×
محافظة الرياض

أدير يحن للعالميا

صورة الخبر

وعبدالصبور الغني عن التعريف ربما يود من لا يعرفه من قرّاء هذه الزاوية أن أقول من هو: حسب الموسوعة الحُرّة "ويكيبيديا" هو المصري محمد صلاح الدين عبدالصبور يوسف الحواتكي (1931-1981) أحد أهم رواد حركة الشعر الحُر في العالم العربي وأحد الشعراء الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي. هذا باختصار شديد ولمن يود المزيد فما عليه سوى العودة لمحرّك البحث الشهير "قوقل" فهناك آلاف الصفحات وغزير المعلومات عن الشاعر الراحل. بعث ذكراه فعل قامت به جمعية الثقافة والفنون في بريدة باحتفال مسرحي أقيم في أُمسية بهيجة في الفاتح من شهر أكتوبر 2014م دعاني لحضوره الصديق المخرج المبدع صبحي يوسف بمناسبة يوم المسرح العالمي حينها. "مسافر ليل" عنوان المسرحية ألّفها عبدالصبور عام (1968) وبُعثت من جديد على الصالة الرياضية في مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بريدة قام بأدوارها شبان يقودهم رئيس الجمعية هناك عبدالله الحمد ومشاركة مشاري الخليفة وثامر الحربي. الديكور للفنانة: عبير الخليفة تنفيذ الاضاءة: فهد الحيسوني ومساعد المخرج عبدالله المقرن سينوغرافيا وإخراج صبحي يوسف. أحداث تلك المسرحية ليست مدار حديثي هذا رغم ابهار أولئك الشباب الذين قد يظن من يراهم وهم يتنقلون على كالوس المسرح بأنه أمام ممثلي مسرح احترفوا التمثيل بعد تخرّجهم من معاهد فنون متخصصة ولكنهم في الحقيقة شباب هواة (مثلهم مثل الكثير من شباب الوطن) عشقوا المسرح واستماتوا من أجل بعث الحياة فيه ورغم كل هذا الا أنه غائب حاضر في بلادنا. نعم المسرح هنا حاضر في العروض النخبوية داخليا والمهرجانات في الخارج بل ويحوز على جوائز وميداليات في المنافسات المسرحية وتقام له الاحتفالات في كل فروع جمعية الثقافة والفنون في المملكة حين يحل يوم المسرح العالمي كل عام وفي بعض الأحيان يحضر وزير الثقافة والاعلام هذه المناسبة اعترافا بقيمة وأهمية المسرح في حياة الشعوب ولكن هذا الأخير غائب عن الجماهير التي تسمع به ولا تراه كبيض (الصعو)! قبل أسبوعين كانت هناك منافسات على جوائز الدورة الثالثة لمهرجان الفرق المسرحية للشباب الذي تتبناه وتُشرف عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبعدها بأيام حصل نادي المسرح بجامعة جازان على جائزة أفضل "سينوغرافيا" في مهرجان المسرح العربي الجامعي الذي أُقيم في الجزائر. وفي قادم الأيام سوف تقام منافسات المسرح المدرسي بين إدارات التعليم في المملكة. ثم ماذا؟ ما هي الحقيقة؟ أقول: إن الذي يقرأ مثل تلك الأخبار يظن بأننا أُمّة المسرح بلا منازع بينما لا وجود لذلك الحاضر الغائب جماهيريا بل وربما يُثير اسمه لدى البعض حساسية تقلق جسد الوطن وتستدعي التوجس والتحقيق. هل أنا بحاجة لاستدعاء المقولة الشهيرة "أعطني مسرحاً أُعطك شعبا عظيماً" أظنها ابلغ ختام قبل وضع النقطة في آخر السطر. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net