×
محافظة الرياض

المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية يعقد اجتماعه الدوري

صورة الخبر

ناقشت الجلسة الأولى لملتقى أبوظبي الاستراتيجي، موضوع الخليج في العالم الجديد، مسلطة الضوء على التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها منطقة الخليج في الوقت الحالي. وجاء في الجلسة إن التحولات التي تشهدها المنطقة عززت الشعور لدى القيادة الإماراتية بأن النموذج التنموي الناجح الذي تبنته يقتضي بناء نموذج مواز من القوة بمفهومها الشامل، يؤمن الحماية للمكتسبات التنموية ويضمن استمراريتها. وقدم عبد الرحمن الراشد الكاتب والمحلل السياسي السعودي، والذي أدار الجلسة؛ عرضاً ملخصاً للحالة؛ وقال إن منطقة الخليج والشرق الأوسط للمرة الأولى في تاريخها؛ تشهد هذا الكم الهائل من الاضطرابات والحروب الدائرة على مساحة شاسعة في سوريا واليمن وليبيا والعراق، كما شهدت سقوط أربعة أنظمة في ما يعرف بدول الربيع العربي في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن. وأوضح أن انتشار قوى التطرف والإرهاب في المنطقة أضاف عاملاً مهماً لتزايد وتوسع الاضطرابات في المنطقة وصعود داعش وتواجده في عدد من الدول العربية، منها العراق، حيث يحتل مدينة كاملة وهي الموصل كما يتواجد في سوريا وليبيا وبعض دول الخليج. وأشار إلى أنه مع توفر كل هذه التحديات هناك أيضاً أطماع وتدخلات إيرانية في الخليج وتواجد قوات إيرانية في العراق وسوريا والتدخل الروسي المفاجئ في سوريا إضافة إلى حرب التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، متسائلاً عن التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية في منطقة الخليج وعما إذا كان يمكن لدول الخليج أن تخرج من تلك الاضطرابات سالمة؟ المشاركون شارك في هذه الجلسة الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وإبراهيم آل مرعي الخبير السعودي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، وثريا العريض عضو مجلس الشورى السعودي، وجيمس جونز المستشار السابق للرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن القومي ورئيس مجلس إدارة مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي في مجلس الأطلسي، وظافر العجمي مدير مجموعة مراقبة الخليج في الكويت. وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وحالة عدم الاستقرار في الإقليم عزز الشعور لدى القيادة الإماراتية أن هذا النموذج التنموي الناجح الذي تبنته يقتضي بناء نموذج مواز من القوة بمفهومها الشامل، يؤمن الحماية للمكتسبات التنموية ويضمن استمراريتها، ومن هنا بدأ صناع القرار في الإمارات بالعمل على تطوير فهم ذاتي للقوة لا يكتفي بالتفاعل مع الأحداث من باب رد الفعل فقط بل يتعامل بشكل استباقي عن طريق الاستشراف. عبء ثقيل وأكدت الكتبي أن تدخل دولة الإمارات في اليمن هو تدخل من أجل إنقاذ الشرعية في هذا البلد، وضمان أمن واستقرار المنطقة حماية لمصالح الجميع، مشيرة إلى أن لدول الخليج العربي تجربة سيئة في الماضي حينما وقفت صامة حيال العراق فكانت النتيجة ضياع هذا البلد وسقوطه في حضن قوى إقليمية تتلاعب به، لذلك ومن واقع هذه التجربة قررت المملكة العربية السعودية والإمارات وغيرها من الدول الخليجية التدخل في اليمن ومنع انزلاقه إلى وضع شبيه بالوضع العراقي. موقف موحد وشددت على أهمية أن تدرك جميع دول الخليج حجم التهديدات الخارجية التي تحيط بها وأن يكون لديها موقف موحد سياسياً وأمنياً وعسكرياً تجاه هذه التحديات والمخاطر، مشيرة إلى أنه لم يتم التوصل حتى الآن لهذا النوع من التوحد والاتفاق في التعاطي ما بين دول الخليج، والدليل الموقف من اليمن، حيث يوجد دول أيقنت أهمية التدخل العسكري في حين لا تزال دول أخرى مترددة أو رافضة. وختمت الكتبي بالتأكيد أن دول الخليج مجتمعة باتت لا تثق في مواقف وسياسة الإدارة الأميركية خصوصاً بعد توقيعها الاتفاق النووي مع إيران وما يمثله هذا الاتفاق من مخاطر على المنطقة برمتها. بدوره انتقد جيم جونز المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما، سياسة بلاده في التعاطي مع أحداث المنطقة والتي تكتفي بردود الأفعال على الأحداث خلافاً لمواقفها السابقة بدل التنبؤ بها والمساهمة في صناعتها، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسات قد تكون السبب الحقيق في شعور الإحباط الذي ينتاب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. بدوره أكد إبراهيم مرعي الخبير السعودي في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن تجربة اليمن من حيث تصرف دول الخليج حيالها تعتبر استثنائية، حيث شعرت هذه الدول أنها مهددة بالصميم، لذلك قررت الانتقال إلى مرحلة المواجهة المباشرة مع إيران، معتبراً أن هذه المواجهة لن تقتصر على منطقة الشرق الأوسط أو الخليج العربي بل ستكون في كل مكان وبجميع أنواع المواجهة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية. ابتزاز تحدثت الدكتورة ثريا العريض عضو مجلس الشورى السعودي، عن موقف المملكة تجاه التحديات ومعالجة الأزمات. وقالت إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال لقائه المثقفين والإعلاميين السعوديين أخيراً، أعلن موقفه الشخصى وموقف المملكة الرسمي تجاه كل ما يحدث في المنطقة، وأكد أن المملكة لن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه الحرمين الشريفين، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إضافة إلى الالتزام بمسؤوليتها في دعم استقرار المنطقة، وعدم خضوعها لأي ابتزاز أياً كان من الداخل أو الخارج، وكذلك الالتزام بمبدأ العدالة والمساواة. حلف عسكري دعا جيم جونز المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما، دول الخليج العربي إلى تشكيل حلف عسكري شبيه بحلف الأطلسي، حيث يعتبر التهديد لأي عضو فيه تهديداً لجميع دول التحالف، مشدداً على أهمية أن تتخذ الولايات المتحدة الأميركية خطوات جدية في دعم حلفائها في هذا الحلف تعزيزاً لمناخ الثقة الذي بات مهدداً بين الجانبين، وحماية أيضاً لمصالح الولايات المتحدة نفسها.