< قال خبراء تقنيون إن على الشركات العاملة في السعودية أن تعيد صياغة مجالس إداراتها لتفسح المجال أمام مساهمة فاعلة للقطاع الرقمي في إدارة شؤونها بحلول عام 2020. وتأتي تصريحات المسؤولين من شركة «إس إيه بي» على هامش أسبوع جيتكس للتقنية 2015، الذي اختتم في دبي أخيراً. ويمكن أن تسهم المبادرات الرقمية في المملكة في تعزيز معدلات النمو السنوية ورفع كفاءة التكاليف بنسب تصل إلى 10 في المئة بحلول عام 2020، ما يدل على عِظم الفرص التي يتيحها التحول الرقمي في المنطقة، وفقاً لشركة «ماكينزي آند كو». لكن تعقيد الأعمال يفرض مشكلة كبيرة، إذ تخسر 200 من كبرى الشركات في العالم 10 في المئة من أرباحها السنوية بسبب التعقيد، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «إيه آي إم» للأبحاث. وفي هذا السياق، قال رئيس قطاع الرقمية ورئيس وحدة الأعمال الرقمية لدى «إس إيه بي» جوناثان بيكر، إن قادة الأعمال في مجالس الإدارة بشركات في منطقة الشرق الأوسط سيواجهون على مدى السنوات الخمس المقبلة تحديات صعبة تتعلق بالعمل في ظلّ الاقتصاد الرقمي «الأمر الذي يتطلب منهم إحداث تغيير جذري في آليات الإدارة أو التخلف عن ركب الاقتصاد». ودعا بيكر، الذي تناول موضوع «الثورة الرقمية» في محاضرة له خلال أسبوع جيتكس للتقنية 2015، كبار مسؤولي الرقمنة في الشركات الإقليمية إلى توظيف الشباب البارع في الشأن التقني لتولي أدوار قيادية في تعزيز الجاهزية المؤسسية وتطوير مشاريع من شأنها دفع عجلة نجاح الأعمال الرقمية، وأضاف: «يقدّم حل «ديجيتال بوردروم» البرمجي من «إس إيه بي»، الخاص بتطوير أعمال مجالس الإدارة، لوحة معلومات فورية تعرض بيانات تمكّن أعضاء مجلس الإدارة من رصد عملية التحوّل السريع وتحفيزه ودفعه قدماً في ظلّ الاقتصاد الرقمي». ويضع حل «ديجيتال بوردروم» البرمجي الذي يطرح في أسبوع جيتكس للتقنية 2015 للمرة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجلس الإدارة ومواقع الشركة وأجهزتها في سياق يتيح لأعضاء المجلس الاطلاع الفوري على أعمال الشركة وأدائها. وتدعم الحلّ الذكي «ديجيتال بوردروم» منصة «هانا» من «إس إيه بي»، ويمكن العمل عليه عبر حزمة حلول الأعمال وتحليل البيانات S/4HANA من «إس إيه بي»، وهو يستطيع فهم العمليات الماضية، وتوقع المستقبل بناء عليها، ليسهم في دفع عجلة الأعمال قُدماً. وشرعت كثير من المؤسسات البارزة في منطقة الشرق الأوسط باتخاذ زمام المبادرة في مسألة التحول الرقمي، ولا سيما في السعودية والإمارات وقطر وعمان ومصر. وبحسب شركة «آي دي سي» للأبحاث، باتت سوق تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية، وهي الكبرى في الشرق الأوسط، مهيّأة لتصل إلى 37 بليون دولار في عام 2015، مع زيادة الاستثمار في الحوسبة السحابية والقدرات التنقلية وتحليل البيانات وشبكات التواصل الاجتماعي. لكن المدير التنفيذي لدى «إس إيه بي» في السعودية أحمد الفيفي، قال إن الشركات «تخلفت عن مواكبة الطلب المتزايد على الرقمنة بالرغم من كون الهاتف الجوال هو المفضل للسعوديين عند التعامل مع المحتوى الرقمي»، وأضاف: «تحتاج الشركات في المملكة إلى مواصلة دمج استراتيجيات الأعمال وتقنية المعلومات والتسويق، مع تبسيط العمليات لتحقيق النمو المنشود في الحقبة الرقمية وحقبة الاتصالات الجوالة». ومن المتوقع، في الوقت نفسه، أن يبلغ إجمالي الإنفاق على تقنية المعلومات في الإمارات 8.06 بليون دولار في عام 2017، وذلك بقيادة القطاع العام الذي يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ»آي دي سي». وفي هذا السياق، أكد المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في الإمارات تيفون توبكوتش أن البنية التحتية الذكية هي «حجر الزاوية في النمو الاقتصادي المتنوع الذي تعيشه الإمارات»، داعياً شركات القطاع الخاص والمؤسسات في القطاع العام إلى «عدم الجلوس على هامش التحول الرقمي إذا كانت تتطلع إلى تحقيق النجاح في ظلّ الاقتصاد الرقمي»، وقال: «يجب تسخير قوة البيانات الكبيرة مع اللجوء إلى رؤى استراتيجية نابعة من مجلس الإدارة كي يكون لها التأثير المطلوب». ... وفي الرياضة هو الأسرع < أكّدت كل من «إس إيه بي» و«إنتل» أن قطاع الرياضة بالشرق الأوسط سيكون في طليعة القطاعات الرئيسة التي تشهد التحول الرقمي بالمنطقة، نظراً لقدرة الحلول التقنية الخاصة بتحليل البيانات الكبيرة على إحداث التحول المنشود على مستوى اللاعبين والمشجعين والإعلام والمرافق الرياضية. وقالت الشركتان خلال مشاركتهما في فعاليات أسبوع جيتكس للتقنية، المنعقد حالياً في مركز دبي التجاري العالمي، إن اللاعبين والمدربين ومشغّلي المرافق الرياضية يواجهون في حقبة إنترنت الأشياء تحديات جديدة تتعلق باستخدام التقنيات المتقدمة بهدف تحسين أداء الفرق الرياضية وتزويد الجماهير ووسائل الإعلام برؤىً وأفكار جديدة، علاوة على تعزيز الموارد المالية. ويمكن لقطاعات الرياضة والترفيه تبسيط العمليات وتحسين أداء اللاعبين، وولاء الجماهير، وتجربة التسويق والترويج لكل من المشجعين والمعلنين، وذلك باستخدام الأفكار الناجمة عن تحليل البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار المثبتة على اللاعبين وفي أرجاء الملاعب، فضلاً عن البيانات المستندة على الموقع والواردة من الأجهزة النقالة. ومما يدل على الإمكانات الكبيرة التي تنطوي عليها البيانات الكبيرة في ظل الاقتصاد الرقمي، من المتوقع أن تنمو سوق البيانات الكبيرة العالمية بمعدل يفوق معدل نمو سوق تقنية المعلومات العامة بنحو ستة أضعاف بحلول عام 2018، لتبلغ 41.5 بليون دولار، وفقاً لشركة «آي دي سي» لأبحاث السوق.