أكد المشاركون في الجلسة الثانية من منتدى الإعلام الإماراتي 2015 والتي جاءت تحت عنوان الإعلام الإماراتي وموقفه المسؤول من أحداث اليمن، أن أحداث حرب اليمن واستشهاد عدد من جنودنا البواسل فيها أفرزت ملحمة وطنية رائعة، تميزت بالتفاف الشعب حول قيادته ومثلت نموذجا للتلاحم الفريد بين الشعب والقيادة. وأشار المتحدثون إلى أن واقعة استشهاد جنودنا البواسل ساهمت في تعزيز الروح والهوية الوطنية وأدى إلى تدعيم تلاحم مجتمع الامارات، وأن وسائل الإعلام المحلية لعبت دورا مميزا في هذا الحدث وارتقت إلى مستوى الحدث الجلل. واعتبروا أن الإعلام استطاع بفضل قيادات المؤسسات الإعلامية وقنوات التلفزيون والإذاعة الانتقال بهذا الحدث من حالة الحزن والمأساة إلى الفخر والاعتزاز والإيجابية، وأكدوا أن دعم القيادة الرشيدة كان له أثره الإيجابي في نجاح الإعلام في التعامل مع الحدث. أدار النقاش خلال الجلسة حامد المعشني، إعلامي بشركة أبوظبي للإعلام، وتحدث فيها محمد يوسف، رئيس جمعية الصحافيين الإماراتية، وعلي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار بشبكة قنوات دبي، وعبدالهادي الشيخ، المدير التنفيذي، بتلفزيون أبوظبي، وسامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم. الخطاب الإعلامي وتطرقت الجلسة إلى عدة محاور رئيسة منها الكيفية التي جاء عليها الخطاب الإعلامي بعد الإعلان عن استشهاد جنود الإمارات، واستطاع بها الإعلام المحلي صياغة رسالة وطنية مشتركة بسرعة قياسية، وكذلك كيفية تفاعل مواطني الإمارات مع الإعلام المحلي في تغطياته لهذا الحدث، وأهمية جهود الناشطين في وسائل الإعلام الاجتماعي، الذين ساهموا في تعزيز روح التضامن الوطني من خلال الوقوف مع الشهداء والجرحى وذويهم والمجتمع ككل. في البداية قال حامد المعشني عشنا في دولة الإمارات مرحلة صعبة، ولكن رغم صعوبتها تميزت المجتمع الإماراتي بالروح الإيجابية والوطنية وروح التلاحم في المجتمع، العالم كله كان يترقب موقف الإمارات ورد الفعل بين مواطني الإمارات، فيما يتعلق باستشهاد جنودنا البواسل في اليمن، وبحمد الله كان لقيادتنا الرشيدة بفكرها وسياستها أثر إيجابي في لم شمل الوطن ودعم وحدة الصف أمام هذه التحديات غير المسبوقة. ووجه سؤالاً إلى محمد يوسف حول رؤيته للكيفية التي تفاعل بها الخطاب الإعلامي مع استشهاد جنودنا البواسل في اليمن؟ فرد محمد يوسف قائلاً إن حادث استشهاد جنودنا البواسل أصاب وسائل الإعلام بحالة من الذهول والارتباك، غير أن الإعلام استطاع بفضل قيادات المؤسسات الإعلامية وقنوات التلفزيون والاذاعة ان تنتقل بهذا الحدث من مرحلة الحزن والمأساة إلى حالة من الفخر والاعتزاز والإيجابية، استطاعت وسائل الإعلام التحول من السلبيات إلى حالة مشحونة بالإيجابيات. وكان للقيادة السياسية أثرها الإيجابي في نجاح الإعلام في التعامل مع الحدث، والإعلام كان يدفع في هذا الاتجاه، وتفاعل المواطنون مع الحدث بإيجابية شديدة... الأم تعرض تقديم المزيد من أبنائها للاستشهاد في اليمن... والأب يرفع العلم للإشارة إلى أن هذه راية ابنه الذي استشهد في ميدان الشرف. رسالة وطنية وقال محمد يوسف إن الإعلام المحلي استطاع صياغة رسالة وطنية وصلت إلى قلوب المواطنين والمقيمين على السواء، مضيفاً أن الإمارات تمتلك خبرات إعلامية مرموقة قادرة على إدارة أي وسيلة إعلامية ولهذا تفاعل الجميع بشكل رائع. وأشار محمد يوسف إلى أن سر هذا التلاحم غير المسبوق يتمثل في الموقف الرائع لقيادات الإمارات، ما أحدث حالة استثنائية من التلاحم بين القيادة والشعب، لقد كانت هناك ملحمة وطنية رائعة. ورداً على سؤال حول أبرز المرتكزات التي استند اليها الإعلام المقروء في هذا الموقف، قال سامي الريامي كان استشهاد هذا العدد الكبير من شهدائنا بمثابة صدمة ما أحدث ارتباكاً في بادئ الأمر، فالإمارات لم تخض هذا الموقف من قبل، لم نتعود على مشاهدة جثامين من الإمارات ملفوفة بالعلم، كان دورنا يتمثل في تحويل هذا المشهد إلى شعور بالفخر والاعتزاز. كانت لدينا مرتكزات أساسية لتحويل حالة الحزن والصدمة إلى حالة من التلاحم المجتمعي واوضح أن أول هذه المرتكزات هي بث مفهوم أن هذه حرب الهدف منها تحقيق الانتصار ولكنها قد تسبب خسائر، أما المرتكز الثاني فهو توضيح التساؤل المتعلق بسبب ذهابنا للحرب في اليمن، وكنا نرد بشكل صريح على هذا السؤال، والمرتكز الثالث هو أن الاعلام لم يكن بحاجة للبحث عن دور بطولي لأن المشهد كان يفرض نفسه، كان هناك تضحيات عديدة، كان هناك مشهد رائع ومؤثر وهو مشهد قاداتنا وهم يزورون الجرحى ويقبلون رؤوسهم بشكل يومي وبعفوية وبحب شديد، كان مشهدا تلقائيا، لقد أفرز المشهد البطولي ملحمة رائعة من تماسك الشعب مع قيادته وأشار إلى تعاون وسائل الإعلام مع بعضها بعضا بشكل غير مسبوق خلال هذا الحدث دون الالتفات للمنافسة الصحفية والإعلامية باعتبار أن الحدث يمثل مهمة وطنية، مشيراً في الوقت ذاته إلى التعاون بين الصحف المحلية والمجلس الوطني للإعلام. تفاعل المجتمع وقال عبدالهادي الشيخ رداً على سؤال حول أبرز مؤشرات تفاعل المجتمع مع الخطاب الإعلامي بعد استشهاد جنودنا البواسل، كان مشهداً مهيباً وغير مسبوق، غير أن المجتمع الإماراتي يقوم على أسس متينة أتاحت له تجاوز المحنة واحتواء الموقف وتحويله إلى إيجابيات، كان من المهم التفاعل من خلال بث رسائل وطنية مهمة باعتبار أن الجنود يقومون بملحمة وطنية ملهمة للجميع، وكان تفاعل القيادة مع الحدث رائعاً، ما أدى إلى تحويل خيم العزاء إلى أماكن للعز والفخر، مما ولّد روحا تفاعلية جديدة في المجتمع. وأضاف: إن الشفافية التي كان يتعامل بها الإعلام مع الحدث اسهم في تلاحم الشعب مع قيادته، إن إدراك المجتمع الإماراتي لتفاصيل الحدث كان أمراً مهما لتوضيح الأمور وإرسال إشارات إيجابية للمجتمع. وحول أبرز معالم ومرتكزات الخطاب الاخباري في هذه المرحلة، قال علي عبيد الهاملي إن الحدث خلق حالة فريدة في الإمارات، فعلى مدى نصف قرن منذ تاسيس الإعلام الإماراتي، وجدنا أنفسنا أمام حدث غير مسبوق، وهو حادث استشهاد جنودنا يوم 4 سبتمبر/أيلول، غير أنني سأعود إلى يوم 16 يوليو/تموز الماضي، عندما استشهد الملازم الكعبي، فكان هذا بمثابة صدمة وخلق حالة من الارتباك حول كيفية تلقي الأسرة الخبر وتفاعل المجتمع معه. وأضاف منذ سقوط الشهيد رأينا حالة فريدة من الالتفاف المجتمعي حول القيادة، وكان هناك ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى تسهيل دور الإعلام، أولاً التعامل الرائع التلقائي من جانب القيادة الإماراتية مع الحدث بما في ذلك زيارة الجرحى ومواساة أسر الشهداء، أما العامل الثاني فكان موقف أسر الشهداء مع الحدث، فالعديد من أسر الشهداء كانوا يحاولون رفع روحنا المعنوية ويتمنون استشهاد المزيد من أبنائهم في الحرب، أما العامل الثاني فهو شعب الإمارات الذي أثبت أنه شعب وفي لوطنه وقيادته.