×
محافظة الرياض

حادث شراحيلي (مغلوط)

صورة الخبر

الشارقة - محمد ولد محمد سالم: الكاتب المعاصر والكلمة المسؤولة هو عنوان الندوة التي انعقدت، مساء أمس الأول، في ملتقى الأدب واشترك فيها كل من الكاتب الموريتاني الدكتور محمد ولد أحظانا، والكاتبة الإماراتية الدكتورة أسماء الكتبي، وأدارها الشاعر السوري عبدالرزاق الدرباس. في مداخلتها ركزت أسماء الكتبي على خطورة الكلمة، وكيف يمكن أن تؤثر على الرأي العام، وتحرك الجماهير، ولذلك فمسؤولية الكاتب كبيرة تجاه القراء، فعليه أن يتحلى بالالتزام، وأن يراعي الصدق في ما يكتبه. وأضافت الكتبي أنها عندما بدأت الكتابة كان تخصصها في فرع الجيومورفولوجيا، وهو فرع من الجغرافيا ليس له صلة مباشرة بالإنسان، لكنها حينها كانت مهتمة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، بدأت تكتب عن الإعجاز العلمي في جانب الجيومورفولوجيا، ثم بعد ذلك انتقلت إلى الكتابة في مجال السرديات التي ساعدها فيها حبها للقصص وقراءاتها المستفيضة في هذا المجال، وعندما بدأت ثورات الربيع العربي انخرطت في الكتابة في الشأن العام انطلاقاً من مسؤوليتها ككاتبة، ينبغي أن تهتم بالشأن العام لوطنها وأمتها، فكتبت سلسلة مقالات على لسان شخصية شعدون التي اخترعتها لتكون رمزاً تقول على لسانه ما تود قوله، ثم كان اهتمامها بعد ذلك بحقوق الإنسان، وإبراز المزايا التي تتمتع بها المرأة في الإمارات على وجه الخصوص، خاصة في ما يتعلق بحرية العمل، والحرية في التعليم والتعبير، وغيرها. ولفتت الكتبي إلى أن الغرب لا يراعي خصوصية مجتمعاتنا، ونظرته في الأغلب عن أوضاع حرية المرأة في منطقتنا سلبية، وهذا ينعكس في الإعلام الغربي الذي يقدم عنا تقارير سلبية بشكل دائم، ولذلك فقد قررت أن تتوجه إلى الكتابة باللغة الإنجليزية لمخاطبته باللغة التي يفهمها، وإقناعه بما تتمتع به المرأة من حرية في المجتمع الإماراتي. الدكتور محمدو ولد أحظانا انطلق من كون الكلمة المسؤولة تفترض أن الاهتمام ينصب على ما ينتجه الكاتب، وليس على سلوكه في حياته الخاصة، ويقتضي ذلك أن يلبي الكاتب في ما يكتبه خمسة مطالب هي: أن يكون خطابه مفهوماً، وأن يستوعب الواقع ويفهمه بدقة، وأن يحقق الحد الأدنى من الإتقان والجمال في ما يكتبه، وأن يضيف غير المتداول، ويستشرف الممكن، وأن يعالج بصدق هموم الإنسان في وطنه وأمته والكون، فذات الكاتب ليست شخصية بقدر ما هي جماع من تلك الدوائر الثلاث (الوطن والأمة والعالم). وقال ولد أحظانا إن الكلمة اليوم أصبحت مسلحة بعنف نظري ومادي، وتحمل رؤوسا حربية فتاكة، فكذبة متقنة الإنتاج والإخراج تقيم حرباً، والكلمة تدور بالعالم دورة كاملة قبل أن يتلقاها الجار في الشقة المجاورة، وعليه فالمسؤولية المرتقبة من الكاتب هي عقد شرف ضمني بينه وبين جمهور القراء يحتم عليه أن يكون تشخصيه للواقع دقيقاً، وأن يكون صادقاً ومخلصاً، وأن يحمل هم الإنسان في دوائره الثلاث، وأن يعتبر أن آراءه نسبية، قابلة للنقاش والمعارضة، وإذا التزم بتلك البنود فإنه يكون قد تحمل مسؤولية كلمته، وأدى دوره لقارئه.