على مدى دوراته السابقة أصبح المعرض وجهة متفردة تحتضن القدرات الإبداعية الفردية والجماعية، وتؤكد موقع الشارقة الثقافي في الوطن العربي، في جميع المجالات الأدبية والفكرية والفنية والتراثية، ويرصد المعرض سنوياً مجموعة من الجوائز التي تغطي مجالات ثقافية متعددة، وقد اكتسبت هذه الجوائز شهرة عربية جعلتها محط أنظار المبدعين والدارسين الباحثين عن تقدير لما ينتجونه في زمن قل فيه التقدير للإنتاج الإبداعي، وعز فيه من يحمل هم الثقافة العربية ويضع على عاتقه مهمة دعمها، وتحفيز الطاقات الإبداعية فيها. ونظراً للأهمية التي يتمتع بها المعرض فإن القائمين عليه منحوا هذه الجوائز أهمية كبيرة من حيث انتقاء فئاتها وتطوير المعايير الخاصة بكل واحدة منها، وتطوير آليات عملها، وتشجيع المشاركين فيها على الابتكار والإبداع في شتى المجالات الثقافية والفكرية التي تدخل ضمن نطاق اهتمامات جوائز المعرض، وتوفير آلية شاملة للإعلان والترويج لكافة الأنشطة والفعاليات والبرامج والخدمات المترافقة معها، ما يسهم في تطوير وعي ثقافي وفكري وإبداعي هو جزء من نهضة المجتمع، كما تسعى إدارة الجوائز إلى اعتماد وسائل تؤدي إلى اكتشاف المواهب، وتحفيز المبدعين لرفع معدلات الأداء في جميع الممارسات الثقافية والفنية والبحثية، وتقديم الدعم للبرامج والورش التدريبية الخاصة بالجوائز لتحقيق أهدافها. ويأتي تنظيم جوائز المعرض سنوياً تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تكريم الأقلام المبدعة، محلياً وعربياً وعالمياً، والتي ترفد القراء بإصداراتها المتميزة، إلى جانب دور النشر التي تحافظ على حقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف، وتلتزم بالمعايير المهنية المتعارف عليها في مجال النشر. وتعتبر الجوائز المرموقة التي تمنح في المعرض بطاقة تقدير لتلك الجهود المخلصة، تقدير للكلمة المقروءة التي تحمل في طياتها قيمة كبرى تتعدى حدود الثقافات. ومن أبرز هذه الجوائز جائزة شخصية العام الثقافية، وهي جائزة سنوية تشجيعية تمنح لشخصية ثقافية أو مؤسسة عاملة بالحقل الثقافي يتم اختيارها بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ويعلن عنها إبان المعرض ويتم اختيار الشخصية الثقافية بناء على عطائها في الحراك الثقافي العام أو التأليف والكتابة الإبداعية أو الإسهام الفاعل في الحياة الثقافية الرسمية والأهلية. ويحظى الكتاب الإماراتي بدعم كبير ومميز في المعرض من خلال جائزة الشارقة للكتاب الإماراتي، والتي تعنى بتطوير الآليات المرتبطة بتشجيع المؤلفين والناشرين في سبيل تلبية متطلبات الواقع العلمي والمعرفي في الدولة، والعناية بتفعيل حضور الكتاب في الفضاء الإماراتي، وتشجيع الكاتب المحلي والمبدع المواطن على الاستمرار والتواصل الإبداعي، وتشجيع الدراسات المحلية عن الوطن وقضاياه المتنوعة في مجالات الآداب والفنون والبيئة والعلوم، ودعم الناشرين وتحفيزهم لتقديم الأعمال المهمة التي تخص الوطن مع الارتقاء بالمطبوعات والمنشورات لدى الدولة. وتشتمل هذه الجائزة على أربعة حقول هي: أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي (في مجال الإبداع)، وتخصص هذه الجائزة لدعم المؤلفين الإماراتيين، ويجب أن يكون الكتاب المرشح مختص في المجالات التالية (الشعر- القصة - الرواية - النصوص المسرحية)، وتعد المشاركة في الجائزة مفتوحة أمام المؤلفين من جميع الأعمار والأجيال. أفضل كتاب إماراتي (في مجال الدراسات)، ويجب أن يناقش الكتاب المرشح قضايا الوطن المختلفة بما يفيد الحوار مع الآخر والتعريف بالوطن من خلال الكتابات المتنوعة التالية (الأدبية - الاجتماعية - القانونية - النقدية - الفنية - الثقافية). أفضل كتاب إماراتي (مترجم عن الإمارات)، وتمنح هذه الجائزة للإصدارات المعنية بقضايا الإمارات وتاريخها ومجتمعها وبيئتها، ويمكن أن يكون مجال العمل متسعاً ليشمل كل الجوانب الثقافية والإبداعية والمجتمعية. أفضل كتاب إماراتي (مطبوع عن الإمارات)، ويهتم هذا الفرع من الجائزة بالكتب المطبوعة، التي تبرز جماليات الإبداع والطبيعة والجغرافيا والأعمال الكبرى المعنية بالوطن ومنجزاته من خلال دراسة مصورة ومهتمة بالصورة كمستند لهذه الدراسة أو بديل عنها. وفي مجال النشر تبرز جائزة الشارقة لتكريم دور النشر، والتي تعنى بتكريم وتقدير الناشرين المتميزين، الذين يرفدون صناعة النشر بإصدارات جديرة بالمعرفة والعلوم والتنوير والتطوير الفكري، وتشمل ثلاثة حقول وهي: أفضل دار نشر محلية، أفضل دار نشر عربية، أفضل دار نشر أجنبية. بالإضافة إلى جائزة أفضل كتاب أجنبي والتي يتفرع منها، جائزة أفضل كتاب أجنبي (خيالي)، وجائزة أفضل كتاب أجنبي (واقعي).