لامسنا في الآونة الأخيرة اتجاه أغلبية النقاد للانتقاد في شتى المجالات وبكل الطرق والأساليب ينتقد هذا المسئول وتلك الجهة وذلك المسلسل ورئيس النادي الفلاني من باب الحرية أو خالف تعرف وهذا ما جعل أكثر الناس لا تفرق بين النقد والانتقاد وأن كل ما يطرح هو تحت باب النقد والتقويم للوصول للأفضل. عرف أهل الاصطلاح النقد بأنه بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في العمل المنقود بعد دراسته وفحصه ، أي انه يدرس ويتفحص العمل من جميع جوانبه الايجابية والسلبية بدون تحيز ليعطيها دافع للأمام ويوضح ما فيها من عيوب يجب أن تبتعد عن هذا العمل وهذا ما نحتاجه حالياً في جميع أعمالنا التي تطرح سواءاً اجتماعية أو رياضية أو مسلسلات أو مقالات تكتب جميعها تحتاج للتقويم و للنقد الصادق والهادف الذي يقومها ويضعها على الطريق الصحيح. الانتقاد هو آفتنا في هذا الوقت لأنه يبين العيوب فقط ويضخمها وينتقص من العمل المطروح بحجة أن الجميع تحت طائلة الانتقاد أياً كان وبالأصح أنهم تحت مجه النقد والتقويم. ما تعاني منه مجتمعاتنا العربية فيما يتعلق بالنقد يتمحور في ثلاث نقاط رئيسة يدور حولها الجميع هي الإسقاط والتخطئة والتوبيخ فنادراً ما نلاحظ نقد يخلو من هذه النقاط أو واحدة منها ومنها ما يصل إلى التجريح الشخصي في صورة تعبر عن واقعنا الإعلامي الذي نعيشه تحت مظلة الانتقاد الذي تحول إلى نقد في أذهان الكثير إن الهدف الرئيسي للنقد هو التقويم المستمر لجميع ما يقدم من أعمال أو خدمات لقياس فاعلية نجاحها ووصولها للناس وليس كما يطرح ويتداول بأنه إظهار للعيوب والتحجيم فقط. هناك خلط كبير بين المفهومين يجب أن يعلم وأن يدرك من الجميع. ختاماً: (رحم الله امرئ أهدى إلىً عيوبي)