط داخل الدولة وخارجها، وخدمات الصيانة لطائرات الجيش والشرطة وشركات من داخل الدولة وخارجها. من جهتها، قالت المستشارة التجارية في شركة فالكون، غادة فوزي الشوري، إن هناك تباطؤاً ملحوظاً في نمو الطلب على خدمات الطيران الخاص منذ بداية العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، لافتة إلى أن نمو الطلب خلال العام الماضي يقدر بما يراوح بين 15 و20% في القطاع، فيما يقدر منذ بداية العام الجاري وحتى الآن بنحو 10%. الاضطرابات السياسية وأوضحت الشوري أن أبرز العوامل التي أثرت في تباطؤ نمو الطلب على خدمات القطاع الخاص تتركز في تأثر القطاع بزيادة حدة الاضطرابات السياسية في عدد من دول المنطقة، والتي اضطرت شركات الطيران الخاص لتغيير مساراتها إلى مسارات أكثر أمناً، لكنها أطول في الوقت الزمني للرحلات. وأضافت أنه على سبيل المثال كانت الطائرات الخاصة تقطع المسافة إلى بيروت خلال ثلاث ساعات فقط، فأصبحت تستغرق خلال المسارات الجديدة ما يتجاوز أربع ساعات، فيما ارتفعت المسافات بشكل أطول انطلاقاً من المنطقة إلى دول أوروبا. وأشارت المستشارة التجارية في شركة فالكون، إلى أن تلك الاضطرابات قضت على مزايا تنافسية للطيران الخاص، الذي كان يستغرق وقتاً أقصر في الرحلات، مقارنة برحلات الطيران التجاري، الذي يلتزم بمسارات كانت أطول من مسارات القطاع الخاص سابقاً. وأضافت أن زيادة حدة المنافسة في القطاع انعكست على تراجع أسعار خدمات الطيران الخاص، لكن على الرغم من ذلك لم يؤثر ذلك بشكل كبير في الطلب على بيع الطائرات الخاصة، مبينة أن تراجع أسعار النفط خفض من الكلفة التشغيلية لقطاع الطيران الخاص، لكن العوامل الاقتصادية الأخرى على المستويين الاقليمي والعالمي لم تسهم في الاستفادة من ذلك في استمرار نمو الطلب بمعدلات كبيرة على خدمات القطاع. بدوره، قال نائب المدير لعمليات الطيران في شركة جين جيت افييشين، ديموس بلاسيوريوس، إن معدلات النمو في الطلب على خدمات قطاع الطيران الخاص منذ بداية العام الجاري، لم تكن عند مستوياتها نفسها خلال العام الماضي، وإنما شهدت تباطؤاً في النمو، وذلك تأثراً بعوامل ارتفاع حدة المنافسة في القطاع، سواء على المستوى العالمي أو الاقليمي، وذلك مع دخول شركات جديدة للقطاع خلال العام الماضي. وأضاف بلاسيوريوس أن عوامل انكماش الاقتصاد العالمي منذ بداية العام الجاري، والتراجع الكبير في أسعار النفط، ساهما فى تراجع معدلات الإنفاق على خدمات الطيران الخاص، مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن شركته التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، تتوقع أن تشهد معدلات الطلب خلال الفترة المقبلة ثباتاً عند مستوياتها الحالية. وأوضح أن خدمات قطاع الطيران الخاص يرتكز الطلب عليها حالياً من قطاعات الأعمال المختلفة والشركات العالمية الكبيرة، التي تختلف نوعية طلباتها وفقاً لمهام العمل أو حتى بالنسبة للأغراض الشخصية عند بعض المتعاملين.