شاركت الراية أهل المغرب احتفالاتهم بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي تواكب تحرير الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني عام 1975. ورصدت الراية أجواء الاحتفالات والزيارة التاريخية لعاهل المغرب الملك محمد السادس إلى الأقاليم الجنوبية، حيث انتشرت الأعلام المغربية في كل مكان على امتداد الطرق والجسور وأسطح وواجهات المنازل .. التراث في بزار مراكش يعانق حداثة الفنادق ذات النجوم الخمس في كازابلانكا .. قصص وحكايات تسير في الطرقات ويميز الشوارع زحام سلس وسيارات أجرة صغيرة "تاكسي" ينطقها المغاربة "طاكسي" . استغرقت الرحلة إلى الجنوب من كازبلانكا إلى مدينة العيون حوالي ساعة ونصف الساعة بالطائرة، وبعد الهبوط، تستقبلك الأقاليم الجنوبية بطرق أسفلتية تخترق رمال الصحراء وتزيحها على جانبيها مع لافتات تحذر قادة السيارات من زحف الرمال ويبرز معها اهتمام الحكومة المغربية بالبنية التحتيه كأحد أهم أولويات تنمية الجنوب .. في الإذاعة والتلفزيون لا حديث إلا عن ذكرى المسيرة الخضراء التي أطلقها الملك الحسن الثاني عام 1975 بخروج المغاربة إلى الصحراء في تظاهرة سلمية رافعين المصاحف لإجبار الاستعمار على الرحيل. في اليوم التالي لوصولنا إلى المغرب وبعد جولة لـالراية في عدد من المتنزهات والملاعب المجهزة على أعلى مستوى للأطفال والشباب، رصدتالراية خروج عشرات الآلاف من أهالي الأقاليم الجنوبية لتحية عاهل المغرب، حيث ارتدت النساء "الملحف" المميز لنساء الجنوب، فيما ارتدى بعض الرجال "الدراعة" الصحراوية التقليدية وانطلق الجميع كالطوفان صوب مركز المدينة إلى شارع مكة، حيث قصر المؤتمرات ومسجد مولاي عبد العزيز، مرددين هتافات "ملكنا واحد .. محمد السادس" ، وسيارات وموتوسيكلات تجوب الشوارع، رجال ونساء وأطفال يرفعون الأعلام المغربية الحمراء تتوسطها نجمة خضراء وشاب يأخذ صورة تذكارية عند جدارية لعاهل المغرب، وفي كلمات موجزه يقول عبد اللطيف سائق الباص الخاص بنا "الشعب يحب الملك" . وفيما تبدو الأقاليم الجنوبية أمام تحديات كبيرة خاصة بمشاريع التنمية والبناء، أعلنت الحكومة المغربية عن حزمة من المشاريع التنموية عبر خطة شاملة للنهوض بالجنوب إلى آفاق أرحب خلال السنوات العشر المقبلة، مؤكدة عبر الناطق الرسمي باسمها وزير الاتصال مصطفى الخلفي اتخاذ القيادة والحكومة المغربية طريق التنمية الاقتصادية سبيلا للحفاظ على وحدة واستقرار المغرب.