لا أخفيكم أنه على الرغم من تعاطفي مع الأهلي الإماراتي الشقيق في مواجهة الذهاب مع غوانزو الصيني إلا أنني شعرت (بمرّ) في داخلي، و(المرّ) نوع من أنواع القهر المكبوت من جراء غياب الهلال عن تلك المواجهة، إذ تخيلت جمهور "الزعيم" يملأ مدرجات "الدرة" ونجومه ينثرون الإبداع على المستطيل الأخضر في مهمة إعادة الكأس إلى الوطن، لكن قدر الله وما شاء فعل. فالفريق خذله أبناؤه كخالد شراحيلي، وناصر الشمراني، وسلمان الفرج، فضلا عن البرازيلي الوحش ديغاو، فالفريق الصيني لم يكن في مستوى السمعة والهالة التي سبقته وليس من الصعوبة هزيمته هنا وهناك، وأعتقد أن "عيال زايد" بالغوا في الدفاع وفرطوا بالفوز. عموماً هلالنا عليه تكرار المحاولة للاستفادة من الدرس والاستمرار في عملية ضبط الفريق بالانضباط مهما كان الثمن، فكبرياؤه لن يكون حاضراً محلياً وقارياً إلا من رجال يقدرون معنى ارتداء قميصه من ماركة محمد الشلهوب، وياسر الشهراني، وسعود كريري، ومحمد جحفلي، ومحمد البريك، وغيرهم من النجوم المخلصين، وهذا سيحدث إذا استمرت الإدارة والجماهير بدعمها الجهاز التدريبي الذي وضع يده على الداء، ويبقى الدواء متاحاً شريطة أن يتحلى أنصار "الزعيم" بالصبر حتى ينالوا ما يريدون محلياً وخارجياً. وما يقال عن الانضباط في الهلال يجب أن يطبق في بقية الفرق على أن يكون مبنياً على عمل احترافي متكامل، ويفرض المعادلة السليمة للعمل بمبدأ (الثواب مقابل العمل) وهذا للأسف لا يوجد في معظم الأندية بسبب الخلل المالي الكبير الذي يؤجل الرواتب أشهر طويلة، ويبقى اللاعب مشتتاً ذهنياً وتحت الضغط بسبب هذه المعضلة. ومن أجل خلق بيئة احترافية سليمة وانضباط في التنفيذ، فلا بد من علاج مشكلة الرواتب لأن "سالفة" الإخلاص والروح والتفاني تختفي أمام المعاناة والحاجة التي تشلّ حركة اللاعبين وجهودهم في أوقات حرجة، فهل تعي الأندية ذلك أم أنها ستغفل تلك النقطة وتسقط تباين العطاء وتذبذب المستويات على المدربين الذين سرّح نصفهم وبقي النصف الآخر في الطريق؟. نقاط خاصة * على طاري فكر وزير الإسكان أعجبني فكر إدارتي الخليج والرائد في التعاطي مع السلوك المشين لبعض الجماهير المحسوبة على النادي المستضيف. * أتمنى أن أرى مسؤولا في إدارات الأندية شجاعا وشفافا يحمل نفسه يوما من الأيام مسؤولية الخطأ لو حدث من دون أن يسقط فشله على الحكام والمدربين. * تدريبات الصباح وظيفة رسمية واساسية وضرورية للاعبين المحترفين ولكن ادارات الأندية تلجأ للتطبيق عندما تشم رائحة الإجهاد في اللاعبين وهذا خطأ فتدريب الصباح لا بد ان يكون ثابتاً طوال الأسبوع، وإلا لن تنعموا بفريق حاضر ذهنياً وفنياً وبدنياً طوال الموسم. الكلام الأخير: راقب عدوك لأنه يكشف عيوبك قبل غيره.