أوردها سعد وسعد مشتمل.. ما هكذا يا سعد تورد الإبل.. هذا بيت شعر قديم قيل إن سعد هذا كان راعيا للإبل ويشتمل. أي يلبس شملة (والشَّمْلَةُ كِساء من صوف أو شعر يُتَغَطَّى به ويُتَلَفَّف به) وبسبب هذه الشملة يصعب عليه أن يورد الإبل الغلاظ العطشى للماء. لأن إيرادها يتطلب منه جهدًا كبيرًا، وصار هذا البيت مثلاً في كل من يعمل عملاً بطريقة غير صائبة، ويقول قولا عجيبا مخالفا للحقائق، فتصريح وزير الإسكان المهيب الذي اعتمد على فكر فلسفي خلال مؤتمره الصحافي وفيه حدد مشكلة الإسكان في المملكة بقوله «إن مشكلة الإسكان ليست مشكلة موارد ولا مشكلة أراض، وإنما هي مشكلة فكر بالدرجة الأولى»، ونحن نتفق مع معالي الوزير في أن أزمة الإسكان أزمة فكر إداري، وأقصد به الفكر الذي تدار به وزارة الإسكان، فالوزارة تفتقد الفكر السوي الذي هو أولى خطوات الحل، فمن يعاني من قصور فكري لن يمتلك القدرة على التفكير، وأزمة الفكر في وزارة الإسكان، هي أزمة فساد منتظم وأزمة جهل إداري وأزمة سوء تخطيط. فيا صاحب الفكر، مفهوم الإسكان ليس جدرانا، بل هو أعم وأشمل، مفهوم الإسكان، بنية تحتية متكاملة، مياها وصرفا وكهرباء وطرقا ومدارس ومواقف وأماكن ترفيه، إنه انسجام بين السكن والبيئة الحضرية التي يوجد فيها بكل مكوناتها، فماذا فعلت وزارتكم يا صاحب الفكر؟ مفهوم الإسكان في فكر المواطن هو أين ذهبت الـ250 مليارا التي خصصت في عام 1432، وأين الـ20 مليارا التي خصصت للماء والكهرباء في المخططات، فكر المواطن أنه لم يعد يصدق الوعود وأفلام الإعلام وفكر المواطن أنه لم ير منتجا حقيقيا ملموسا، وفكر المواطن الواعي يعرف أن فكر وزارتكم كله يعمل لمصلحة هوامير العقار. فيا صاحب الفكر، ماذا فعلت وزارتكم لتحسين آلية وكفاءة السوق العقارية لتحقيق العدالة وتوفير البدائل التي تناسب الجميع، أم إن فكر وزارتكم مسخر لدعم الجشع والطمع وسحق المواطن الضعيف. يا صاحب الفكر هل اطلعت وزارتكم على تجربة تركيا في معالجة الإسكان؟ والمتمثلة في إنشاء «طوكي» ومبادراتها وتمويلها، وإن كان الفكر في تركيا قاصرا مثل فكر مجتمعنا كما تزعم، أنصح معاليكم بالاطلاع على الفكر الأخضر وإزالة آخر كوخ صفيح في ليبيا. يا معالي الوزير نتمنى أن تخبرنا عن فكر وزارتكم لحل أزمة الإسكان، هل هو فكر اشتراكي مع المواطن ورأسمالي مع التاجر حتى نتوافق معه ويتحقق حلم السكن؟ وهل انطباق فكر وزارتكم مع فكر هوامير العقار كاف لضمان حقوقهم وتحقيق المزيد من أرباحهم أم هناك تشريعات أخرى حتى نخصص لكم إتاوة أكبر؟ عفوًا معالي الوزير فإدارة وزارة كبرى كالإسكان تختلف اختلافًا جذريًا عن إدارة شركة عقارية. ماجستير في أصول التربية [emailprotected] رابط الخبر بصحيفة الوئام: ما هكذا تورد الإبل يا وزير الإسكان