يقدم التشكيلي المصري المقيم في إيطاليا جمال مليكة في معرضه "فضاء" تنويعات على أبو الهول، بعضها يحتفظ للتمثال الضخم بمهابته التاريخية كحارس للأهرام وبعضها يجعل من أبو الهول كائنا بشريا أليفا وغامضا في الوقت نفسه. وأبو الهول في أغلب اللوحات كائن يخص مليكة، ورغم اتخاذه "فضاء" عنوانا للمعرض فإن ملامح أبو الهول تشغل أغلب مساحة اللوحات، ولا تترك فضاء أمام التمثال، حيث تعنى الأعمال بملامح الوجه والروح الكامنة خلفها. ويقول مليكة في سطور قليلة معلقة في مدخل المعرض الذي افتتح الليلة الماضية "فضاء.. في المساحة التي تجمع بين المكان والزمان. بين الواقع والخيال. العقل والفكر. الحاضر والمستقبل. الأرض والسماء. بين الكتلة والفراغ". وحضر افتتاح معرض "فضاء" بمركز الجزيرة للفنون في حي الزمالك في القاهرة فنانون وأدباء منهم المصور السينمائي رمسيس مرزوق ورئيس قطاع الفنون الجميلة بوزارة الثقافة حمدي أبو المعاطي، والشاعر جمال القصاص والناقدة شذى يحيى. ويضم المعرض أكثر من 31 عملا تشمل لوحات تصور أبو الهول وأعمالا تجريدية بارزة. وكان مليكة قد أقام في تشرين الأول (أكتوبر) 2014 معرضا عنوانه (أبو الهول.. المراقب) ضمن انشغاله بفكرة الخلود ورغبته في إنجاز عمل فني "تصوير" يستلهم عملا فنيا راسخا "نحت" يجسده التمثال الذي ينسب للملك خفرع صاحب الهرم الشهير جنوبي القاهرة الذي ينتمي إلى الأسرة الرابعة (2613-2492 قبل الميلاد). وقال الناقد التشكيلي أسامة عفيفي لـ"رويترز" في افتتاح المعرض إن مليكة يجعل من أبو الهول ما يشبه "الأيقونة" بمحاولته الكشف عن غموضه باستخدام تقنية الإيحاء بالكشط بالسكين للوصول إلى أسرار ما يخفيه التمثال من "جلال وصرحية الشموخ.. وظلال الشخوص التي تتوالد من أركان اللوحات". وأضاف أن مليكة يسعى إلى "أنسنة أبو الهول" حيث يركز في لوحاته كلها على الوجه فقط ولا يعنى بالجسد الرابض أمام الأهرام، وهو يمثل أسدا وإن في ملامح الوجه رقة تصبح في بعض الأعمال أقرب إلى وجه أنثوي في دلالة على أن "أيقونة أبو الهول عابرة للجنس.. تعبر عن الإنسان". ولمليكة حضور دولي ومشاركات آخرها مشاركته شهر تموز (يوليو) الماضي في معرض دولي في إسبانيا عنوانه (تحية لبيكاسو) عرضت فيه أعمال لتشكليين عالميين منهم سلفادور دالي وخوان ميرو إضافة إلى أعمال بابلو بيكاسو. وكان مليكة والتشكيلية المصرية سماء يحيى يمثلان مصر في معرض إكسبو ميلانو 2015 الذي أقيم في إيطاليا تحت شعار (إطعام العالم - طاقة للحياة) حيث شاركا مع 120 فنانا ونحاتا وشاعرا في عروض منها الرسم المباشر بهدف توفير مساحة من التفاعل والمعرفة الجمالية، ومد الجسور بين الثقافات من خلال زيارات للمعرض وأنشطة أدائية للجمهور العام والطلبة.