×
محافظة المنطقة الشرقية

500 لعبة جديدة لحدائق الطائف

صورة الخبر

بكل مشاعر الفخر والاعتزاز، استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة، الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة التي أدت مهمتها في اليمن الشقيق، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لإعادة الحق إلى نصابه.. واستعادة اليمن من أيدي الحوثيين، الذين انتزعوه من يد الشرعية بمساعدة حليفهم علي عبدالله صالح، لينفذوا من خلال سيطرتهم على اليمن أجندة خبيثة، تسعى إلى السيطرة على المنطقة كلها، لتحقيق أحلام فارسية طائفية قديمة عفا عليها الزمن، ولم يعد لها أمل على أرض الواقع اليوم. كان مشهدا مهيبا بحق، ذلك المشهد الذي عشناه بكل كياننا، وعايشناه بكل خلجة من خلجات نفوسنا. مشهد امتزجت فيه مشاعر الفخر بالنصر الذي حققه جنود الإمارات البواسل على أرض المعارك، مع مشاعر الفرح بعودة هؤلاء الجنود المنتصرين إلى أرض الوطن، لتحل محلهم دفعة ثانية من قواتنا المسلحة، وفق استراتيجية ممنهجة ومعايير عسكرية في منتهى الدقة، تدل على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة من حيث التخطيط والتدريب والكفاءة القتالية.. والقدرة التي تؤهلها للقيام بعملية الاستبدال التي تعتبر موروثا تاريخيا، وثقافة عسكرية أصبحت ضرورية، وفق ما يقوله الخبراء العسكريون الذين يؤكدون أن تبديل القوات شئ متعارف عليه في الجيوش، له مردود إيجابي على القوات المستبدلة والقوات البديلة. هذا الاستقبال الرسمي والشعبي الرائع الذي شارك فيه أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها، وشاهده العالم أجمع عبر شاشات التلفزيون التي نقلت تفاصيله على الهواء مباشرة، هذا الاستقبال له دلالات كثيرة وكبيرة تتجاوز المشهد الاحتفالي المهيب لتمتد إلى عمق العلاقة التي تجمع شعب دولة الإمارات بقيادته الحكيمة، ومؤسساته العسكرية والمدنية المختلفة.. وهي علاقة فريدة عميقة الجذور كثيرة التفاصيل، أسسها وزرع بذورها الأولى قادة وزعماء كبار، في زمن أكثر قسوة وأقل رخاء من زمننا هذا. في ذلك الزمن أدرك القادة المؤسسون أن المنطقة مقبلة على خير كثير وتعقيدات كبيرة، ربما لم يحسب لها البعض حسابا، لكنها كانت تلوح أمام أعين أولئك القادة الأفذاذ... فكان اختيارهم أن يكون لهذه الإمارات التي كانت متفرقة كيان واحد يجمعها، فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت خلال سنوات قليلة نموذجاً للدولة الناجحة، في حين فشلت دول كثيرة كانت قائمة، نتيجة النظرات الضيقة لقادتها. وكان اختيارهم أيضا أن يكون لها جيش يحمي الدولة التي توقعوا أن تكون عرضة لأطماع الحاقدين، فكان جيش دولة الإمارات القوي، المجهز بأحدث الأسلحة، المدرب وفق أحدث برامج التدريب، المستعد لحماية الوطن ونجدة الشقيق والصديق. جنودنا العائدون من أرض اليمن لم يكونوا مجرد مقاتلين لبوا نداء الواجب في بلد شقيق، وهبوا لنجدة إخوة لهم هناك كي يعيدوا تصحيح المسار الذي أراد له الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح أن يذهب في اتجاه آخر يضر بجيرانه، وإنما هم رسل سلام ومحبة، كان الجانب الإنساني في مهمتهم مواكبا للجانب القتالي.. وكان الحرص على حياة البشر لديهم أهم من الحرص على حياتهم أنفسهم، وكان هدفهم الأكبر هو التعمير وليس التدمير، لذلك فإننا حين نحتفي بهم وهم عائدون من مهمتهم في اليمن فإنما نحتفي بنهج فريد في العسكرية، أصبح نادرا في عصرنا هذا بشهادة الجميع، وبشهادة ما نقرأ عنه ونشاهده في مناطق العالم المختلفة التي تشهد حروبا من أنواع أخرى. ولأهداف أخرى، ليس بينها الهدف الذي ذهب جنودنا البواسل لتحقيقه في اليمن الشقيق، وعادت الدفعة الأولى منهم بعد أن حققته، لتكمل الدفعة الثانية المهمة، حتى يعود اليمن كله طاهرا محررا من الحوثيين وأعوانهم، وكل من يقف خلفهم، ويمدهم بالمال والسلاح لتحقيق مآربه هو قبل مأربهم. عادت الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة الباسلة إلى أرض الوطن بعد أن حققت انتصارات عدة، على رأسها تحرير مأرب واسترجاع سدها الذي أعاد بناءه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليصبح رمزا من رموز العلاقة الوثيقة التي تربط أبناء الإمارات بالشعب اليمني الشقيق، فحق لقيادة دولة الإمارات وشعبها أن يفخروا بهذه النخبة من جنود الوطن.. وأن يستقبلوهم استقبال الأبطال، وأن يحتفوا بهم في كل شبر من أرض الوطن، وأن يقيموا الأفراح في كل ناحية، وأن يعلنوا وقوفهم صفا واحدا خلف قيادتهم الحكيمة، التي تتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، وتعرف مكامن الأخطار التي تتربص بالوطن، فتصدها وتقضي عليها في مهدها، قبل أن تقترب النيران من حدود الوطن الغالي. تحية لجنودنا البواسل العائدين من اليمن بعد أن سطروا صفحات ناصعة في تاريخ الوطن، وأدوا مهمتهم بكل كفاءة واقتدار وإنسانية، وتحية لجنودنا الأبطال الذين ذهبوا إلى هناك لأداء مهام جديدة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وطوبى لشهدائنا الأبرار الذين لن ننساهم أبدا.. والذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، وأثبتوا أنهم خير الرجال، وأنبل الرجال، وأخلص الرجال، عندما طلب منهم الوطن أن يلبوا نداء الواجب. وتحية لجرحانا الذين بهروا العالم بروحهم المعنوية العالية، وتصميمهم على العودة إلى أرض المعركة للأخذ بثأر الشهداء الأبرار، والانضمام إلى زملائهم الذين ما زالوا هناك. سوف تبقى دولة الإمارات مرفوعة الرأس، طالما كانت فيها قيادة مثل قيادتنا، وطالما كان فيها جنود مثل جنودنا، وطالما كان فيها شعب مثل شعبنا. شكرا جنودنا.. لقد رفعتم رؤوسنا.