هل فكرت يوماً كيف أن حياتك مبنية في الغالب على التعود وأن ما تعتقد أنك لا تستطيع تغييره مجرد وهم ومقاومة؟ عاداتنا السلوكية تتكون نتيجة لعملية التكرار والتنشئة الاجتماعية وعمليات التدعيم التى يجدها الفرد من البيئة الخارجية. ولذلك نقول خير عادة ألا يكون للإنسان عادة. هذا بالطبع لا يعني أن تغيير العادة أمر سهل فهناك بعض العادات السلوكية التي تقاوم التغيير كالتدخين مثلاً. في هذا السياق، هنالك عالم ألماني قام بتجربة طريفة حيث لبس نظارات تجعله يرى الأشخاص والأشياء بطريقة مقلوبة واستمر على ذلك لفترة طويلة. في البداية كان لديه مقاومة شديدة لما حصل له ثم تعود على ذلك ولعله أصبح السائد لديه. ثم قام لاحقاً بخلع هذه النظارة. وبدأ ينظر بالطريقة العادية ولقد لاحظ هذه العالم أنه عانى من بعض الصعوبات في بداية عودته لرؤية الأمور بطريقتها الطبيعية واحتاج بعض الوقت للعودة للوضع الذي كان عليه! ما حدث هنا هو أن المخ تبرمج على رؤية غير عادية لأنه مرن على ذلك لفترة طويلة وكأن هذا هو المعتاد. هذه التجربة رغم غرابتها تدل على مدى قدرة المخ لدينا على برمجة سلوكيات جديدة لم نتعود عليها سابقاً وأن المقاومة التى تحدث لتغيير عاداتنا السلوكية قد تكون مقاومة نفسية ومجرد عناد وقتي لا أكثر. وفي النهاية هذه التجربة تمت الاستفادة منها في تدريب الأطفال المصابين بالتوحد لتغيير عاداتهم وسلوكهم النمطي. وتعتبر دعوة مشجعة للتغيير السلوكي وتغيير العادات مهما طال تعودنا عليها. لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net