عقدت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ34، جلسة حوارية عن عالم القصص، تحت عنوان «القص.. ما هو كائن وما يجب أن يكون»، تحدثت فيها، الأديبة هبة مشاري حمادة الكاتبة والروائية في مجال قصص الأطفال، والكاتب عبد الرضا السجواني، حاورهم فيها عزت عمر. وبحثت الندوة التي أقيمت في قاعة ملتقى الأدب، أهم الأسباب المتعلقة بمواقع ومكانة القصص الموجهة للأطفال التي تكتب في وقتنا الحالي، حيث رأى المتحدثون عدم مرونتها ومراودتها للأحداث والأماكن القديمة وعدم استخدام أسلوب الخيال فيه، بالإضافة إلى عدم ملاحقتها لركب التطور والتقنيات الحديثة. وقالت هبة مشاري في بداية الجلسة إن الطفل العربي يواجه عدة مشكلات في القراءة من خلال التأثير السلبي على نفسيته من كتابات الكاتب، وأصبحت الصورة هي الوسيلة الأسرع لإيصال الفكرة إليه من النصوص المكتوبة، كما أصبح الطفل غير معني وملزم بالرجوع إلى الإرث اللغوي، وغير قادر على كتابة جملة مفيدة، بسبب البعد عن الكتابة والقراءة، وتأثير المواقع الإلكترونية والاجتماعية عليه. وأكدت أنه لا يوجد قصة مغرية في عصرنا الحالي بالأسواق تجذب الطفل ليقرأها، لافتة إلى أن أطفال اليوم يريدون من الكاتب أن يخبرهم ما يودون قراءته، والتقرب من مشاعره، وأن يفهم ما يريده، ويخاطبه بلغته، وأن يبتعد الكاتب أو المؤلف عن الرسومات الأسطورية. أما عبد الرضا السجواني فتحدث عن الآداب التي تحاصر الطفل تكنولوجيًا، حيث تعاني المجتمعات من سيطرة هذه التكنولوجيات عليها، ومن الضروري أن يتسلح الكاتب العربي بهذه التقنيات التي باتت مهمة في حياتي الروائي والقاص وغيره من المهتمين بالنشر. وأكد أن على الكاتب أن يهتم بتطوير نفسه وبذل ما بوسعه للحاق بالتطور والطفرة التكنولوجية الحاصلة على مستوى العالم، حيث إن القصص الموجودة في الأسواق لا تلبي طموحات الطفل المستقبلية. ولذلك يجب على الأديب أن يبلور مجموعة من الأسس لنجاح قصته، التي منها زرع عنصر الخيال والتشويق وتوظيف الموروث الشعبي وتسويق بعض القيم الأخلاقية.