لا أحد يحاسب مقاولي مشاريع حي المخيم في نجران، يبدو أنهم ضمنوا السلامة من العقاب؛ فزادوا من مخالفاتهم بترك مخلفاتهم في الحي وسط تساؤلات جادة ومتكررة من السكان عن الآلية التي تتبعها الأمانة والجهة المختصة في رفع المخلفات، وإلزام المقاولين بمعالجة أمرها دون إضرار بأحد. الأهالي يتحدثون عن عشوائية مفرطة من المقاولين الذين يتركون مخلفاتهم في المواقع، ليدفع المواطن البسيط الثمن؛ فما هي الشروط التي تضعها الأمانة في عقودها لمعالجة مثل هذه الاختلالات؟ المواطن العادي عند تشييده لمبنى خاص لا يتم إيصال خدمات التيار الكهربائي لداره، إلا بعد صدور مشهد من الأمانة بنظافة الموقع وخلوه من المخلفات، والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لا يتم تطبيق مثل هذه الآلية على مشاريع الأمانة في المنطقة عند تسليم واستلام المشاريع؟ صالح حسين آل معلاق، أحد سكان الحي، وصف المخيم بأنه من أجمل وأرقى أحياء نجران في التخطيط ومن حيث المساحات، لكن تصرفات بعض المقاولين شوهت صورته الزاهية، حيث يلحظ المرء مخلفات البناء من طوب وأسمنت وحديد وبقايا الدمار تملأ أرجاء الحي، وكلها من نواتج مشاريع الصرف وحفريات الاتصالات وغيرها. آل معلاق أضاف أن بعض المقاولين يعمدون إلى هذا التصرف، بسبب غياب المساءلة والملاحقة والمتابعة من الجهات المختصة، والمطلوب من تلك الجهات في الأمانة فرض عقوبات على المخالفين، وإلزام كل المقاولين بإعادة الأمور كما كانت عليه، ورهن استلام المشاريع بتنفيذ مثل هذا الشرط. وزاد آل معلاق بقوله: «إن مثل هذه الملاحظات تسيء إلى جهود الأمانة وعملها الدؤوب في تنظيم الحي وتجميله والنهضة به»، وأضاف أنه شخصيا تحمل أعباء مليون ريال لبناء مسكنه، ويحرص كل يوم على تنظيف محيطه وترتيبه من كل الجهات، لكن مخلفات المقاولين أفسدت كل شي وشوهت منظر الحي الراقي، وسبق له أن خاطب الأمانة لإلزام المخالفين لرفع مخلفاتهم، لكنهم عادوا من جديد إلى ذات التصرف المرفوض، حيث يعج الحي بأكوام التراب والأسفلت والأحجار. من جانبه، أبدى عبد الله آل لعجم، أحد سكان الحي، قلقه ورفضه لمشهد مخلفات المشاريع وأكوام الأسمنت والمياه الراكدة أمام منزله، إثر اكتمال أعمال مشروع صرف صحي، والذي انتهى بخلق تلال ومرتفعات على واجهة منزله؛ ما أدى إلى تجمعات مياه ومستنقعات تهدد سلامة بيته وعائلته، ويتوقع أن تزداد المعاناة في أول موسم هطول الأمطار. إلى ذلك أوضح لـ «عكاظ» مصدر أن من ضمن شروط تسليم المشروع، توقيع مشهد نظافة والتأكد من خلو المنطقة من أي مخلفات، مع التزام تام من المقاول بإعادة الأمر كما كان عليه قبل تنفيذ المشروع.