وأنا أتابع قناة البي بي سي (BBC) الساعة السابعة مساء الجمعة (16:06 جرينتش) في برنامج نقطة حوار حول القضية الفلسطينية في الأراضي المحتلة وما يتعرض له الفلسطيني من أعمال وحشية على أيدي الصهاينة المحتلين، وردود أفعالهم وهم لا يملكون السلاح كما لدى خصومهم، وهل هي انتفاضة أم هبّة عابرة ام بداية لانتفاضة؟!، وكأن الموضوع المثار بين مفهومين (هبة أم انتفاضة؟!) في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني إلى عملية تصفية وقتل وحرق على ايدي الصهاينة المحتلين، فهل ما يجري اليوم هي انتفاضة ثالثة أم مجرد رد فعل غاضبة على الأعمال الصهيونية؟!. إن المتابع للأوضاع في فلسطين يرى أن هذه الانتفاضة قد اضرمت نارها في شهر يولية الماضي حين أشعل مستوطنون يهود النار في بيت فلسطيني (عائلة الدوابشة) بالضفة الغربية مما أدى إلى حرق رضيع نائم فوراً ووفاة أبويه لاحقاً، ثم جاء حرق الفتى محمد أبو خضير ليشعل التظاهرات العارمة رداً على العدوان الإسرائيلي، فاحتدم الصدام خاصة بعد أن اقتحم جنود صهاينة باحة المسجد الحرام بأحذيتهم مع علمهم بقدسية دور العبادة ومكانة المسجد الأقصى لدى عموم المسلمين. إن هذه الاعتداءات تذكرنا بانطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987م، والانتفاضة الثانية عام 2000م حين قام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريل شارون باقتحام المسجد الأقصى برفقة بعض الجنود المدججين بالسلاح ليثيروا موجت عضب عارمة، لقد جاء في تقرير قناة (BBC) عن موت 4 إسرائيليين نتيحة طعنهم بالسكاكين مقابل استشهاد 5 فلسطينين، وهي سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية عبر سنوات من المفاوضات الفاشلة بدأت باتفاق أوسلو، لقد أثبتت السنوات الماضية أن الشعب الفلسطيني لن ينال حقوقه إلا بمقاومة الاحتلال ورفض الظلم والاضطهاد، إن هذه الانتفاضة ستعيد الكرامة والحرية للشعب الفلسطيني، وستؤكد على حريته في تقرير مصيره، سواءً في القدس أو الضفة الغربية أو غزة أو في المهجر، فالهدف واحد وهو دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. الغريب أن الدول العربية وشعوبها بالسابق ما أن يقتل فلسطيني واحد حتى تسارع بالتنديد والاستنكار من خلال المسيرات والاعتصامات، أما اليوم والمنطقة العربية تتعرض لتدخلات خارجية من أمريكا وروسيا وإيران مثل ما هو حاصل في سوريا فإن الشعوب العربية في سبات عميق!!، إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الأولى، لذا يجب أن يسارع الجميع للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، فإذا كانت الأمم المتحدة اليوم ترفع علم منظمة التحرير الفلسطينية فغداً سيرفع علم الدولة الفلسطينية. إن ما يقوم به الجنود المحتلون يأتي ضمن سياسة صهيونية منظمة لتهويد الأرض، فمنذ وعد بولفور عام 1917م والشعب الفلسطيني يحاول العيش على أرضه بسلام كبقية شعوب المنطقة، وجاء التآمر الدولي لإقامة الكيان الصهيوني ليحتل الأرض ويعلن قيام دولته عام 1948م، تاريخ مليء بالجرائم والوحشية والمذابح والمجازر ضد الشعب الفلسطيني الذي قدم الكثير من أجل كرامته وأرضه، ويكفي الفرد وهو يرى ما يحدث هذه الأيام في فلسطين ليستذكر تلك الأعمال الوحشية في حق الشعب الفلسطيني، مثل؛ مجزرة كفر قاسم، ومجزرة رفح، ومذبحة دير ياسين، ومجزرة المسجد الإبراهيمي بالخليل، وإحراق المسجد الأقصى، ومذبحة صبرا وشاتيلا، ومذبحة تل الزعتر، ومذبحة قانا، وغيرها، إنها وحشية الجنود الصهاينة. إن محاولات الجنود الصهاينة تأتي ضمن سياسة الإذلال والتركيع للشعب الفلسطيني، وإلا لماذا يحاول منع المصلين من أداء صلاتهم في مسجدهم الأقصى، ويحاول أن يقتحم باحات المسجد وتدنيس المقدسات؟ إن الشعب الفلسطيني اليوم يستغيث بشعوب العالم لإقامة دولته على أرضه وعاصمته القدس الشريف، لقد جاء افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني قبل أيام إشارة من جلالة الملك المفدى إلى أهمية الدفاع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها (القضية الفلسطينية، وصولاً إلى الحل العادل والدائم الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف).