انضمت مدينة دبي إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ C40 العالمية، لتصبح ضمن مجموعة النخبة لمدن العالم الحاصلة على هذه العضوية، وذلك تقديراً لمكانتها ودورها المتقدم والمؤثر تجاه حماية البيئة، وإشادة بخططها وبرامجها في مجال معالجة التحديات التي من شأنها أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تشكل خطراً على المناخ في العالم. أعلن ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي بقاعة جودولفين بأبراج الإمارات بمشاركة عبدالله عبدالرحمن الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي، ومطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، وسعيد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والمهندس عيسى الميدور، نائب المدير العام لبلدية دبي، وسانجاي سريدار المدير الإقليمي - جنوب غرب آسيا لمجموعة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ، وبحضور عدد من قيادات الجهات الحكومية المشاركة والإعلاميين. مزايا وتتيح هذه العضوية لدبي ممثلة بالأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي مزايا نقل المعرفة، حيث يمكن التصفح والتعرف إلى تجارب المدن الأعضاء في هذه الشبكة في مجال حماية المناخ والبنية التحتية المستدامة، كما يمكن الاستفادة من التقارير الدولية والدراسات والبحوث ونتائج المؤشرات في هذا المجال والتي من شأنها أن تصب في مصلحة الدراسات والمشاريع التي تنفذها الجهات المعنية في حكومة دبي، كما يمكن للمدن الأعضاء في شبكة C40 التعرف إلى تجارب دبي الناجحة في مجالات الطاقة والمواصلات والبيئة، والاستفادة من قصص النجاح والتحديات التي تم تجاوزها، الأمر الذي دائماً ما تسعى إليه المدينة لتكون ذكية ومستدامة. منظومة موحدة وقال عبدالله الشيباني إن الأمانة العامة للمجلس التنفيذي تسعى وباستمرار لتطبيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتنفيذ توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، للنهوض بإمارة دبي في شتى المجالات، وتوفير البنى التحتية والخدمات المشتركة وفق أرقى المواصفات العالمية. وأوضح أن انضمام دبي لشبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ يثبت التزامها بتكثيف الجهود المحلية في مجال المحافظة على البيئة، كما أنه يدعم الالتزام بالرسالة العالمية التي تبعثها دبي من خلال مختلف الخطط والمشاريع التي تتبناها لتعود بالنفع على العناصر الطبيعية في العالم، حيث تعتبر دبي هذه المشاريع جزءاً من مسؤوليتها تجاه البيئة، وتكرّس جهود التعاون والعمل المشترك بين جميع الجهات الحكومية كمنظومة موحدة ومتكاملة، تسعى جميعها لتحقيق أهداف ومحاور خطة دبي 2021 التي تعمل جاهدة لبناء مستقبل ذكي ومستدام للإمارة. وذكر أن دبي دائماً تسعى لاستخدام الممكنات المختلفة في المدينة للتعامل مع تأثيرات والنتائج المترتبة على تغير المناخ، حيث كلف المجلس التنفيذي من خلال لجنته القطاعية المعنية بالبنية التحتية والبيئة، المجلس الأعلى للطاقة بتطوير سياسة التغيير المناخي في خطوة استباقية للتعامل مع هذه الظاهرة العالمية، كما أنه ومن خلال عضوية شبكة (C40) ستتمكن الجهات الحكومية من التعرف والاطلاع على الممارسات والنجاحات المختلفة في مدن العالم، إضافة إلى نقل التجارب المميزة لدبي على الصعيد العالمي لاستفادة المدن الأعضاء من التقدم والتطور الذي تشهده الإمارة خاصة في مجالي الطاقة والمواصلات. إشراك الجمهور وأكد الشيباني أن أحد أهم مقومات نجاح المدينة في الحد من تغير المناخ هو إشراك الجمهور العام في الحفاظ على البيئة والحد من السلوكيات اليومية السلبية، حيث تبذل الجهات الحكومية جهداً دؤوباً لرفع الوعي المجتمعي حول أهمية تغيير بعض سلوكيات الأفراد تجاه الحفاظ على الموارد سواء من استخدام الكهرباء والمياه، أو استخدام وسائل النقل المثلى التي تسهم في الحد من التأثير على البيئة. ونأمل أن تتظافر الجهود بين جميع الأطراف سواء كانت حكومية أو خاصة أو المجتمع المدني على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية لإحداث تغيير إيجابي يسهم في استدامة البيئة والمحافظة على المكتسبات التي وهبنا الله إياها لأجيالنا القادمة. اقتصاد أخضر من جهته أفاد سعيد محمد الطاير بأن انضمام دبي إلى مجموعة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ (C40) جاء ثمرة الرؤية السديدة والتوجيهات الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإطلاق سموه العديد من الخطط والبرامج والمبادرات، وأبرزها المبادرة الوطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر في الإمارات، تحت شعار اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة، التي تهدف لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق تطلعات المواطنين والمقيمين، وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً وسعادةً لمدينة دبي. ولفت إلى أن الخطوة تؤكد نجاح رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 اللتين وضعتا خارطة طريق تتضمن مبادرات طموحة ومشاريع تنموية تجمع بين النمو الاقتصادي واستدامة الطاقة والبيئة النظيفة والآمنة، لجعل دبي مدينة ذكية مستدامة ومتكاملة تحقق استدامة الموارد وتوفر بيئة نظيفة وصحية ومستدامة بما يضمن تعزيز كفاءة الطاقة وتحقيق النمو الأخضر وضمان استدامته بهدف إنشاء مجتمعات مستدامة للأجيال القادمة. موارد نظيفة وأضاف الطاير أننا نحرص على المساهمة الفعالة في جعل دبي مدينة ذكية بموارد نظيفة وصحية ومستدامة، استجابة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دبي الذكية، والتي تهدف إلى تحويل دبي لأذكى مدينة في العالم خلال ثلاث سنوات، وأطلقنا مبادرة التطبيقات الذكية من خلال عدادات وشبكات ذكية، التي تعد واحدة من ثلاث مبادرات ذكية رائدة أعلنتها الهيئة. استدامة من جانبه أشار مطر الطاير إلى أن انضمام مدينة دبي لشبكة C40 يؤكد مكانة دبي على خارطة العالم كمدينة لديها أفضل الممارسات في مجال الحفاظ على البيئة. وقال إن هيئة الطرق والمواصلات تولي موضوع الحفاظ على البيئة وترشيد الطاقة اهتماماً كبيراً، حيث تعد السلامة والاستدامة البيئية إحدى الغايات الاستراتيجية للهيئة، ويأتي ذلك تماشياً مع المبادرة الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2012 تحت شعار اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة. وأوضح أن الهيئة نفذت العديد من المشاريع والبرامج والمبادرات لترشيد الطاقة وحماية البيئة والمحافظة على الطبيعة والسلامة العامة، وذلك من خلال تحقيق التوازن والتكامل بين أنظمة الطرق والنقل الجماعي البري والبحري، وجعل وسائط النقل الجماعي البرية والبحرية الخيار المفضل للتنقل، حيث بلغ عدد مستخدمي وسائل النقل الجماعي في عام 2014 أكثر من 531 مليون راكب، بمعدل مليون و500 ألف راكب يومياً. وتابع أن الهيئة استخدمت التقنيات الحديثة للحد من مستويات التلوث الناجمة عن وسائل النقل، حيث تم توظيف أحدث ما توصلت له التكنولوجيا في مجال صناعة القطارات، عند تنفيذ وتشغيل أضخم مشاريعها الحيوية في مجال النقل الجماعي، وهما مترو دبي وترام دبي. وذلك نظراً للكمية الكبيرة من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها في تشغيل القطارات والمحطات، وروعي في تصميم أنظمة المترو والترام مبدأ ترشيد وتوفير الطاقة الكهربائية إلى أقصى حد ممكن، كما قامت الهيئة بإحلال أسطول الحافلات العامة بحافلات متوافقة مع المواصفات الأوروبية يورو 4 و5، حيث تستخدم الحافلات الديزل النظيف الذي يمتاز بانخفاض نسبة الانبعاثات، وانخفاض محتوى الكبريت (50 جزءا من المليون)، إضافة إلى تشغيل 145 مركبة أجرة هجينة صديقة للبيئة تعمل بالوقود والكهرباء. وبين الطاير أن الهيئة دشنت في مايو 2015 التشغيل التجريبي للحافلة الكهربائية التي تعمل بالطاقة الكهربائية فقط من خلال إعادة شحن بطاريتها، حيث يمكن شحن البطارية بنسبة 80% في أقل من 30 دقيقة، ويمكن للحافلة قطع مسافة 200 كم عند شحن البطارية بشكل كامل، وتقدر سرعتها بنحو 100 كيلومتر في الساعة، كما دشنت الهيئة في أغسطس الماضي تشغيل خمس عبرات حديثة بتصميم تراثي وصديقة للبيئة. بلدية دبي تستهدف 8 %مساحة خضراء من المناطق الحضرية في 2021 أكد المهندس عيسى الميدور، نائب المدير العام لبلدية دبي حرص إمارة دبي على الوصول إلى هذه المكانة الراقية من بين الدول المتطورة والكبرى على مستوى العالم، منوها بأن دبي تتميز عن غيرها من مدن العالم المتقدم وذلك بما يتوافق مع استراتيجيات المدن الذكية والعمران المستدام لاستشراق المستقبل على بصيرة قوية وأرضية ثابتة. وذكر أن استراتيجية بلدية دبي تعمل على تطبيق توجيهات حكومتنا الرشيدة في جعل دبي أكثر مدن العالم استدامة بحلول 2021 بما في ذلك استخدام أحدث تطبيقات التكنولوجيا الذكية في جميع قطاعات العمل وخاصة قطاع الإنشاءات المندرجة تحت لجنة الاستدامة في الدائرة، منوها بأن بلدية دبي تستهدف الوصول إلى 8% مساحة خضراء من إجمالي المناطق الحضرية في الإمارة عام 2021، لنصل بقصة مدينة دبي إلى قمة لا متناهية من الرقي والجمال. جهود وأضاف الميدور أن بلدية دبي لم تألُ جهداً في تطوير الاستراتيجيات والمبادرات التي تعمل على المدى الطويل في الحد من جميع الأمور التي تسبب التغير المناخي، حيث عملت على خفض مستويات انبعاث الغازات من المصادر المحتملة والتي شملت مصادر الطاقة وطرق استخدامها، والوقود والتقنيات التي تولد انبعاثات كبيرة من الغازات المسببة للتغير المناخي. فوضعت على قائمة تلك اللوائح انتهاج المباني الخضراء لإمارة دبي، حيث أُطلقت في أكتوبر 2007 برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونصت اللائحة على أن جميع المباني التي سيتم إنشاؤها في إمارة دبي يجب أن تتقيد بمواصفات المباني الخضراء المعترف بها دوليًّا. واعتماداً على هذه اللوائح فقد عملت بلدية دبي ومنذ فبراير 2008 بالتنسيق مع هيئة كهرباء ومياه دبي بدراسة النظم العالمية الخاصة بالمباني الخضراء ووضعت الإرشادات التي تنظم تنفيذ اللوائح، وتتضمن العناصر الرئيسة لهذه اللوائح: استدامة الموقع من ناحية التخطيط والتصميم، الحفاظ على الطاقة وكفاءة استخدامها والتي تعني الاستخدام الفعال لمصادر الطاقة، مصادر تكييف الهواء. واستخدام المواد العازلة، استخدام المياه بصورة كفء والحفاظ عليها بتقليل استخدام المياه وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، استخدام تقنيات العزل الحراري المناسبة وتدوير وإعادة استخدام النفايات وتجنب استخدام المواد التي تمتلك خواص سمية، جودة البيئة الخارجية والداخلية للمباني من خلال التحكم بالملوثات، رقابة جودة الهواء واستخدام المواد ذات الانبعاثات الواطئة. سميرة الريس: نجاح جديد يضاف لسجل الإمارة الحافل قالت سميرة الريس مديرة إدارة السياسات والاستراتيجيات للتنمية المستدامة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي إن انضمام دبي إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ C40 العالمية، يعزز من قوتها ومكانتها بين مدن العالم، ويدعم خططها التوسعية. حيث استطاعت دبي أن تثبت وجودها على الخارطة العالمية مركزا عالميا للبنية التحتية المستدامة، كما يعتبر حصول دبي على هذه العضوية نجاحاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات الإمارة الحافل، الذي يساهم في دعم نشاط مدينة من أسرع مدن العالم نمواً، مما يستدعي وضع خطط واستراتيجيات تقلل من حجم الانبعاثات الكربونية مستقبلاً، لضمان تحقيق أهداف خطة دبي 2021 لأن تكون دبي مدينة ذكية ومستدامة. وأضافت أن المدن الأعضاء في شبكة C40 العالمية ستحظى بفرصة فريدة من نوعها لمشاركة وتبادل الخبرات والتحديات التي واجهتها دبي نظراً لطبيعتها الصحراوية القاسية، حيث اعتمد نجاح واستدامة دبي كمدينة عالمية على التصميم والتخطيط الذكي للبيئة الحضرية، بالإضافة إلى تسخير الحلول التكنولوجية الذكية في تعزيز ترابط البنية التحتية ورفع كفاءتها وفاعليتها، بحيث تسهم في تعزيز عناصر الاستدامة. ورشة عمل تناقش أولويات دبي في ضوء خطة 2021 عقدت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ورشة عمل للجهات الحكومية المعنية لتفعيل عضوية دبي في شبكة C40 العالمية، وهي: المجلس الأعلى للطاقة، وهيئة الطرق والمواصلات، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وبلدية دبي، وناقشت خلالها أولويات إمارة دبي في ضوء خطتها الاستراتيجية 2021، بحضور المدير الإقليمي لشبكة C40الذي قام بدوره بتعريف الجهات بالشبكة والقيمة المضافة للمدن التي تنضم إليها. وعرضت الجهات المشاركة خلال الورشة أهم المحاور التي تود التركيز عليها في ضوء البرامج والمبادرات القائمة، حيث خلصت الورشة إلى تحديد ثلاثة محاور رئيسة ستقوم دبي في المشاركة بها في الورش المختلفة على مستوى المدن الأعضاء لنقل المعرفة والتجارب من دبي إلى العالم، والتعرّف إلى تجارب المدن الأخرى في مجالات النقل، وإدارة النفايات الصلبة، والمياه والتكيّف.