أبلغت اليوم الأربعاء، سفارة ليبيا بالعاصمة المصرية صحف، رسمياً أن مقرها الرسمي والرئيسي بات محتلاً وأنها غير مسؤولة عن ما وصفته بالأعمال المشينة التي ارتكبها دبلوماسي سابق، وقالت إنها لا تمت بصلة للدبلوماسية الليبية وتسئ لسمعة الدولة الليبية. وأوضحت السفارة في بيان أصدرته اليوم، أنه تم اقتحام مقرها الرئيسي بضاحية الزمالك من قبل من وصفتهم ببعض الأشخاص الغير تابعين لوزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الشرعية، واتهمتهم بتسريب بعض المستندات والوثائق الهامة على صفحات التواصل الاجتماعي، مخالفة بذلك كل الأعراف والمعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بنظام العمل الدبلوماسي، خاصة اتفاقية جنيف بالخصوص. وبعدما أعربت سفارة دولة ليبيا بالقاهرة في البيان الذي حمل توقيع طارق شعيب القائم بالأعمال، عن بالغ أسفها لتلك الأفعال، أكدت أنها بصدد رفع دعاوى قضائية ضد كل المواقع الإلكترونية التي تقوم بنشر تلك المستندات صوناً لسمعة الدولة الليبية وحفاظاً على العلاقات الأخوية الوطيدة مع مصر. إلى ذلك فقد حالت قوات الأمن المصري بين ديبلوماسيين يتعاركون على مقر السفارة الليبية بالقاهرة، على خلفية قبلية وسط نزاع حاد بين الطرفين. وقالت مصادر بالسفارة الليبية إن القائم بالأعمال الليبي محمد صالح اقتحم أمس الثلاثاء القسم العسكري بداخل السفارة، احتجاجاً على موقف العقيد علي الزنتاني الملحق العسكري الذي أبلغ القائم بالأعمال الجديد طارق شعيب بان العسكريين يؤيدون موقف أقرانهم الديبلوماسيين في الاعتراف بشرعيته. وأوضحت المصادر أنه وقعت اشتباكات بين الجرحي العسكريين مع العناصر المؤيدة للقائم بالأعمال الذي أقالته السلطات الشرعية في ليبيا رسميا من منصبه، مشيرة إلى أنه لولا تدخل الأمن المصري لوقعت مجزرة، على حد تعبيرها. وتعكس هذه الأزمة أيضا حجم المأساة السياسية والفوضى التي تعج بها ليبيا حالياً، علما بأن القائم بالأعمال المقال من منصبه، كان معيناً من قبل البرلمان الشرعي، بينما القائم بالأعمال الجديد معين من قبل الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني وتتخذ من مدينة البيضاء بشرق البلاد مقراً لها. وتقول وزارة الخارجية المصرية إنها أوقفت التعامل مع الطرفين مؤقتاً، إلى حين انتهاء هذه الأزمة.