تدخل جمعية ابن ماجد للفنون الشعبية والتجديف في رأس الخيمة، وكأنك تدخل آلة الزمن لتعود بك لأكثر من مئة عام إلى الوراء، بتوثيقها لكل تفاصيل الحياة الماضية، بالصور وأدوات الماضي العتيقة وبمرافقها التي احتوت على قاعات ومراكز، وكل منها حمل اسماً لخص ما يحتويه. وما زال أعضاء مجلس الإدارة الذي تشكلت به الجمعية يدير فعالياتها ويضيف لمرافقها الجديد بشكل دوري منذ عام 1984، برئاسة موثق التراث ناصر حسن الكاس (72عاماً)، الذي يحمل هاجس حفظ التراث وتفاصيل الأحداث التاريخية التي شهدها الوطن في روحه، ويتحين الفرص طوال واحد وثلاثين عاماً، لينقلها للأجيال من خلال فعاليات الجمعية ومرافقها. في مجلس البيت القديم، حيث أبرزت الصور المعلقة على زوايا المجلس، طبيعة رأس الخيمة في حقبة ما بين الثلاثينات والستينات، بالإضافة إلى الصور الحديثة المعاصرة، ومنها دوار الساعة، الذي كان يزين بداية رأس الخيمة سابقاً، مع الآثار القديمة في عدة مناطق منها الجزيرة الحمراء، والمناطق الجبلية في الإمارة، كما أوضح معرض الصور المقام بالمجلس صورة لرأس الخيمة في عام 1948، حين كانت المنازل تبنى من الطوب، ذي الأشكال الهندسية المقوسة، والعرش المصنوعة من سعف النخيل. وفي قاعة البحار الإماراتي أحمد بن ماجد، تتوسط القاعة سفينة البتيل، التي تعتبر من أقدم السفن الأصلية في الإمارات، والتي استخدمت في أسفار أحمد بن ماجد في أعالي البحار في رحلاته وتنقلاته بين إفريقيا ومنطقة الخليج والقارة الهندية، وفي القاعة العديد من الصور القديمة لإمارة رأس الخيمة في الثلاثينات بموانئها وسفنها، بالإضافة للوحة قديمة لحساب الدرور، والنظام الحسابي القديم لتحديد التواريخ، بناء على حركة النجوم. أما قاعة طنب للوثائق، ففيها الوثائق والصور التي أظهرت التظاهرات التي عمت إمارة رأس الخيمة بعد سماع خبر احتلال إيران للجزر الثلاث، ومطالبة الأهالي بعودتها، في حين تتوسط القاعة الأحجار البحرية البيضاء، من جزيرة طنب التي اشتهرت بها في الماضي والتي تستخدم في بناء المنازل قديما. أما مكتبة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، فضمت العديد من الكتب القيمة، عن حياة الشيخ صقر حاكم رأس الخيمة السابق، وكتب ثقافية عديدة من كتاب الإمارة، بالإضافة لإصدارات الجمعية من الكتب التوثيقية للحياة الاجتماعية في الإمارة مثل كتاب عن الفنون الشعبية والتراث وكتاب الأبراج، وتاريخ وتراث، وكتاب تراثنا وجزر لها تاريخ، وآخر إصدارات الجمعية، كتاب عن أسماك من الإمارات، ورأس الخيمة بين الماضي والحاضر. وفي مدخل الجمعية تجد معرض النخيل المفتوح الذي يضم 173 نوعاً من إنتاج النخيل بينها أدوات متنوعة كانت تستخدم قديماً، والبعض منها ما زال يستخدم حتى الآن، وكذلك الأبواب القديمة المتنوعة التي تزينت بها المنازل في عقد من العقود وكانت أبرز ما يشد الأنظار الزخارف الهندسية التي تزين الأبواب الخشبية العتيقة. يقول ناصر حسن الكاس، تأسست الجمعية في عام 1984، وعقدنا العزم حينها كمجوعة شباب أن نتمسك بأن نكون حلقة وصل بين الماضي الجميل الذي عشنا تفاصيله، والأجيال الحالية التي عاشت التطور والتقنيات الحديثة، فمجلس إدارة الجمعية يتكون من 5 أشخاص منهم ناصر الكاس رئيساً للجمعية، وأحمد حسن خرخور أمين سر الجمعية ومحمد صالح الدربوحي مسؤول النقليات والقوارب في الجمعية، ومحمد أحمد الغيص مسؤول الفنون الشعبية، وتتكون الجمعية من 181 عضواً منتسباً، ولدينا فرق تجديف، تعلم الطلبة من سن 12عاماً على مهارات التجديف، إلى أن يتمكن ويشارك في السباقات المحلية والإقليمية، ولدينا 52 طالباً مشاركاً في فرق التجديف، ولدينا 20 قارباً خاصاً بالجمعية. ويضيف مهمتنا هي وضع تفاصيل الحياة الماضية بين يدي الأجيال، ليستفيدوا من حياة أجدادهم الماضية، ويشاهدوا التاريخ بأحداثه الوطنية والإقليمية.