لكل مجتمع ما حقبة (سفهاء فكر) و (سفهاء عمل) و (سفهاء )…إلخ فالسفاهة تصح في كل مجال، لأنها (نِتاجُ جهلٍ) أو (وليدةُ إنحرافٍ عن جادّةٍ) أو (حصادُ غُلُوٍ و تطرفٍ لباطلٍ). و سلّط القرآنُ أضواء على (سفهاء أممٍ) تحذيراً من الخَلَلِ الذي يُعانونه. منها “و أنه كان يقول سفيهُنا على الله شططاً”. فلم يبْقَ للمسلمين عذرُ إجتهادٍ لتقييمِهم. و يتربّع على عرشِ (سفهاء أمّتي) المُجْتَرِؤون على كلامِ الله و أحكامه بنصِ كتابه المُحكم. مرحلةٌ لعلّ إبليس اللعين تنزّه عنها باعتباره لا يسبُّ الخالقَ و لا يزدري أقوالَه بل يُغْوي عبادَه بأحابيلِه و شِراكِه. أما (سفهاءُ حقبتي) ممن تجرّأ على ذلك (قولاً) أو (كتابةً) أو (نشراً) أو (إعلاماً) أو (تغاضياً)…إلخ، فبُشْراهُم مقامُ الدركِ الأسفل. لا يجتمع في قلب مسلمٍ توقير لخالقِه مع إستهزاءٍ بكلامِه و تشريعِه. فاللهمّ من ضاقَ قلبُه عن توقيرِكَ و إتّسع لعكسـِه فسوِّدْ وجهَه و مَآلَه و مقامَه، كائناً من كانَ، كما سوَّد صحيفتَه بجريمتِه.