وصف الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين الوضع في سورية بالتحدي الأكبر الذي تواجهه دول المنطقة بعد أن تجاوزت تأثيراتها الإقليمية الكثيرة والخطيرة الدولة السورية، مشدداً على أن انتشار الجماعات الإرهابية في سورية لم تعد المشكلة الأهم إذا ما قورنت بفقدان الوحدة بين السوريين أنفسهم. جاء ذلك في كلمته يوم أمس خلال الجلسة العامة الأولى لحوار المنامة (السياسة الأميركية والأمن الإقليمي)، عازياً في كلمته ما يحدث في سورية إلى الفراغ الذي حصل بعد عام 2011، الأمر الذي مكن الجماعات الإرهابية من ملء هذا الفراغ، مستشهداً بتنظيم داعش الإرهابي الذي استولى على مناطق معينة كانت بمثابة قواعد للانطلاق خارج حدود سورية. واتهم وزير الخارجية البحريني قوى إقليمية أخرى سعت أيضا لملء الفراغ من أجل بسط نفوذها على سورية كالحرس الثوري الإيراني ومقاتلي "حزب الله" الإرهابي في سورية، مشدداً على أن الحل في سورية يكمن في استرجاع الوحدة السورية بأسرع وقت ممكن وأن أول خطوة في هذا الاتجاه هو منح السوريين أملاً في مستقبل بلادهم، وبأنهم سيكونون أداة بناء هذا المستقبل ومشاركين فيه. وعن كيفية الوصول لهذا الهدف قال إن الطريق الأمثل هو الالتزام بمخرجات جنيف 1، وأن تعمل القوى الدولية الكبرى مع دول المنطقة لتشكيل سلطة انتقالية تحفظ مؤسسات الدولة، والتضامن بين جميع فئات وأطياف الشعب السوري، وأن يكون لهذا الهدف السياسي نفس الاولوية التي تعطى حاليا لمكافحة الإرهاب. وحول تنظيم داعش الإرهابي، لفت وزير خارجية البحرين إلى أن وجود تنظيم داعش الإرهابي في سورية يجب ان يكون دافعاً للوصول إلى ذلك الحل السياسي بدلاً من التعاطي معه كعائق لحل الأزمة السورية، معرباً عن أسفه من انتشار هذا التنظيم حتى وصل لدول مثل ليبيا ونيجيريا من خلال الإعلان عما يسمى "ولايات" من قبل منظمات إرهابية لها وجود في هذه الدول. وتطرق في كلمته الى العمليات الإرهابية والتفجيرات التي استهدفت المساجد في كل من المملكة العربية السعودية والكويت، وقال إن ذلك دليل على أن داعش لن تنتهي حتى لو تم القضاء على تواجدها في العراق وسورية، إضافة إلى أنها ليست التهديد الإرهابي الوحيد الذي نواجهه في المنطقة. ووجه وزير خارجية البحرين اتهاماً صريحاً لايران، وقال إنها دأبت على تدريب ارهابيين وتمويلهم من أجل تنفيذ عمليات ارهابية في البحرين واستغلال عدد من المواطنين، وتدريبهم على كيفية صناعة العبوات الناسفة وتهريب الأسلحة، فقد تم تهريب عدد من الأسلحة والمتفجرات مثل سي فور والألغام والبنادق الى البحرين ومصدرها ايران، مستشهداً بما تم العثور عليه من 439 عبوة ناسفة، وما تسبب في مقتل 16 شرطيا وإصابة الآلاف نتيجة لهذه الاعمال، مؤكداً على أن هذا الخطر لا يقل عن خطر تنظيم داعش الإرهابي. وحول امكانية تحسن العلاقات البحرينية الايرانية قال إن هذا الأمر يتوقف على سلوك إيران ومدى التزامها بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون البحرين، وأردف قائلاً: "إن هذا التقارب في العلاقات لن يتم في ظل وجود مسؤولين يتفاخرون بسقوط أربع عواصم عربية للثورة الإسلامية الإيرانية". وطالب في كلمته المجتمع الدولي بأن يولي موضوع وقف التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة نفس الأهمية التي أولاها لإبرام اتفاق مع إيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي. وحول تطورات الأوضاع في اليمن، قال وزير خارجية البحرين إن دول مجلس التعاون جاهزة تماماً لأن تواصل دورها الاستراتيجي لأجل استعادة الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق والقضاء على الجماعات التي انقلبت على الشرعية وحاولت هدم مؤسسات الدولة ونقضت الوعود والتعهدات وأشاعت الفوضى والإرهاب.