×
محافظة الرياض

شركة علي فوزان الفوزان وأولاده العقارية تطرح مخطط مدينة الفوزان الصناعية للبيع

صورة الخبر

لا يوجد شيء في الحياة ليس له غاية ومعنى عميق وعندما لا يبالي الإنسان بمعرفتها يوصل نفسه لليأس والقنوط، حتى الكآبة لها غاية ومعنى وهو ليس فلسفيا إنما واقعي جدا، فأهم وأكبر سبب للكآبة غياب حس الإنجاز في حياة الفرد، فالله صمم في دماغ الإنسان منظومة يسميها العلماء «منظومة المكافأة» مسؤولة عن إفراز الكيميائيات الحيوية في الدماغ التي تمنح الإنسان شعور الرضا عن النفس والسعادة والنشوة وتكون بمثابة مكافأة له على قيامه بأمر نافع قد يكون إنجازا عمليا أو عملا خيريا، لكن هناك من يريد أن يشعر بالسعادة والرضا عن النفس وهو بلا أي نوع من الإنجاز بل عاطل بإرادته عن العمل أو يعمل بوظيفة وإن جلبت له دخلا مستقرا فهو لكونه شبه عاطل فيها لا تمنحه سعادة حس الإنجاز أي عندما يشعر الإنسان أنه حقق إنجازا حقيقيا، والإنجاز يكون غالبا بمجال موهبة الإنسان وشغفه وما يمثل تحديا بالنسبة له ويمكنه أن يشعر بالرضا والسعادة لقيامه به وإن لم يتلق مقابلا ماديا عليه، وبالمثل هي الأعمال التطوعية الخيرية، فقد أثبتت الدراسات أنها تؤدي لتحسين صحة الإنسان النفسية والجسدية لأنه ينتج عنها إفراز كيميائيات منظومة المكافأة في الدماغ التي تشعر الإنسان بالرضا عن النفس والسعادة وهي الأحوال التي تساهم في رفع كفاءة جهازه المناعي وتسرع بشفائه من الأمراض والإصابات، ولهذا أول خطوة لمعالجة الكآبة المزمنة هي أن يبحث الإنسان عن ما يمنحه حس الإنجاز وبخاصة أن يلتحق بعمل يحبه أو يغير عمله الروتيني الذي لا يمنحه حس الإنجاز إلى عمل أكثر تحديا ويمنحه الفرصة والمجال للعمل الخلاق الذي يمنحه إحساس الإنجاز، بالإضافة إلى قيامه بأعمال تطوعية خيرية بقدر ما يمكنه وما يناسب تركيبته النفسية، بينما مجرد تعاطي عقاقير الكآبة أو القيام بسلوكيات الهروب من النفس كتعاطي المخدرات والمسكرات والنزوات كلها تضاعف من كآبته لأنه بعد انتهاء فورة نشوتها الوجيزة يعود الشخص ليسقط في درك قاع أعمق من الذي هرب منه لأنه يضاف إلى كآبته الأصلية كآبة وعيه بسوء وعواقب ما يتعاطاه للهرب من شعوره بالكآبة، والدراسات النفسية الحديثة توصلت إلى أن شعور السعادة الأقصى يتحقق في حال أسموه «-Flow التدفق» ويتمثل في حال الاستغراق الكامل للإنسان في عمل لديه شغف به لدرجة أنه يفقد إحساسه بمرور الوقت وبكل ما عداه وينسى كل ما يسبب له القلق ويمنحه شعور الرضا لقيامه به.