رغم انخفاض الحوادث في الطرق السعودية وفقا لإحصائية مرورية بنسبة ٩.٦% وانخفاض نسبة المصابين والمتوفين حوالي ٤% ، إلا أن نسبة المخالفات المرورية زادت بنسبة ٢٠% مما يظهر الميل التلقائي لدى بعض السائقين في السعودية نحو ارتكاب المخالفات ! وإذا كانت غرامات المخالفات لا تحقق الوعي الكافي لتجنب ارتكابها فإن البحث عن وسائل مكملة وفاعلة لتعزيز ثقافة احترام الأنظمة والقوانين يصبح ضروريا، فالدول لا تفرض الغرامات لتحصيل المال بل لردع المخالفات وتعزيز ثقافة احترام الناس للقوانين ! عضو مجلس الشورى أشار في تقرير صحفي نشرته «عكاظ» أمس إلى أن هناك ١٥٠ ألف مواطن ممنوعون من السفر بسبب ارتكاب مخالفات مرورية تجاوزت غراماتها الـ ٥٠ ألف ريال مما دفعه لتقديم اقتراح للجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى لإلزام المرور بتقييم معيارية أداء أجهزة رصد المخالفات والتحقق من دقتها ! وهو اقتراح جيد لضمان عدم ظلم السائقين، لكنه كان سيكون اقتراحا أفضل وأكثر مثالية لو أنه اقترح دراسة معيارية أداء السائقين المخالفين وأسباب ميلهم لارتكاب المخالفات وتكرار ذلك رغم الشكوى من الغرامات ووطأتها! كما أن اقتراح مراجعة لائحة الغرامات يبدو أكثر حاجة لتخفيض قيمة بعض المخالفات المبالغ في غراماتها كالوقوف الممنوع وضرورة التدرج فيها ومكافأة السائقين الذين لا تتكرر مخالفاتهم وعدم وضعهم مع الأصدقاء الدائمين للمخالفات في سلة واحدة ! المسألة بحاجة لتعزيز الوعي بأهمية السلامة المرورية واحترام الأنظمة وحتى الآن يبدو أن الحلقة مفقودة !