×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي / "100" طالب يشاركون بحملة التوعية البيئية ببلدية غرب الدمام

صورة الخبر

حين اقتنيت كتاب «حكاية رجل اسمه دايف» قصّة انتصار وغفران من تأليف الأميركي دايف بيلزر ظننت للوهلة الأولى بأنني سأدخل عالم السحر الروائي وأقضي ساعات ماتعة مع الخيال في تتبع أحداث وشخوص الرواية. لكن ابدا هذا لم يحدث بل على العكس كلما توغّلت في الأحداث يزداد شعوري بالانقباض وتعاطفي يتعاظم مع بطل الحكاية ذلك الطفل الصغير الذي اسمه دايف بسبب ما يتعرّض له من تعنيف وظلم بل وتعذيب من قبل أمّه التي يصرّ على تسميتها ب(الوالدة) لكي يوحي بالفرق ما بين أن تكون أُمّا رؤوما حنوناً وبين من ولدته من بطنها فأصبحت والدته بالطبيعة. الكتاب إذاً يتحدّث عن العنف الذي يتعرّض له الأطفال داخل بيوتهم ومن أقربائهم من الدرجة الأولى كالأم والأب والأخوة حيث يسترجع المؤلف تجربته المريرة مع والدته وكيف كانت تعامله بكل قسوة بسبب ادمانها شرب الكحول ثم يتحدث عن وجع صمته عن البوح لأحد بما يعانيه خوفاً من انتقامها الى أن اكتشف أحد معلميه حالته وقام بإبلاغ السلطات التي بدورها أنقذته بانتزاعه من عذاباته وإلحاقه تحت رعاية اسرة متطوعة لتتبنى احتضانه حتى سن الرشد. تقول السيدة «كلير جاغواير» وهي مُعالِجة متخصصة بشؤون الزواج والأسرة (حسب الكتاب) إن روعة دايف بيلزر(المؤلف) تكمن في تمكنه من أن يحوّل معاناته الشديدة الى حياة كرّسها ويكرّسها لمساعدة الآخرين وكيف استطاع أن يسامح والدته القاسية على سنوات العذاب من خلال قدرته الشافية على التسامح. لندع ذلك الكتاب جانبا ونتحدث عن أطفال مجتمعنا الذين يعاني الكثير منهم الأمرين بين جدران منازلهم وداخل محيطهم الأسري المُغلق في ظل عدم ملاحظة المدرسة عن تلك المعاناة وغياب قوانين صارمة تحميهم من العنف الأسري فلمن يلجأون؟ ثم هل تسمح الجمعيات ومؤسسات دور الرعاية الاجتماعية بأن يأتي شخص (امرأة/ رجل) تطوعا لكي يستعرض تجربته القاسية مع العنف الأسري وكيف استطاع تجاوزها واستثمارها إيجابا لصالح نفسه وتحقيق نجاحات وانجازات شخصية كما فعل (دايف بيلزر) من أجل رفع معنويات من في تلك الدور وحقنهم بالطاقات الإيجابية؟ هل فكّرت بالفعل وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمات الطفولة المحليّة في حكاية منع العنف الأسري قبل وقوعه وجعل تلك القضية أولوية تُحرّك الرأي العام وتدفع المهتمين للاشتغال العلمي/التنفيذي من أجل فلذات الأكباد أم سنظل نتجاهل واقعا مسكوتا عنه؟ لا يظنن أحد بقدرة الأطفال على الانتصار لأنفسهم من ذوات أنفسهم وسيستمر صمتهم خوفا من عقاب آخر وعذاب آخر. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net