بخطوات متعثرة انطلق الاتحاد التونسي لكرة القدم في إعادة هيكلة رياضة الكرة الشاطئية ومنحها مزيدا من الاهتمام على درب تطوير اللعبة وتوسيع قاعدة شعبيتها والارتقاء بها من المحلية إلى العالمية. ورغم أن رابطة كرة القدم الشاطئية في تونس وضعت خطة شاملة للخروج بها من دائرة النشاط المحلي ورفع عدد الأندية واللاعبين، فإن هذه الرياضة عجزت عن فرض نفسها على الساحة وظلت ترزح بين مطرقة الصعوبات الاقتصادية وسندان الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تشهدها البلاد عقب ثورة 14يناير/كانون الثاني2011. كعفار: الصعوبات الاقتصادية وراء عدم استقرار كرة القدم الشاطئية بتونس (الجزيرة) ضريبة الثورة تعود بداية الكرة الشاطئية في تونس إلى نحو عشر سنوات خلت وذلك في شكل دورات تنظمها الشركات التجارية وتستهدف خلالها اللاعبين الذين اعتزلوا كرة القدم قبل أن تتطور الفكرة ويأخذ اتحاد الكرة على عاتقه مهمة تنظيم اللعبة والإشراف على الدوري المحلي. وبدأت هذه الرياضة تستقطب عددا كبيرا من اللاعبين قبل أن يبعث اتحاد الكرة رابطة خاصة بكرة القدم داخل القاعات والكرة الشاطئيةعام 2007 عهدت لها مهمة تنظيم الدوري وتكوين منتخب وطني للمشاركة في المسابقات الإقليمية والقارية والدولية. وحسب رئيس الرابطة شعبان كعفار فإن الصعوبات الاقتصادية في غياب الشركات الداعمة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية حكمت على الكرة الشاطئية بأن تظل نشاطا غير مستقر أمامه سنوات من العمل والتحديات ليرتقي إلى مصاف الألعاب الرياضية المنظمة. وقال كعفار للجزيرة نت "عديد العراقيل حالت دون استمرار الدوري وخروجه من الشكل العشوائي الذي طغى عليه في السنوات الماضية وكان سببا في توقفه مرتين الأولى من 2006 إلى 2012 والثانية من 2013 إلى 2014". كمال القلصي: الهدف من إعادة هيكلة الدوري المحلي هو تكوين نواة لمنتخب تونس للكرة الشاطئية (الجزيرة) وتابع "وضعنا هذا العام خطة مدروسة لإعادة الروح للدوري ولتطوير الكرة الشاطئية ودعم الأندية الناشطة فيها وإعداد منتخب وطني قادر على تمثيل تونس في الألعاب الشاطئية المتوسطية التي تحتضنها "بيسكارا" الإيطالية خلال الصائفة الجارية". يذكر أن الاتحاد القليبي (شمال) توج بآخر لقب لدوري الكرة الشاطئية وذلك في نسخة 2012 بعد الفوز في النهائي على أولمبيك بني خيار (4-1). وارتفع عدد الأندية التي تمارس الكرة الشاطئية وهي ذاتها التي تنشط ضمن كرة القدم داخل القاعات من 12 ناديا في 2010 إلى 46 ناديا في 2015 موزعة على 14 في الدرجة الأولى و32 بالدرجة الثانية، أما عدد المجازين فقد بلغ 891 لاعبا. الاتحاد القليبي توج بآخر بطولة للكرة الشاطئية في تونس عام 2012 (الجزيرة) امتحان بيسكارا من جهته اعتبر المدير الفني بالاتحاد التونسي كمال القلصي أن الهدف من إعادة هيكلة الدوري المحلي هو تكوين نواة لمنتخب تونس للكرة الشاطئية للمشاركة في التظاهرات الإقليمية والدولية المقبلة. ويرى القلصي أن "الألعاب المتوسطية الشاطئية التي ستحتضنها مدينة بيسكارا الإيطالية في أغسطس/آب المقبل ستكون بمثابة الامتحان الحقيقي للكرة الشاطئية في تونس للإشعاع الإقليمي وكسب أشواط إضافية على درب العالمية". وتنطلق أواخريونيو/حزيران الجاري مباريات الدوري في شكل بطولة يشارك فيها 14 ناديا ضمن خمس دورات جهوية بخمس مدن ساحلية وهي بنزرت وسوسة والحمامات والمهدية وصفاقس. وسيكون على مدرب المنتخب صبري جاب الله مهمة اختيار قائمة من 14 لاعبا لتمثيل تونس في دورة بيسكارا. جاب الله: تونس تملكمواهب لامعة عدة في هذه الرياضة (الجزيرة) وقال صبري جاب الله للجزيرة نت إن تونس تملك عديد المواهب اللامعة في هذه الرياضة غير أن غياب إستراتيجية واضحةللأندية للعناية بها كان أكبر عائق أمام تطورها وبروزها أفريقيا وعربيا. وكشف أن منتخب تونس سيخوض سلسلة من التربصات الإعدادية والمباريات الودية خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين ليكون جاهزا لألعاب بيسكارا التي ستكون أول مسابقة رسمية للكرة الشاطئية التونسية. ويأمل جاب الله المدافع السابق لمنتخب تونس والنادي الأفريقي أن تكون هذه المسابقة انطلاقة فعلية للكرة الشاطئية، وأن تساهم في تطوير المستوى بما يجعل المشاركة في كأس العالم 2017 حلما مشروعا وممكنا. وكانت تونس فضلت عدم المشاركة في بطولة أفريقياللأمم التي احتضنتها السيشال في مارس/آذار الماضي رغم حضورها عند سحب القرعة. يذكر أن مدينة اسبينهو (البرتغال) تستضيف كأس العالم في نسخته الثامنة عشرة بمشاركة 16 منتخبا من بينها عمان الممثل الوحيد للعرب. وتسيطر البرازيل على المسابقة منذ ظهورهاعام 1995 بتتويجها 13 مرة باللقب العالمي أمام روسيا بلقبين اثنين.