أكد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان الوضع في السودان قد تطور وأن "الانقلاب قد انتهى". جاء ذلك ردا على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) حول التناقض في حديثه من توجيه مستمر لكثير من الانتقادات لـ"الانقلاب العسكري في مصر" وعدم قول شيء عن الانقلاب العسكري الذي جرى في السودان منذ 25 عاما ومازال يحكم. وقال القرضاوي إن "انقلاب السودان ، الذي قاده عمر البشير في (حزيران) يونيو 1989 ، قد انتهى الآن ولم يعد انقلابا وإنما شيء أساسي الآن". وأضاف :"نحن محتاجون إلى انتخابات حرة في السودان ولسنا في حاجة إلى أن نغير الوضع ، فالوضع الآن هو جيد ونريد أن تجرى انتخابات حرة يختار فيها الناس أصلح من يحكمهم وهذه هي القضية التي نحرص عليها نحن". جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين عقب الإعلان عن البيان الختامي لمجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي اختتم اجتماعه الخامس في دورته الثالثة في العاصمة القطرية الدوحة والذي استمر لمدة يومين. وقال القرضاوي إن الديمقراطية الحقيقية تمثل الإسلام "الإسلام يريد رأي الناس ونحن نريد أن نحقق مايريده الناس وهذا مانعمل من أجله وندعو إليه ونؤمن به في كل بلد من البلدان ومنها السودان". من جانبه ، رد الأمين العام للاتحاد الدكتور علي القرة داغي متسائلا :"منذ متى وقع هذا الانقلاب (انقلاب السودان) .. قبل 25 سنة ؟ ..لقد سقط بالتقادم". وأضاف :"التقادم ثلاث سنوات وأقصى شيء 15 سنة ، معظم الحكومات العربية والإسلامية قامت على الانقلاب منذ 50 سنة في سورية والعراق وغيرها". وقد أعرب اتحاد علماء المسلمين في بيانه الختامي عن ارتياحه لما تقوم به حكومة السودان من جهود لاستتباب الأمن والسلام فى مناطق التنازع ولاسيما في دارفور. وأضاف البيان الذي تلاه الدكتور على القرة داغي :"يقدر الاتحاد ما قامت به الحكومة القطرية من جهود موفقة في مؤتمر الدوحة للحوار مع الحركات المسلحة وما نجم عن ذلك من اتفاق مع بعض هذه الحركات فلله الحمد والشكر ثم لدولة قطر وحكومة السودان جزيل الشكر والتقدير". وطالب الاتحاد حكومة السودان بمزيد من الحريات العامة والشفافية والإصلاح ومزيد من حماية حق التعبير والمظاهرات السلمية وعدم مواجهتها بالعنف. فيما قال مصدر بالاتحاد طلب عدم ذكر اسمه إن "الفقرة الخاصة بالسودان قد دار حولها جدل بشأن الموقف من أحداث السودان الأخيرة وتعرض التظاهرات السلمية لإطلاق الرصاص ووجهت بقوة مفرطة". وأبدى بيان الاتحاد تأييده " للجهود المبذولة والمفتوحة للحوار مع الأحزاب المعارضة لاسيما ما يوصل إلى الاتفاق لإقرار دستور بمرجعية إسلامية وتوفير الحريات وصيانة لسائر الحقوق والواجبات". وفي رده على سؤال عن مناداته المستمرة بضرورة ضخ دماء جديدة ووجوه جديدة في المؤسسات ، وما إذا كان سيتنحى عن موقعه من رئاسة الاتحاد خاصة وأنه يردد أن عمره بلغ 88 عاما ، قال القرضاوي ضاحكا :"إن الدعوة للدماء الجديدة هل تعني أن نرمي الدماء القديمة". وأضاف :"يجب إضافة الدماء الجديدة إلى القديمة ، من قال إننا نستغني عن القديم بالجديد نحن نريد أن نضيف دائما". ومضى يقول :"ماعندناش سن معين". وقال :"أنا موجود وأود من الأخوة أن يعفوني ولو أعفوني أشكرهم". وشارك في الاجتماع 31 عضواً ناقشوا عددا من القضايا الإدارية والهيكلية كما بحثوا سبل العلاج لعدد من القضايا ومشاكل العالم الإسلامي.