في زمن الصحوة انبرى مسعود لتصحيح مسار العائلة. لأنه تصوّر أنها خارجة عن الدين وهو مسؤول عن إعادتها إليه تارة أخرى وبدأ بممارسة السلطة على إخوته الصغار فحلق شعر رأس أخيه بندر الطالب في الثانوية وألزمه بتقصير الثوب وإطلاق اللحية وشغلّه معه في جمع التبرعات، فيما فرض على أخته الصغرى شريفة طالبة الابتدائية ارتداء الحجاب وتغطية شعر رأسها حتى داخل المنزل وحرم أمه مشاهدة برنامج (منكم وإليكم) للشيخ عبد العزيز المسند لأنها عورة ! قالت أمه ما يشوفني، فقال أنت تشوفينه. فيما منع جاراتهم من دخول منزلهم إلا بعد الالتفاف الكامل بالعباءة والغطاء ولبس القفاز الأسود والشراب حتى وإن كن من القواعد كونه لكل ساقطة لاقطة كما قال شيخه، وعندما تحرك باتجاه الرأس الكبير (شيبة البيت) ولقط المذياع الصادح ببرامج من إذاعة صوت العرب وأخفاه في مستودع مهجور محرما مزامير الشيطان في البيت المسلم، انتفض أبو مسعود وقال مصرما (عليّ الطلاق) لو ما ترجع الرادي مكانه ليجيك علم ما يسرك ولتحفد بقعا، وعندما اشتم الصملة في رأس أبيه أعاد له مذياعه شرط أن يشغل القرآن في الصباح ، ولا يرتفع الصوت بالغناء. ونهاهم عن المسلسل البدوي بعد المغرب، فقال أبو مسعود: أخو من طاع الله نعرف الإسلام من قبلك. خيّب الله من أذراك إن كان تتجرأ على أبيك وأمك باسم الدين وتنساق وراء المتحزبين وتتوقع أنك رأس وأنت ذنب. وسأله: من علّمك هذي الفقاهة الكذابة يا مسعود وأنت مؤذي ما سلمت من أذاك حتى الحمير والبهائم. قال يا أبت إني أخاف أن يمسك الرحمن بعذاب. ففز الشيبة مرددا والله أنك أنت الممسوس في دماغك ما خلقنا الله ليعذبنا قم اقلب وجهك. فقام صائحا خلك في غيّك أما أمي وأختي وأخي فمسؤوليتي فمنحه الشايب صلاحية وقال شأنك بهم، ولم تمر سنوات حتى أصبح مسعود أحد هوامير العقار وأسرف على نفسه بالزواج والسفر، فيما كتب على مدخل قصره (هذا من فضل ربي) وسلامتكم.