طالب وزير الخارجية عادل الجبير إيران بأن تستغل الإيرادات الإضافية التي ستتدفق عليها بعد الاتفاق النووي في تطوير اقتصادها بدل إهدار أموال الشعب الإيراني في السياسات العدائية ونشر الآيدلوجيات المدمرة والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة. وكلام الوزير يوصف الحالة التي تعيشها إيران منذ اندلاع ثورتها الطائفية التي أشعلت الحرائق في المنطقة وأحيت أحقادا وكراهيات تجاوزها الزمن وكان العقلاء يعملون للخروج من أخطارها وزيادة تعاون شعوب المنطقة حول المصالح المشتركة والمصير الواحد، لكن هذا التوجه الذي يحمل الخير للناس لا يحقق أهداف ملالي طهران الذين لا يرون وجودهم إلا في خضم الصراعات مع العالم. وقد سببت السياسة الإيرانية العدائية المشاكل وأوجدت حالة من القلق جلبت معها الكثير من القلاقل والتدخلات الخارجية حتى أصبحت هذه المنطقة من أكثر أقاليم العالم توترا. وقد شجعها صبر جيرانها ورغبتهم في السلام والأمن والاستقرار إلى المزيد من التدخل في شؤون الغير. وها هي اليوم، بهذه السياسة الحمقاء، تدخل أربع دول عربية في حروب أهلية مدمرة تهدد أمن واستقرار جيرانها وتزيد من الفرز الطائفي الذي يشكل خطرا على الجميع. وإذا كان في طهران عقلاء فإن الدعوات المتكررة التي يوجهها الجيران لبناء علاقات سوية تقوم على حسن الجوار، تستحق أن يستجاب لها لأنها هي المخرج من الوضع الشاذ الذي أدت إليه السياسة الإيرانية. على إيران أن تدرك أن القوة لا تحل الخلافات بل تضاعفها وأن الآخرين قادرون على مواجهة قوتها إذا استمرت في هذا الاتجاه.