×
محافظة المنطقة الشرقية

إغلاق مركز تموين في العقير.. ومخبزاً بطريق الخليج

صورة الخبر

مرّ ما يزيد على عقدين من الزمان على توقيع اتفاقات أوسلو، وقد كان هناك خلال تلك الفترة نوع من الأمل حدا بالكثيرين، سيما الفلسطينيين، لاعتبارها نقطة تحول، وفرصة لبناء الدولة الفلسطينية الحرة، كدولة جديدة مزدهرة على شاطئ المتوسط، لتغدو، سنغافورة الشرق الأوسط. لكن الاتفاقات فشلت، وما زلنا نكافح لإيجاد سبيل ناجح للمضي قدماً. وعلى مدى عشرين عاماً منذ توقيع اتفاق أوسلو في واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين نشب عدد من الحروب، وشهدنا توسيع مساحة المستوطنات، الأمر الذي يعتبر بموجب القانون الدولي غير شرعي، ويمثل تحدياً يعرقل مسيرة التقدم. إلا أن الاحتلال لا يؤدي سوى للإحباط المضاف إلى الأجواء المشحونة، بما يدفع البعض إلى التحول إلى المواجهة واللجوء إلى العنف على غرار ما حصل في الفترة الأخيرة. فشل نتانياهو تحول كل شارع إلى منطقة حدودية، وأصبح كل حيٍّ محاطاً بالأسلاك الشائكة والكتل الإسمنتية. في حين أظهرت نتائج إحدى الدراسات التي عرضت على القناة الإسرائيلية الثانية، أن 80 في المئة من الإسرائيليين الذين تم استطلاع رأيهم أقروا بأنهم لا يشعرون بالحماية أو الأمان في إسرائيل. كما أعرب 73 في المئة منهم عن اعتقادهم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم ينجح في إدارة شؤون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتتخذ الأزمة منحى مستعصياً بالنسبة للطرفين، على ما يبدو، أستطيع إدراك ذلك بحكم كوني ولدت في أحد مخيمات اللجوء في قطاع غزة. إلا أنني لا أفقد الأمل أبداً بإمكانية التعلم من الماضي والتوصل إلى حلّ بناء الدولتين، حيث يمكن للفلسطينيين العيش بكرامةٍ وأمل وللإسرائيليين التمتع بالسلام والأمن. كيف يمكن لقادتنا السياسيين أن ينظروا في أعين الأطفال الأيتام أو الأهالي المفجوعين على مقتل أولادهم؟ لقد فشل السياسيون من كلا الجانبين في بسط الأمن على النحو الذي تعهدوا به. ولجأوا بدلاً من ذلك إلى التواصل فيما بينهم بلغة العنف والتخويف والتهديد والانتقام والترهيب. ولم يسفر ذلك إلا عن محطة واحدة تمثلت بمزيد من الكراهية والقتل والدمار والعنف وسفك الدماء وتوسيع الهوة بين الدولتين. لقد استخدمت جميع أنواع الأسلحة وأدوات القتل والتدمير والقصف والطعن والتدمير، إلا أنه لم يخطر لنا للحظة أن نستعمل أدوات البناء. ألا يجدر بقادتنا التقدم للاعتذار من أطفال الضحايا والشباب وثكالى الأمهات؟ أليس من الحريّ بهم رفع الصوت عالياً والقول: لقد فشلنا. ويجدر بنا معاينة ضمائرنا؟. الاتحاد بوجه العنف يتعين على كل من الفلسطينيين والإسرائيليين رفع الصوت عالياً والتكلم بصوت واحد رفضاً للعنف والتطرف، يجب أن يتحدا معاً للقول: كفى للألم، والقتل والدمار وسفك الدماء. إننا بحاجة لقيام الدولتين، كحق معترف به دولياً. كيف يمكننا إذاً إيجاد سبلٍ جديدة وشركاء حياديين يمدون لنا يد العون للتوصل إلى حلّ الدولتين؟ يتعين على طريق المضي قدماً أن يضم لاعبين دوليين، أي الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. لا بد من تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين، في حدود إطار زمني محدد، ويتعين على واشنطن إعادة تقييم دورها ودعمها العسكري لإسرائيل. ونحتاج جميعاً لأن نواصل المحادثات ورفع الصوت بوجه الكراهية والظلم. لقد حان الوقت لأن تكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة، وبنيتهم التحتية اللائقة، وأفق عمل. لقد تعبوا من الفصائل والتحركات والقادة والأحزاب. ويشكل الحضور الأممي في فلسطين، ولو لمرحلة انتقالية، مطلباً ضرورياً لاستعادة النظام، كمقدمة لزرع الأمل والاقتصاد المستدام. يستحق الفلسطينيون قيادةً شجاعة نزيهة وحقيقية تعمل لصالح الشعب، وتناصر مصالحه الوطنية بدلاً من مصالحها. أما الإسرائيليون من جهتهم فيحتاجون لأن يشعروا بالأمن.