ليست مجرد ابتسامة عابرة على ثغر طفلة، وإنما هي ابتسامة ممزوجة بالأمل والتحدي، أطلقتها الشقراء هارموني وهي تحاول المشي على جهاز متحرك، بعد أن فقدت أطرافها الأربعة، من جراء إصابتها بالتهاب السحايا أو الحمى الشوكية التي تعرّف بأنها التهاب حاد يصيب الأغشية الدماغية المغلفة للدماغ والنخاع الشوكي. تفاصيل الإصابة لاحظ الزوجان شيئاً غريباً على أنف هارموني في سبتمبر، عندما استيقظت في إحدى الليالي وهي تسعل ولا تستطيع التنفس. وعلى إثر ذلك، نقلت هارموني روز إلى المستشفى قبل أسابيع قليلة من تاريخ ميلادها. جاء التشخيص الأولي لحالة هارموني بأنها مصابة بفيروس عادي لا يستدعي القلق، وعادت الطفلة ووالداها إلى المنزل. وعقب ساعات، دخلت الطفلة في سبات عميق، وانتشر طفح جلدي أرجواني اللون على جسدها بالكامل، تاركاً أهلها في حيرة وصمت مفزع. وضع الأطباء الرضيعة على جهاز دعم الحياة، وقدّروا نسبة نجاتها بـ10%، ثم قاموا لاحقاً بإزالة أطرافها. عملية هاجم الفيروس القاتل الطفلة الشجاعة هارموني في سبتمبر الماضي وهي في عمر تسعة أشهر، بعد عشرة أيام فقط من خطواتها الأولى المتعثرة في المشي. حقيقة مؤسفة صارح بها الأطباء.. والدي هارموني، وهي إصابة طفلتهم بأسوأ حالات المرض التي صادفتهم على الإطلاق، مع احتمال ضئيل في بقائها على قيد الحياة يقدّر بـ10%. لم تبدد ظروف المرض رغبة هارموني في الحياة، وتغلبت على توقعات الأطباء البائسة، فخرجت حيّة ترزق من العملية، لكن مع خسارة يديها وقدميها وقطعة من أنفها. تغيير وخلال الشهور 12 الماضية، واصلت الطفلة رحلتها في مكافحة تبعات المرض، في ظل دعم أهلها ومجتمعها في مدينة باث بإنجلترا. ولتعاطفهم مع حالة الطفلة، جمع سكان المدينة آلاف الجنيهات لدفع قيمة المعدات الخاصة التي تحتاج إليها هارموني. وعلى الرغم من المحن الصعبة التي مرت بها، فإن الابتسامة لم تفارقها قط. تآلف لم تتوقع العائلة أن هارموني والجهاز المتحرك سيتآلفان وسيصبح كل منهما جزءاً من الآخر، حيث قالت والدة الطفلة: لم يكن لدينا خلفية عن هذا الجهاز قبل أن يخبرنا طبيب العلاج الطبيعي به.