في مثل هذه الأيام من العام الماضي تشرفت بحضور مؤتمر "أهداف الدوحة" الذي اعتبرته حينها أفضل مؤتمر حضرته في حياتي، حيث تجمع قيادات العالم السياسي والرياضي مع أبطال سابقين وحاليين تحت سقف واحد، فكانت المحاضرات مليئة بالمتعة والفائدة التي توجتها توصيات الربط بين الرياضة والمجتمع لتمكينها من القيام بدورها الإيجابي المنتظر، وكنت أول المطالبين بمتابعة تنفيذ التوصيات كي لاتكون كعادة المؤتمرات التي تطوي الصفحة في يوم الختام. لكنني اليوم أكتب لكم من النسخة الثانية لمؤتمر "أهداف الدوحة" مبشراً أن توصيات المؤتمر الأول قيد التنفيذ، بل إن عنوان المؤتمر وتركيزه مرتبط بالدور الحكومي في دعم الرياضة، وقد أبهرني في اليوم الأول حديث وزراء الرياضة والشباب من مختلف أنحاء العالم عن الدور المنوط بالحكومة، وزاد انبهاري رأي الرياضيين حول أهمية المحافظة على مستقبل النجوم بعد الاعتزال، وكان منظراً مهيباً أن تشاهد أمامك أساطير الرياضة أمثال بوريس بيكر ومايكل جونسون وناديا كومانتشي، وكان الأكثر إبهاراً ترديد اسم الراحل "نيلسون مانديلا" وعباراته الخالدة عن الرياضة والسلام. وكان أهم ثمرات المؤتمر تدشين "معهد جسور" الذي تم اختيار اسمه بعناية ليتماشى مع الهدف الذي أنشئ من أجله، حيث يبني جسور التواصل مع الشباب في المنطقة ويؤهلهم لتسنم المناصب والمهمات الرياضية بعد تسليحهم بالعلم المتخصص في المجال الرياضي، ويقيني أن استثمار هذا الصرح الشامخ بطريقة مثالية سيؤدي بإذن الله لإثراء المنطقة بقيادات رياضية شابة تمثل الإرث الحقيقي لكأس العالم في قطر 2022، بل إنني أوجه الدعوة من خلال المقال لصنّاع القرار الرياضي في المنطقة بضرورة اختيار أفضل الكفاءات الشابة وإرسالهم للدراسة في "معهد جسور". تغريدة tweet : كتبت مراراً وتكراراً عن أهمية استثمار المؤتمرات والدورات التي تقام في منطقة الخليج بحيث يحضرها أبناء الخليج لتوسع مداركهم وتنمي قدراتهم وتصقل مواهبهم ليكونوا أقدر على القيادة والتطوير، فالدوحة تحتضن أكثر من ثمانين فعالية رياضية دولية في العام الواحد، وهو رقم رائع لن تكتمل روعته إلا بمشاركة أبناء الخليج في تلك الفعاليات واستفادتهم منها، ويقيني أن الفائدة ستعود على المنطقة بأسرها إذا تم تطوير قدرات الشباب فيها، فلا خير فينا إذا لم ننهض بالرياضة في الخليج .. وعلى منصات الجسور نلتقي.