×
محافظة المنطقة الشرقية

معزوفة الشتاء قريباً على مسرح المريخي بالأحساء‎

صورة الخبر

الحياة كتاب، والكتاب حياة. الكتاب إناء فيه ما فيه من منافع للناس من كل صنف ولون، ومن كل حدب وصوب. وفيه ما فيه مما هو فاسد ومفسدته واضحة للعيان، ومنه ما هو سم مدسوس في العسل. وهنالك، حيث معارض الكتب المتتابعة في دورانها الزمني، ثمة آلاف مؤلفة من كتب من كل جنس أدبي، ومن كل جنسيات العالم، تأخذ في التوافد على الأرفف المشيدة لأجل أن تكون الكتب متاحة لكل عين فاحصة، ولكل فكر فطن، ولكل ذائقة مثقفة. وهنا، حيث معرضنا الدولي الرابع والثلاثين في الشارقة، عاصمة الثقافة العربية والإسلامية والسياحية، نطل على مؤسستين نشيطتين معنيتين بالنشر: وزارة الثقافة وتنمية المجتمع واتِّحادِ كُتَّابِ وَأُدَباءِ الإمارات، ومن تلكما الحديقتين المثمرتين، نرتشف شيئاً من كتبٍ حديثة الصدور (2015)، معنية بالنقد الأدبي الصِّرف. مسرح سلطان بن محمد القاسمي: سؤال الواقع والحياة: دراسة د. هيثم يحيى الخواجة، إصدار مشترك بين وزارة الثقافة وتنمية المجتمع واتِّحادِ كُتَّابِ وَأُدَباءِ الإمارات. ابتداءً، نذهب بالقول إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، معني تماماً بالمسرح، تمثيلاً وتأليفاً وعناية أيما عناية. هو رجل مسرح باقتدار، وهو علامة فارقة من علامات المسرح العربي الإماراتي. من هنا، تأتي أهمية تواجد دارس خبير بالمسرح وخباياه، من شأنه الغوص في الأعماق الفكرية للنص المسرحي القاسمي، ليقدم لنا خلاصة فكره النقدي التنويري، بما يثري المكتبة المسرحية والمشهد الأدبي العام. لذا، يُقْدِمُ الأديب المسرحي الخواجة على تقديم كتاب له معاييره النقدية العميقة التي تؤكد أنه كتاب لا يمر مرور الكرام على مسرح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ولا يقدم نقداً مجانياً من باب التجريب أو من الباب نصف المغلق أو نصف المفتوح، إنما هو نقد نقي اللغة والمعرفة النقدية الممنهجة وفق أسس وقواعد ومقدرة تحليلية للنص المسرحي، ليثبت لنا الناقد د. هيثم يحيى الخواجة، أنه رجل لم يفقد ظله. مفتاح الريبة: قراءة في التجربة الشعرية لأحمد العسم دراسة سامح كعوش الصادرة عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وهنا، ثمة تواز إبداعي بين قطبي المعادلة الأدبية: ناقد مميز على صعيد الفعل النقدي الحديث، المتغلغل في العجينة الإبداعية الإماراتية، بلغة رشيقة رصينة، لا تتملق، ولا تتنصل، ولا تنصت إلا لذاتها المبدعة نقداً وتحليلاً وتفسيراً إبداعياً بارعاً: (سؤال المفردة والدلالة، رؤى وردة المعنى، تحولات الرمل: قراءة في التجربة الروائية لعلي أبو الريش، مفتاح الريبة: قراءة في التجربة الشعرية لأحمد العسم، جماليات الأنا الشاعرة: ملامح الثقافة الشعبية في الإمارات، سيرة غيم يهذي: قراءة في التجربة الشعرية لحبيب الصايغ).. وشاعر مميز على صعيد جملة شعرية نقطفها يانعة من فمه عبر حديث عابر أو من ورقة ممهورة باسمه، منذ ضجيج عبر مشهد في رئتي، ومروراً برؤاه الشعرية اللاحقة (يحدث هذا فقط، الفائض من الرف، ليل يبتل،...). هما تجربتان نقديتان نقيتان، جديرتان بالمصافحة والتصفيق. a_assabab@hotmail.com