×
محافظة حائل

السعودية: مصادرة ملابس عليها كتابات «داعش» في حائل

صورة الخبر

حديثاً، امتعضت عائلة أمريكية يدرس ابنها في الصف الثالث الابتدائي، بسبب ما اعتبرته أنه تصرّف غير مهنيّ وليس منصفاً؛ حينما قام معلم مادة الرياضيات باعتبار إجابة الطالب على أحد أسئلة الاختبار غير صحيحة. وفاقم الأمر سخونةً أنّ السؤال الذي أثار حفيظة الكثيرين، ولا سيما في مواقع التواصل الأمريكية، حيث كان طلب السؤال عن إيجاد حاصل ضرب 3×5؛ باستخدام استراتيجية تعريف أن عملية الضرب رياضياً، عبارة عن تكرار عملية جمع أحد العددين بما يعادل العدد الثاني من المرّات. وبالفعل كانت الإجابة، التي اعتبرها المعلم خاطئة، فيما هي صحيحةً حسابياً؛ حيث كانت إجابة الطالب 3×5 =5+5+5 =15، ومع أن الإجابة النهائية هي واحدة إلا أنّ المعلم، كان ينتظر أن تكون إجابة الطالب: 3×5= 3+3+3+3+3، أي تكرار عملية جمع العدد 3 خمسَ مرّاتٍ، وليس كما أجاب الطالب بتكرار العدد 5 ثلاثَ مرّاتِ. هذا بالنسبة لنا أيضاً، ونحن من تعلمنا منذ مراحل السنوات الأولى في تعليمنا، سيكون اتفاقنا مباشراً مع الطريقة التي أتم الطالب بها إجابته. ولكن هذا الحكم الأوليّ قد يرتفع حينما نتعرف على اعتبارات المعلم ومبرراته في عدم اعتماد صحة الإجابة بالرغم من صحتها حسابياً. والأمر حتماً له منطلقات أساساً لدى المعلم، وليس هناك خطأً في التصحيح، أو تقصّداً شخصياً لحسم درجة السؤال من الطالب. الأساس هنا يرتكز على ما يطلق عليه بيداغوجيا التعليم (طرق التدريس)، وبشكل أوضح، هناك ما يعرف بتعلم الكفايات الرياضية أو ما يعادل Common Core Math، ولعلّ ما نشره البعض بالعربية عن هذه الحادثة، صاحبه عدم دقة في الترجمة؛ حينما اعتقد بعض من ترجم إلى العربية أن مفهوم Common Core Math، هو اسم مدرسة الطالب، بينما الأمر غير ذلك، ولكن لعل الترجمة تواجه هذا النوع من المشكلات. وما يهمنا في هذا السياق هو إدراك أن استراتيجية تعلم الكفايات الرياضية تسعى إلى تجاوز طرق التعليم بالتلقين، أو برمجة الذهن بأدوات التعلم التي قد يعتريها كثير من التبسيط المضلل، بل إن مثل هذا النوع من التعلم، وهو ما تعودناه، ليس سوى تعلم سطحيّ للمعارف الرياضية؛ حيث حديثنا هنا عن هذا الشأن، إلا أن الأمر هو بنفس الوضعية في تعلم باقي المعارف؛ لأن السبب هو البيداغوجيا، فما نمارسه يطلق عليه بيداغوجيا الأهداف، التي تركز على كيفية نقل مهارة حل المسألة بعيداً عن التفاعل العميق بما يتناسب مع الفئة العمرية، ومديات الإدراك. وفي هذا الشأن يحلّق في المشهد العالمي مستوى التعليم في دولة مثل كوريا الجنوبية، التي تُعد اليوم من أبرز بلدان العالم في التعليم الأساسي كما هو الحال بالنسبة لمستويات التعليم الأكاديمي والتقني فيها. لذلك يحسن بنا خاصة في دول الخليج أن يتم التعرف والاستفادة على خطط التعليم وتفاصيل ذلك والاستفادة الفعلية في نقل هذه التجارب إلى تعليمنا الذي نطلق عليه أنه معاصر، ولا يُدرى عن مصداقية هذا اللقب! فإن كان تعليماً معاصراً وحديثاً، فماذا نقول عن تعليم كوريا الجنوبية ونظيراتها في دول العالم التي كرمتنا بلقب مازلنا نرزح تحت حمولته، وهو أننا العالم الثالث، إن لم يستجدّ ويهبط بنا الحال إلى العالم الرابع، وهو اللقب الذي لا يملكه أحد حتى الآن، بينما يتحول مفهوم العالم الثالث إلى تقرير ومنطوق يُترجم بأننا نحن العالم الثالث وما سوانا هم العالم الأول والعالم الثاني. أظن من يقرأ عن التعليم الكوري ولو قصاصة سوف يصدم بواقع تعليمنا، والحديث وإن بدأ عن قضية طالب في أمريكا، إلا أنّ أوجاعنا التعليمية كثيرة، والتطوير بالترقيع هو ما كنّا نعتمده ضمن خططنا دائما، ولكن القضية هي أكثر من ذلك أيها السيدات والسادة. المهم أنّ حادثة طالب المرحلة الابتدائية في أمريكا، تأتي ضمن اعتماد معايير عالية تعتمدها حتى الآن نحو 40 ولاية أمريكية، وتهدف إلى تعليم يفهم الطالب فيه وهو في المرحلة الابتدائية الفرق الإجرائي لتكرار جمع العدد 3 خمس مرات، وبين جمع العدد 5 ثلاث مرات وغير ذلك من وسائل تعلم العمليات الحسابية بتعمق يستخدم التمثيل البياني والوسائل البصرية المرسومة، وهذا ما تهتم به بيداغواجيا الكفايات الرياضية التي تعمل على تزويد المتعلِّمين بوسائل لممارسة التعلم، وتعلم التصرف حسب الوضعيات المتنوعة، وتطمح إلى إزالة الحواجز بين المواد الدراسية، أو على الأقل العمل على التقليص من حدَّتِها، ولذلك لا يقرّ المفكر الفرنسي أوليفي روبول بأن الكفاية هي مجموعة من المعارف المتراكمة، كما هو التصور المتداول في الفهم التقليدي.