شهدت سوق الانتقالات الصيفية في السعودية عمليتي بيع وشراء من النوع الفاخر وباهظ الثمن إذ لم يتوقع الجمهور الأهلاوي انتقال لاعب الوسط عبدالرحيم الجيزاوي للنصر ولم يخطر على بال الاتحادي أن إدارة الاتحاد ستقوم ببيع عقد المهاجم نايف هزازي إلى الشباب .. ذلك يعني أن ثمة تغيّرا كبيرا في العقلية الإدارية للأندية السعودية التي أصبحت تعمل بشكل شبه احترافي بعيداً عن العاطفة فالنجم الذي لا يرغب في البقاء مع الفريق سيجد الأبواب مفتوحة ويمكن أيضاً بيع اللاعب الذي يستفاد منه مادياً بشكل لائق علماً أن الأندية الأوروبية لديها طريقة معينة في عملية بيع النجوم.. فعلى سبيل المثال لا ترغب إدارة ليفربول الإنكليزي ببيع الأورغوياني لويس سواريز إلى نادي أرسنال والسبب واضح؛ ففي حال انتقل سواريز للمدفعجية فسيكون له وضعاً خاصاً وربما يحرم ليفربول من التأهل مباشرة لدوري أبطال أوروبا أو يتسبب في خسارته المزيد من النقاط في مسابقة البريمرليغ، وعلى الصعيد الإسباني لا يرغب برشلونة في بيع الشاب تياجو الكانتارا للعدو اللدود ريال مدريد على الرغم من أن رئيس النادي فلورينتو بيريز عرض أمواله الضخمة الهائنة في بنوك عاصمة لاروخا. قصة انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشيستر يونايتد الإنكليزي إلى ريال مدريد الإسباني مرّت بفصول كثيرة وحواجز شائكة إلا أن المدرب الإسكتلندي السير أليكس فيرجسون قدم فائدة عظيمة وحكمة باذخة لمسؤولي اللعبة في أرجاء العالم.. في منافسات كأس العالم 2006 التقت البرتغال مع إنكلترا في دور ربع النهائي وقام مهاجم إنكلترا واين روني بالدهس على قدم المدافع البرتغالي كارفاليو؛ فقام النجم البرتغالي رونالدو بالركض مسافة أربعين متراً داخل العشب الأخضر ليتوجه لحكم المباراة آنذاك وطالبه بطرد زميله روني من المباراة وحدث ذلك بالفعل وسط اعتراض روني على رونالدو خصوصاً أنهما يدافعان عن ألوان الشياطين الحمر.. بعد المباراة شنّت الصحافة البريطانية هجوماً حاداً على رونالدو الذي قال لبعض الصحفيين أنه يعتقد من الأفضل الرحيل عن اليونايتد والانتقال لمدريد لأن الظروف باتت غير مناسبة. منذ ذلك الحين ورونالدو يتردد على مكتب السير أليكس فيرجسون طالباً منه الإذن بالرحيل ومغادرة إنكلترا والتوجه إلى إسبانيا وسط رفض العجوز الأسكتلندي، ورغم أن أخبار الصيف قد جعلت رونالدو يرتدي القميص الملكي الأبيض إلا أن اللاعب جدد عقده عام 2008 مع مانشيستر ب40 مليون يورو وبراتب أسبوعي 150 ألف جنيه استرليني ليصبح أغلى لاعب في الرابطة الإنكليزية واطمأنت جموع المانشيستراوية ونامت قريرة العين. لعب رونالدو موسماً استثنائياً وسجل أكثر من أربعين هدفاً محلياً وقارياً وفي صيف 2009 قام رونالدو برفع هاتفه النقال وطلب من السير فيرجسون الرحيل وسط رغبة ملحة في اللعب لفريق الأحلام المدريدي الذي قدمت إدارته 90 مليون جنيه استرليني لاستقطاب أفضل لاعب في العالم وما كان من فيرجسون إلا مباركة الانتقال وسط تأبين ومراسم عزاء في المدينة الحمراء شمال غرب إنكلترا. الأندية السعودية بدأت تتعلم الدرس بعض الشيء حيث سارت على ذات النهج وقد يكون رئيس نادي الشباب خالد البلطان هو أول رئيس سعودي يبيع نجوم فريقه أمثال عبده عطيف ومختار فلاتة إلى الفرق المنافسة مقابل مبالغ كبيرة بينما تحكي "دنيا الرياضة" أبرز خمسة انتقالات في الميركاتو السعودي للاعبين محليين: - الصفقة الأولى نجح الهلال فيها بالتعاقد مع هداف الشباب (ناصر الشمراني) بعد أن دفع الهلال 18 مليون ريال وقام ناصر الشمراني بدفع سبعة ملايين لإدارة الشباب والتنازل عن مستحقاته بعد أن حدثت مشاكل عديدة مع المدرب البلجيكي ميشيل برودوم الذي لم يعد يرغب ببقائه, الصفقة التي قامت بها الإدارة الزرقاء بالتعاقد مع الشمراني لثلاث سنوات مهمة للغاية نظراً لافتقاد الفريق مهاجماً صريحاً وهدافاً مميزاً, وبلغة الأرقام فقد حصل الشمراني على لقب هداف الدوري أربع مرات وسجل أكثر من مئتي هدف مع ناديه والمنتخب السعودي ضمن المنافسات الودية والرسمية وسيكون الشمراني الخيار الأول للمدرب سامي الجابر ويليه يوسف السالم وياسر القحطاني. - ثاني الصفقات قامت بها الإدارة النصراوية بشراء السنة الأخيرة في عقد صانع الألعاب يحيى الشهري من الإدارة الاتفاقية التي وافقت على بيع عقده مقابل 13 مليون ريال فيما سيكون نصيب الشهري سنوياً سبعة ملايين ريال ولخمسة مواسم, مجموع صفقة الشهري ناهزت 52 مليون ريال موزعة على الاتفاق واللاعب والوسطاء الذين تدخلوا من أجل إنهاء الصفقة فيما يعتبر النصراويون أنفسهم محظوظين بصانع اللعب الشاب الذي يعتبر أمهر لاعب في المنطقة بجانب صغر سنه الذي سيمكنه من اللعب بشكل ممتاز لسنوات مقبلة فيما يراهن مدرب الفريق الأورغوياني كارينيو على اللاعب مشيراً لتميزه الكبير في صناعة اللعب المركز الذي لم يستطع عبده عطيف ومحمد نور القادم من الاتحاد من السيطرة عليه. - ثالث الصفقات أيضاً تحسب لإدارة النصر ورئيسها الأمير فيصل بن تركي الذي تعاقد مع لاعب وسط الأهلي عبدالرحيم الجيزاوي ولمدة خمس سنوات بقيمة 20 مليون ريال. الجيزاوي عاد إلى جدة بعد قضاء إجازته السنوية في الولايات المتحدة الأمريكية وجلس على طاولة المفاوضات مع الاتحاد بعد أن أغلق الأهلي الأبواب في وجهه إذ طالب الجيزاوي بستة ملايين ريال سنوياً فيما كان عرض الأهلي ثلاثة ملايين للسنة الواحدة؛ الأمر الذي جعل الجيزاوي يحزم حقائبه ويغادر إلى الرياض.. النصر يحتاج إلى لاعب أيسر في وسط الملعب بعد أن خالص الدولي السابق عبدالرحمن القحطاني ويعتبر قرار استقطاب الجيزاوي هاماً للفريق الأصفر. - رابع الصفقات المميزة كانت من نصيب الإدارة الشبابية التي تعاقدت مع نجم الاتحاد المهاجم نايف هزازي ولمدة أربع سنوات مقابل 25 مليون ريال ذهبت منها عشر ملايين لمصلحة الاتحاد الذي يملك سنة كاملة في عقد اللاعب, إدارة الشباب قامت بتعويض خط الهجوم الذي غادره ناصر الشمراني إلى الهلال والأرجنتيني سباستيان تيجالي.. قرار التعاقد مع نايف يعتبر جيداً نظراً لتمكنه من التسجيل بالكرات الرأسية فيما أحرز أكثر من 50 هدفاً مع الاتحاد في مختلف البطولات وتخشى جماهير الشباب من ازدواجية الأدوار بين نايف وزميله مهند عسيري. - خامس الصفقات حسمتها إدارة التعاون مع المهاجم بدر الخراشي الذي تم التعاقد معه لمدة موسم قابل للتجديد وبمقدم عقد يبلغ أكثر من نصف مليون ريال, إدارة التعاون تعاملت مع رحيل قائد الفريق محمد الراشد بذكاء إذ جلبت الخراشي قناص الفرص والمقاتل بقوة لخطف الأهداف والذي يملك كافة الإمكانات الفنية والبدنية التي جعلت منه لاعبا متنقلاً بين أغلب أندية الدوري السعودي فيما سبق للخراشي اللعب للهلال والأهلي والحزم والرائد والفيصلي الذي انتقل منه لسكري القصيم.